الديوان الملكي: وفاة والدة الأمير سلطان بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود    استقبال أولى رحلات الحجاج في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة    نائب وزير الخارجية يستقبل رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية    محادثات "روسية-أرميني" عقب توتر العلاقات بينهما    بايدن يهدد بوقف بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل إذا اجتاحت رفح    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من ماليزيا    دجاجة مدللة تعيش في منزل فخم وتملك حساباً في «فيسبوك» !    «الأصفران» يهددان الأخدود والرياض.. والفيحاء يواجه الفتح    الاتحاد يتحدى الهلال في نهائي كأس النخبة لكرة الطائرة    أشباح الروح    بحّارٌ مستكشف    جدة التاريخية.. «الأنسنة» بجودة حياة وعُمران اقتصاد    السعودية تحقق أعلى مستوى تقييم في قوانين المنافسة لعام 2023    منها الطبيب والإعلامي والمعلم .. وظائف تحميك من الخرف !    النوم.. علاج مناسب للاضطراب العاطفي    احذر.. الغضب يضيق الأوعية ويدمر القلب    دي ليخت: صافرة الحكم بدون نهاية الكرة أمر مخجل ويفسد كرة القدم    المملكة ونمذجة العدل    القيادة تعزي رئيس البرازيل    البلوي يخطف ذهبية العالم البارالمبية    مدرب أتالانتا: مباراة مارسيليا الأهم في مسيرتي    91 نقطة أعلى رصيد (نقطي) في تاريخ الكرة السعودية.. رقم الحزم التاريخي.. هل يصمد أمام الزعيم؟    هدف أيمن يحيى مرشح للأجمل آسيوياً    نائب أمير الشرقية يلتقي أهالي الأحساء ويؤكد اهتمام القيادة بتطور الإنسان السعودي    نائب أمير منطقة مكة يكرم الفائزين في مبادرة " منافس    ختام منافسة فورمولا وان بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي    كشافة شباب مكة يطمئنون على المهندس أبا    العمودي والجنيد يحتفلون بناصر    أسرة آل طالع تحتفل بزواج أنس    14.5 مليار ريال مبيعات أسبوع    محافظ قلوة يدشن أعمال ملتقى تمكين الشباب بالمحافظة.    " الحمض" يكشف جريمة قتل بعد 6 عقود    يسرق من حساب خطيبته لشراء خاتم الزفاف    روح المدينة    خلال المعرض الدولي للاختراعات في جنيف.. الطالب عبدالعزيزالحربي يحصد ذهبية تبريد بطاريات الليثيوم    عدوان الاحتلال.. قتل وتدمير في غزة ورفح    الوعي وتقدير الجار كفيلان بتجنب المشاكل.. مواقف السيارات.. أزمات متجددة داخل الأحياء    مهرجان المنتجات الزراعية في ضباء    تعاون مع بيلاروسيا في النقل الجوي    سعود بن جلوي يرعى حفل تخريج 470 من طلبة البكالوريوس والماجستير من كلية جدة العالمية الأهلية    لقاح لفيروسات" كورونا" غير المكتشفة    الاتصال بالوزير أسهل من المدير !    أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة من اليوم وحتى الإثنين.. والدفاع المدني يحذّر    تغيير الإجازة الأسبوعية للصالح العام !    الذهب من منظور المدارس الاقتصادية !    مسؤول مصري ل«عكاظ»: مفاوضات القاهرة مستمرة رغم التصعيد الإسرائيلي في رفح    أعطيك السي في ؟!    حماس.. إلا الحماقة أعيت من يداويها    سمو محافظ الخرج يستقبل رئيس مجلس إدارة شركة العثيم    35 موهبة سعودية تتأهب للمنافسة على "آيسف 2024"    "الداخلية" تنفذ مبادرة طريق مكة ب 7 دول    وزير الشؤون الإسلامية يدشّن مشاريع ب 212 مليون ريال في جازان    أمير تبوك يشيد بالخدمات الصحية والمستشفيات العسكرية    «أسترازينيكا» تسحب لقاح كورونا لقلة الطلب    انطلاق المؤتمر الوطني السادس لكليات الحاسب بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل    المدح المذموم    الأمير خالد بن سلمان يرعى تخريج الدفعة «21 دفاع جوي»    وزير الدفاع يرعى تخريج طلبة الدفاع الجوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من التعارف المشروع إلى التعايش المطلوب
د. زيد عبدالمحسن آل حسين(*)
نشر في الجزيرة يوم 27 - 09 - 2006

الحمد لله الذي خلق البشر من أصل وأحد-آدم وحواء- وجعل حياتهم قائمة على التعارف والتحاور والتفاهم، من أجل تكامل وبناء إنساني مشترك، فقال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، (13) سورة الحجرات.
