نبلاؤنا هنا هم الأطباء والطبيبات، وهم الذين امتهنوا مهنة الطب والعلوم الطبية (درة المهن) وهم اليوم في الميدان يسهمون بخبراتهم وجهدهم ووقتهم وفوق كل هذا بإنسانيتهم الفذة ويتبؤون مكانة علمية اجتماعية في الوسط الذي يخدمون فيه. هؤلاء النخبة المميزة هم وهنَّ هدية الآباء والأمهات لمجتمعهم، فلولا المناخ الذي وفروه والبذور التي زرعوها ما قطعنا هذه الثمار الطيبة، ومن حقهم علينا ان نحتفي بهم ونجعلهم تاجا على رؤوسنا ووسام عز على صدورنا، رحم الله من رحلوا عنا وبارك لنا فيمن بقي منهم، واثابهم الله على صنيع ما فعلوا. كذلك هناك من الآباء والأمهات ممن انجبوا النبلاء من المعلمين والمعلمات وهذه الهدية العظيمة من الهدايا المقدرة فمن خلال هؤلاء يتم صناعة النبلاء دون ان ننكر تأثير المكان وتأثير الزمان في صياغة الإنسان، ان كل مرحلة من مراحل تكوين الإنسان بدءا من المهد والطفولة ومرورا بالصبا والشباب والكهولة والشيخوخة تقف في الأساس وراءها بيئة مناسبة للنمو برعاية الوالدين والمربين والمربيات وتتأثر بنظام تعليمي متقدم وإعلام بمفهومه الواسع وكلها كالجسد الواحد تعمل في تناغم قوي تستهدف بناء الإنسان باعتباره المصدر الحقيقي لأي تنمية في أي زمان أو مكان، الا ان من الآباء ممن انجبوا النبلاء في ظروف لم تكن يسيرة وقد كانت هناك جهود استثنائية لا يقدرها الا من يدركها، بعضهم عكفوا على أبنائهم وحرموا أنفسهم من كل ملذات الحياة وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل اعداد هؤلاء. ان من الآباء من انجب النبلاء من المهندسين والعسكريين والمهنيين والإعلاميين ورجال وسيدات الأعمال وغير ذلك ومنهم من انجب الأطباء والنبلاء من مهن أخرى، الا ان الحديث منصب على مهنة الطب باعتبارها تعتلي عرش المهن، وهناك استثناءات في كل الأحوال. وفي هذا السياق من الآباء والأمهات ممن انجبوا النبلاء لا بد وان نذكر بعضا منهم وفي مقدمتهم الشيخ محمد علي فارسي شيخ الجوهرجية بمكة المكرمة والسيدة الجليلة حفيظة مكي حرمه يحفظها الله فقد أحسنا الصياغة وقدما لمجتمعهما النبلاء: بروفيسور حسن محمد علي فارسي، بروفيسورة جميلة، وبروفيسورة نجاة ومربيتين فاضلتين فريدة وزهية ورجلي أعمال ناجحين زكي وجميل، فهنيئا للأبوين بما قدما وشكرا لهما على تضحيتهما وعزاؤهما ان الله نفع بهما، اللهم ضاعف لهما الأجر وبارك في حياتهما وهناك نماذج كثيرة أخرى سنعرض لها في القادم من الأيام. [email protected]