يمضي بنا بحر الحياة ما بين عتمة الأعماق وجمال الإشراق، ما بين نجوم الأفلاك وعتمة الليل، تمضي رغم الألم والجرح، تمضي ما بين أنين الألم وقدوم الفرح، تكتب لنا الأقدار ولكل قسمته، قد يكون رزقك في لين قلبك أو حسن خلقك، فالمال زينة، والصحة كنز فلا تنظر لرزق غيرك واقنع بما لديك، لا تجحد أعينك حتى تغفل وتفقد الموجود فتحن إليه، يصيبنا الابتلاء فنجزع ونقنط وربما يكون اختبارًا لصبرك أو تكفيرًا لذنبك فأحب الناس إلى الله أشدهم ابتلاءً، فكن حامدًا شاكرًا مستغفرًا. كل له نصيبه من الألم والفرح فلا تنظر لرزق غيرك فأنت لا تعلم ما تخفيه النفوس من ألم وابتلاء، كل مكتوب له قصته فمنا من صاغها بماء الذهب ومنا من تنحى واستسلم، فقد يكون ابتلاؤك نقطة جذرية لتغيير مجرى فلكِك وقد تكون الوجهة نحو النجوم والآفاق، كن شامخا كالجبل الذي لا تهزه الرياح. كن الداعم الأول لنفسك، ارفق بروحك، أحسن إليها كي تحسن لك، عزز كنوزك الدفينة، سيمضي مركبنا رغم الظلمات والأمواج، ستمضي رغم الألم والفقد، ستمضي ليظهر لنا العوض الجزيل، والبساتين المزهرة، أنت من يخط كتاب حياتك فاشكر ولا تجزع، تعلم وانهض وأكمل مسيرتك العظيمة.