حفل العام الحالي بأحداث عدة ورأينا تغيراً في الاتجاهات واستمراراً في اتجاهات وقرارات اتخذتها الدولة وخرج منها الاقتصاد السعودي متماسكاً ومستمراً في الوقوف في وجه المتغيرات العالمية. الموازنة لا تزال متماسكة على الرغم من ضغوط هبوط أسعار النفط أو تراجع حجم الإنتاج. واستمرت الدولة في بعض البرامج من حيث الزيادة الأولى في أسعار الكهرباء وأسعار النفط مع الصمت حول الزيادة الثانية ، فالمهم هو التوازن الاقتصادي من زاوية العجز ومن زاوية السيطرة عليه مع الاهتمام بمستويات البطالة ومحاولة تخفيضها. ويأتي عام 2018 والأمور الاقتصادية أفضل من المتوقع حتى على مدى أسواق رأس المال بدأ السوق الموازي في الارتفاع من حيث عدد الشركات المدرجة والمتوقع هو استمرار النمط فيه خلال العام القادم بل ونجد أن الحديث عن احتمال إدراج عدد من الشركات في العام القادم. ويبدو أن بعض التوقعات حول تحسن الاقتصاد لا تزال تراه بعيداً وخاصة عام 2018 والذي سيشهد تطبيق أول ضريبة قيمة مضافة في الاقتصاد السعودي كمصدر دخل مستقبلي للدولة والتي يرى البعض أنها ستدفع بمزيد من الضغوط على الفرد وحجم الدخل المتاح له ولكنها على جانب الدورة ستسهم في دعم الموازنة وتخفيف الضغط على العجز لدخولها كمورد إضافي. لا شك أن عام 2018 نقطة هامة للاقتصاد السعودي وخاصة القطاع الأهلي في مواجهة عدد كبير من المتغيرات وفي التركيبة السكانية وفي الدخل الفردي أكثر من الضغوط على موازنة الدولة حيث تتجه الأنظار تجاه الدولة ووعودها بالمشاريع والتحفيز للقطاع الخاص ورؤيتها التي تنوي تطبيقها. الانتظار والرغبة في توفر محفزات من طرف الدولة لا يزال هو نقطة الارتكاز حتى يستطيع القطاع الأهلي والفرد أن يلتقط أنفاسه في ظل القرارات القادمة وما تحويه من ضغوط مالية خاصة وان الموازنة الإنفاقية ستشهد انفراجاً فيها نتيجة لتوفر مصادر إضافية وجديدة للدخل. فالإسكان لا تزال النظرة تجاهه لتحقيق انفراج للمواطن ودفع لمختلف القطاعات الأهلية للاستفادة منه وهو وضع طال انتظاره ويمثل نقطة إيجابية يمكن أن تمتص جزءاً كبيراً من الضغوط الحالية في الاقتصاد السعودي .ولا نستطيع أن نفهم الى متى يتم تأجيل مباشرته من خلال شركات صغيرة ومتوسطة واعتماد اكبر على منتجات محلية تمثل ميزة متوفرة في الاقتصاد السعودي. أعتقد جازماً أن فتح المجال في ظل توفر السيولة والأراضي لدى الدولة يمكن أن تسهل كثيراً من الصعاب المتوقعة مستقبلاً وتحقق كثيراً من أهداف الرؤية وتنشل عدداً من القطاعات التي ترزح حالياً حول الضغوط السابقة والقادمة لتدفعه نحو الانتعاش. والله من وراء القصد.