استقبلت أرجاء جاليري نايلا بالرياض المعرض الشخصي للفنان التشكيلي السعودي حسين دقاس بعنوان "مرافئ"؛ مشتملاً على ما يقارب من 40 منجزاً تشكيلياً بأسلوب بين التأثيرية والتجريدية على عناصر ومكونات الطبيعة، أعتمد فيها "دقاس" على التنوع الكثير في ألوان عناصر الطبيعة بين النباتات والأشجار والصخور والسحب، مع تنوع في الطرح بألوان مختلفة، فسّر الفنان هذا التنوع بالقول: إن الزمن له دور في إبراز اللون، فهناك مجموعة تمثل المساء بألوانه المتدرجة بين الأزرق والأسود والبرتقالي, وهناك ما كان في الضوء ووضوح بالألوان المختلفة , وفلسفة الفنان للمعرض تكمن في التنوع الهائل للألوان في الطبيعة وتغيرها مع تغير الزمن وكذلك أثرها النفسي على المشاهد حاول الفنان رصد تلك اللحظات وتوقيف زمنها على سطح اللوحة وتقديمها للمشاهد. وعن أعمال الفنان حسين دقاس كتبت الناقدة فوزية الصاعدي: تبقى الطبيعة المساحة المفضلة للفنان والفضاء الثقافي المفتوح في ذاكرة مليئة بالحكايات بلحظاتها المتجددة بالتغير الزمني لتشكّل مرجعا مهما لإبداعات الفنان حسين دقّاس فتخرج بصيغتها الجديدة والمختصرة في فسحة للاستمتاع بأجواء لونية متدفقة تثير الانتباه وتستدعي التأمل نرى فيه الطبيعة مشحونة بالخيال بامتدادات لونية داكنة وفاتحة في تجاذب سحري وتحاور جميل بين توهج اللون ونقيضه المعتم يبث فيه الطمأنينة والراحة. وتضيف: تتميز لوحاته بالحضور الشكلي للطبيعة كسمة غالبة والحضور التعبيري للإنسان فتتحول الطبيعة في لوحاته إلى مساحة من الحلم والخيال بمعالجات لونية متنوعة أتت في بعضها كنتوءات منتظمة أشبه ما تكون ببراعم مرتبطة بنسيجه الشكلي تستعد للنمو والحياة أو تظهر كأنسجة أو خلايا نباتية تحت المجهر مشغولة بتضاريس توزعت بحسابات دقيقة كأنه يتيح لنا سبر أغوار الطبيعة والنفاذ إلى باطن دراسات جمالية لتشريحات مجهرية فتخرج عن إطارها التقليدي وتتداخل مع بعضها لتصل لحد الانصهار. وتختتم كلامها بالقول: في خطابه الجمالي طاقة لونية لها محمولاتها الفكرية والنفسية وجملة من الأحاسيس النابضة بالحياة بمناخات لونية دافئة وباردة متداخلة تعكس تواصلا مع طبيعة تمردت على المألوف حاضنة لتنوع لوني يحمل الخير والنماء تظللها غيمات ضبابية تبعث الأمل والتفاؤل مانحا البناء الجمالي في لوحاته إيقاع لوني متناغم مريح للعين مفتوح على الحرية يحتفي بجمال الحياة من حولنا.