تكالبت الظروف المعيشية والاجتماعية على موظفي وعمال مصنع السجاد الشهير في جدة - تحتفظ المدينة باسمه- الذين توقفت رواتبهم منذ اكثر من عام، دون وجه حق، وساءت احوالهم النفسية والجسدية خاصة بعد ان تبين لهم وفي اكثر من مرة ان مكتب العمل كجهة مسؤولة غير قادرة -حسب وصفهم- على انصافهم او اعادة حقوقهم ورواتبهم المتوقفة.. وباتوا يواجهون مشاكل لاحصر لها فمنهم من توفي والداه وهو غير قادر على الرحيل ومنهم من طلق زوجته لعجزه عن توفير اهم متطلبات المنزل، واخرون داهمهم المرض ولم يعد بمقدورهم متابعة قضيتهم مع مكتب العمل الا من خلال السير على الاقدام لمسافات طويلة تبدأ من مقر السكن في المنطقة الصناعية وتنتهي بوسط البلد حيث مكتب العمل. انها صورة لحال اكثر من 250 عاملا وموظفا ولا يشعر بمرارتها سوى العمال انفسهم الذين تقطعت بهم السبل ولم يتبق لهم سوى السكن الذي بات اشبه بسجن يقبع به العاملون، الذين فضلوا البقاء فيه وعدم مغادرته حتى لايتم ترحيلهم خاصة وان اقاماتهم انتهت وصاحب المصنع يرفض تجديدها وكأنه غير ابه بكل من حوله. شهر خلف اخر وجلسة تلو الاخرى وطلبات استدعاء لصاحب المصنع بعضها من الشرطة واخرى من العمدة وخطابات مكتب العمل وصاحب المصنع “طناش” الى ان قرر اخيرا ارسال مندوب ومعه الشروط التي وضعها لتسليم المرتبات. ويشترط صاحب المصنع ومن خلال مندوبه ان يسلم مرتبات تسعة من العمال في كل شهر من مجموع 300 عامل متاخرة مرتباتهم ويقول بانه سيبدأ بالجنسية البنجلاديشية، ومن ثم الهندية فالباكستانية وهكذا بمعنى انه سيحتاج الى سنتين او اكثر لينتهي من تسليم كل المتأخرات هذا في حال تنفيذه لمثل هذا الاجراء الذي اعتبره العمال اسلوبا من اساليبه الملتوية في المماطلة. ويؤكد العامل مرشد “باكستاني”: رفض العمال تلك الشروط لرغبتهم في الحصول على حقوقهم والمغادره النهائية.. مشيرا الى ان غالبية العمال وصل بهم الحال ونتيجة لصعوبة الاوضاع الى البكاء وكانهم اطفال. وقال ان البعض منهم يواجه ظروفا عائلية صعبة فهناك من فقد اطفاله او والديه وهو غير قادر على التواصل معهم. وناشد شريف ابراهيم “سوداني” يعمل في المصنع المسؤولين في الجهات المعنية بالوقوف على معاناتهم وما يواجهونه يوما بعد الاخر. مضيفا ان مايواجهونه يمثل ماساة حقيقية لا اكل ولا شرب ولا حتى مواصلات اسر تشتت وعائلات تضررت ومكتب العمل لايتحرك وليس بمقدوره حتى احضار صاحب المصنع في كل مره يوعدنا ولايتغير شيء، وقال «اعيدونا الى اوطاننا لم نعد نرغب في مرتباتنا فقط رحلونا». وطالب محمود ومحمد اشرف وعبدالشكور واخرون من جنسيات مختلفة مدير مكتب العمل بحل قضيتهم وانهاء معاناتهم وبسرعة مع صاحب المصنع خاصة وان مكتب العمل جهة حكومية لها كامل الصلاحية في ايجاد الحلول المناسبة لمعالجة كل القضايا العمالية المشابهة.