تزامنًا مع اليوم العالمي للمرأة وبعد أن ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بشعارات منها المؤيد ومنها المعارض، وجدت أرقى وصف للمرأة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن الا لئيم».. وأي حديث بعد حديث رسول الله، فقد سبق عليه وعلى آله الصلاة والسلام بتكريمه للمرأة كل الأزمنة والعصور.. ونقش في كتب التاريخ بحروف من ذهب منهج تعامله مع زوجاته وبناته وأصبح أسوة لأمته على مدى الدهور.. الحديث عن المرأة يطول.. كيف لا وهي نصف المجتمع.. كيف لا وهي التي تلد وتربي النصف الآخر.. كيف لا وهي المثقفة، المفكرة، الطبيبة، الأديبة، الباحثة، المنتجة، التي رسمت الإبداع ألوانًا في مجالات شتى. واجبنا اليوم في المؤسسات التعليمية هو إنارة العقول ونشر الوعي عن مفاهيم خاطئة تأصلت لدى الكثير ممن حولنا سقيت جذورها بعادات جاهلية فأصبحت أوراق أشجارها قاسية.. شاحبة.. غير قابلة لاستقبال الربيع وأزهاره.. وأصبح الخلط بين هذه المفاهيم وبين تعاليم الإسلام أحد الأقنعة التي أخفت ملامح سماحة هذا الدين وطمست معالم تكريمه للمرأة.. ومازالت قلوبنا تدمي من قصص لمعنفات لا يملكن إلا الصمت والاستسلام لواقع مرير لأنهن جهلن الثورة القانونية التي تتصدى لكل سقيم تحدث أو تصرف باسم الرجولة ليقهر أو يظلم امرأة سواء كانت زوجة، أختًا، أمًا، ابنة.. وهنا أجد أن من واجبنا أيضاً في المؤسسات التعليمية تقديم الاستشارة نفسية كانت أو قانونية محتذين بذلك حذو حكومتنا الرشيدة مقتدين بدورها في تمكين المرأة واستعادة حقوقها المسلوبة.. اليوم أصبحت المرأة صانعة لقرارات بلادها، شريكة للرجل في طموحاته وأحلامه للارتقاء بالمجتمع فوجدناها تخطط لأكبر شركات النفط، تنتخب في مجالس البلدية، تصوت في مجلس الشورى، تراجع الدوائر الحكومية دون الحاجة الى اصطحاب ولي أمرها.. أما على الصعيد الدولي فهي اليوم سفيرة تمثل بلادنا الحبيبة في مناسبات عدة منها الاجتماعية، الاقتصادية كمؤتمر دافوس الاقتصادي بسويسرا، والرياضية كالألعاب الأولمبية بلندن.. فنحمد الله اليوم على صحوة تمثلت في أوامر سامية لمناصرة المرأة.. وسيظل للمرأة الدور الأكبر في بدايات حياة جديدة مشرقة تلوح بفجر جديد قادم بآمال وطموحات عنانها السماء وحصادها 2030 بإذن الله تعالى.