لقد شاهدنا جميعًا مقطع رئيس الوزراء الماليزي، نجيب عبدالرزاق، وهو يلتقط صورة السيلفي مع الملك سلمان، وينشرها على حسابه الخاص بتويتر ثم يعلق عليها معتزًا بالصداقة الحميمية، التي تجمع البلدين المسلمين، أما رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو، فقد اختار الفيس بوك لينشر الفيديو المباشر عن لقائه الودي مع الملك سلمان، وقد حظي الفيديو بمشاهدة خرافية تخطت الثلاثة ملايين مشاهدة خلال الثلاث ساعات الأولى من التقاطه. إن كل المظاهر، التي رافقت هذه الرحلة التاريخية كانت لها دلالة كبرى على مدى الحفاوة البالغة والاستقبال الباهر الذي أقامته الشعوب الإسلامية بشرق آسيا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله تعالى، ولا غرو، فالكاريزما القوية، التي تتجلى في شخصية الملك سلمان تحكم على مقابليه عدم القدرة على إخفاء الإعجاب به، وإظهار الود والمحبة والتقدير بالعفوية الفطرية دون أي تكلف أو مشقة. أشد ما أثار إعجابي ودهشتي من تفاعل الشعب الأندونيسي الطيب من زيارة الملك سلمان، حفظه الله، هو المسنان اللذان قارب عمرهما الخامسة والستين، وقطعا مسافة الألفي ميل لأجل أن تكتحل مقلتاهما برؤية مليكنا المفدى، فقد استقل المسنان سفينةً في رحلة استغرقت أيامًا من مدينة (ميدان) حتى وصلت إلى مدينة (بوجور) وقد تحقق حلمهما بهذه الرؤية العزيزة عليهما.. كما شدني وأبهرني أيضًا أنه أثناء استقبال الشعب الأندونيسي لضيفهم الكبير، أطلق بعض الشباب مجموعةً من الشيلات الترحيبية بمقدم خادم الحرمين الشريفين لبلادهم على غرار الشيلات السعودية. لقد وصفت كل من الصحافة الأندونيسية والماليزية الملك سلمان بالضيف الكبير، وتسابقت جميع الوسائل هناك بتغطية هذه الزيارة التاريخية بالصورة اللائقة لها، وتصدرت صور الملك سلمان جميع الصحافة الآسيوية. وفي سلطنة بروناي وفور وصول الملك سلمان إلى قصر الأستانة، نور الإيمان، أطلقت المدفعية الملكية إحدى وعشرين طلقة ابتهاجًا وفرحًا بمقدم ضيف بلادها الكبير، وقد تسلم خادم الحرمين الشريفين من السلطان حسن البلقيه، وسام الأسرة المالكة للعرش البرونايي تقديرًا واعتزازًا بزيارته لهم.