هذه الدعوة إلى التعارف والتعاون والتكامل دليل الاعتراف (بالآخر) ومرتكز التفاعل الحي الفاعل، وسنة الوجود البشري، وسر الإنجاز الحضاري الإنساني واستمراره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
والصلاة والسلام على من بعثه الله للناس كافة سواء في ذلك من آمن واستجاب أو الذي ما زال على طريق الإجابة، قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، (107) سورة الأنبياء. اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين، وبعد:
فإني أولاً: أتقدم بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة الذي يحيي بدعوته السنوية لمثل هذه المحاضرة سنة حميدة كان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- قد سنها من قبل وكان يحرص عليها باعتبارها من مجالس الذكر والعلم فأضحت مجالسه مشرقة بنور العلم والذكر.
صاحب السمو:
أيها الحضور الكرام:
أن أسجل الشكر مرة أخرى لسمو الأمير وللجميع قبل أن أبدأ حديثي وهو حديث المُقل القائمين على جائزة المدينة المنورة التي أصبحت مناسبة عطاء وإثراء يحرص على حضورها العلماء والأدباء والمفكرون.
في إحدى المناسبات العلمية قال الأستاذ الدكتور جون اسبزيتو، وهو أحد أبرز الأساتذة في الأديان والعلاقات الدولية وأحد أكبر المفكرين الأمريكيين، له العديد من المؤلفات حول الإسلام والمسلمين.. منها الإسلام (الصراط المستقيم)، (الإسلام والسياسة) وغيرها الكثير، وهو رئيس تحرير دائرة معارف العالم الإسلامي التي تنشر في جامعة اكسفورد ببريطانيا، كما أنه أحد الخبراء السياسيين فكان مستشاراً للحكومة الأمريكية، قال: (يجب علينا صياغة وإنجاز مشاريع وبرامج جوهرية واسعة وليس فقط عقد المؤتمرات.. التي نتحدث فيها كما نتحدث على مأدبة غداء ونتحدث عن ما يحصل في فلسطين من جرائم وتنكيل، ونعبر عن غضبنا الشديد واستنكارنا للظلم، الذي يقع على الفلسطينيين ثم نعود إلى حياتنا الطبيعية دون أن ندرك أنه ينبغي علينا فعل شيء حقيقي.. إننا في حاجة إلى حوار شريف متزن نناقش فيه جوانب الخلاف فيما بيننا ونحاول تقليص الهوة..) إلى أن قال (دعوني أكون أكثر وضوحاً، تحتاج أمريكا والغرب إلى أن تعي وتفهم الإسلام بشكل أفضل)... الخ.
استشهادي بهذا القول يأتي في لحظة تاريخية حرجة، لا تزال أسبابها وآثارها ماضية في حياة العالم كله، وهي اللحظة التي يمكن أن تمثل بداية لحقبة تاريخية جديدة وخطيرة على مستوى الثقافة والسياسة والاجتماع والاقتصاد والتربية والتعليم.. الخ.
