انعكست نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية على أسواق تداول الأسهم والعملات عبر الإنترنت بشكل مباشر وحاد. حيث استقبلت أسواق تداول الأسهم والعملات عبر الإنترنت نتيجة الانتخابات الرئاسية بفوز جو بايدن على غريمه دونالد ترامب بالكثير من الإيجابية، حيث ارتفعت الأسهم العالمية لمستويات قياسية، لاسيما بعد تعهد الرئيس الجديد بمحاولة تحقيق الوحدة في الولاياتالمتحدة، وأنه سيكون رئيس لكل الأمريكيين، وذلك بعد مرور أربع سنوات مليئة بالاضطرابات في ظل إدارة الرئيس ترامب. نشاط حركة تداول الأسهم والعملات عبر الإنترنت مؤشر الأسهم العالمية MSCI والذي يتتبع حركات الأسهم في أكثر من 45 دولة، تأثر إيجابيا بفوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وارتفع بنسبة 0.5% ليصل إلى مستوى قياسي في التعاملات الأوروبية المبكرة. وبالحديث عن مؤشرات العقود الآجلة، كانت نسبة زيادة مؤشر داو جونز 1.26%، وفي سيادة الأجواء المتفائلة، فإن المحللين يتوقعون ارتفاع كل من مؤشري S&P 500 و ناسداك للتقنية بنسب 1.5% و 2% على التوالي. وفيما يتعلق بمؤشر البورصة البريطاني FTSE 100، فقد ارتفع لأعلى مستوى له في خلال 4 أسابيع. لقد ارتفع بمقدار 94 نقطة ليصل إلى 6.004 في التعاملات المبكرة، ثم حقق زيادة أخرى بنسبة 4.4% ليستقر عند 6170 نقطة. كما ارتفع مؤشر Stoxx 600 على مستوى القارة الأوروبية بنسبة 1.4% ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 14 أكتوبر الماضي محققًأ مكاسب في جميع الأسواق الأوروبية الرئيسية. كذلك، ارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.9%، ومؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1.8%. ردود أفعال الأسواق الآسيوية والأسترالية على نتيجة الانتخابات في طوكيو، ارتفع مؤشر نيكاي بنسبة 2.12% ليصل إلى 24839، وهو أعلى مستوى تم تحقيقه منذ 29 عاماً. وفي الصين، ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة تقارب 1.9%، وأيضًا حققت أسهم هونج كونج ارتفاعًا بنسبة 1.2%. كما ارتفع مؤشر ASX200 في سيدني بنسبة 1.75%. توقعات المحللين يرى المحللون أن الاختبار الحقيقي لأسواق تداول الأسهم والعملات عبر الإنترنت يكمن في الأشهر القليلة القادمة بعد انتهاء الانتخابات وتسمية جو بايدن الرئيس ال 46 للولايات المتحدةالأمريكية. فمن ناحية، يرفض الرئيس السابق دونالد ترامب قبول نتيجة التصويت بزعم وقوع حالات تزوير للناخبين، خاصة مع وجود عدد كاف من الحزب الجمهوري يدعم تلك المزاعم. وبحسب تصريح للمحلل المالي كونور كامبل أن لجوء ترامب للمحكمة اليمينية يمثل تحديًا صريحًأ لأسواق التداول العالمية، وتهدد الكثير من مكاسبها المحققة مؤخراً. من ناحية أخرى، يرى المستثمرون استمرار انخفاض تكلفة الإقراض، حيث يتوقع أن يواجه بايدن معارضة من مجلس الشيوخ تحول دون قدرته على السيطرة عليه، وسوف يترك الكونجرس في حالة انقسام عميقة تستلزم قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بمواصلة ضخ الأموال الرخيصة في الاقتصاد، مما يعني استقرار أسعار الفائدة في مستويات منخفضة لفترات طويلة نسبيًا. وفي تصريح لكبير محللي شركة Nucleus Wealth في ملبورن - استراليا، أنه لا ينبغي الإفراط في التفاؤل، حيث أن استمرار حدوث وفيات بسبب انتشار فيروس كورونا في أوروبا والولاياتالمتحدة، لاسيما وأن الولاياتالمتحدة قد أعلنت حدوث مزيد من الإصابات بالفيروس الأسبوع الماضي ليصل إجمالي حالات الإصابة لما يقرب من 10 ملايين بحسب صحيفة الجارديان البريطانية. تأثر الدولار الأمريكي بنتيجة الانتخابات الرئاسية كان لفوز بايدن آثار انكماشية على الدولار الأمريكي، إذ سجل أدنى قيمة له منذ شهرين أمام الجنيه الاسترليني واليورو. فمنذ صباح يوم الإثنين الماضي، وصل الدولار الأمريكي 1.319 للجنيه الاسترليني، و 1.189 دولارًا مقابل اليورو. كما انتعش الدولار الاسترالي مع أنباء فوز بايدن، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 0.2% بعد أن قفز بنسبة 3.3% الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من أن كثير من المحللين يعتقدون أن هناك لا تزال فرصة متاحة أمام تنفيذ الخطة التحفيزية التي تركز على البنية التحتية في الولاياتالمتحدة، والتي تقدر بمليارات الدولارات في ظل انقسام الكونجرس، إلا أن التركيز سيكون منصبًا على الاحتياطي الفيدرالي في الفترة القادمة.