إن معايشتنا لهذا الواقع يتطلب الكثير من التأمل والتفكير والقراءة الصحيحة لمجريات الأمور ومعرفة أسبابها وبواعثها الحقيقية مما سيساعدنا على وضع خطة مدروسة لكيفية التعامل معها.
فأولاً: على مستوى الذات وما كشفت عنه تلك الأحداث من فجوات، وما أورثته من اجتهادات، وما تولد عنه من ردود أفعال متباينة التوجه، متنافرة في الاتجاه في بعض الأحيان مما قاد البعض منا إلى مواقع الفكر الدفاعي المشوش، التي أتاحت (للآخر) التحكم بساحة اهتمامنا، والسيطرة على تفكيرنا، خاصة في خضم الأحداث المتفاعلة حتى أوشك البعض منا أن يفقد الثقة بنفسه، ومكانته، وتاريخ أمته وأصبح في موقف انتظار ليتلقى ما يهيأ له. ولا شك أن هذا مأزق خطير قد نقول بعده -لا سمح الله- عندما تعيننا الحيلة، هذا قدرنا مما يسبب إيقافاً لتفكيرنا، ونقد واقعنا.
إننا عندما نلقي بالتبعة على القدر هروباً من مواجهة المشكلة فإننا نسيئ فهم السنن والأقدار، التي تحكم الحياة كما نسيئ فهم سنن المدافعة التي من معانيها مغالبة قدر بقدر كما يوضح ذلك الإمام ابن قيم الجوزية: ليس المسلم الذي يستسلم للقدر، بل المسلم الحق هو الذي يغالب القدر بقدر أحب إلى الله منه. وما لم نتمثل قوله الله سبحانه وتعالى: {قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ..} فسوف نقف دون اكتشاف (الذات)، كما سنقف دون إعادة تقويم الذات والتقدم بكل شجاعة إلى تحديد الأسباب التي وضعت الأمة في هذا المستوى المتردي الذي دفع البعض من أفرادها إلى: 1- هدر الطاقات في المعارك الخطأ. 2- والقيام بأعمال كانت السبب في اختراق نسيج الأمة الاجتماعي والثقافي. 3- والتمهيد لمحاولة التحكم والهيمنة عليها من (الآخر).
ويأتي على مستوى التعامل مع الذات القدرة على التمييز بين قيم الدين المعصومة المستمدة من الوحي، مثل التي تمثل المعايير والمرجعيات كأدوات للاختبار والتقويم لأي فعل بشري، وبين صور التدين التي لا تتعدى كونها اجتهادات البشر، يجري عليها الخطأ والصواب وتخضع بطبيعتها للمراجعة والنقد، مما يقود إلى التمييز بين القيم السماوية (الصواب المطلق الإلاهي) والصواب النسبي البشري، فنعاير الرجال بالحق ولا نعاير الحق بالرجال. إذ لا بد من معرفة الحق أولاً لنعرف أهله، ونعمل على إلغاء صور التدين المغشوش والممارسات المحزنة باسم الدين ومصلحة الدعوة، تلك الممارسات المحكومة بفقه قليل ونظر كليل ومجازفات غير معقولة تؤدي إلى هدر طاقات ثمينة، وتقديم تضحيات لغير صالح الإسلام، وتصفية الحسابات الدولية والإقليمية بدماء المسلمين.
وهنا يأتي التأكيد مرة أخرى على فتح أبواب الحوار مع الذات، وبذل الجهد من أجل استدعاء العقل الناقد الغائب، وإعادة تشكيل الذهنية الثقافية الأصيلة القادرة على النقد والتقويم بمعايير الإسلام وموازينه، حتى يمكن فك قيود الغلو الذي لا يأتي بخير ولا يخلو من جور، لأنه يقود إلى التعصب للرأي وإلزام الناس بما لم يلزمهم الله به، والتشدد في غير موضعه، والغلظة والخشونة. والله سبحانه أمر بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن. كما أنه قد يقود إلى سوء الظن بالناس، إذ إن الأصل عند المغالي المتشدد هو اتهام الآخرين بترجيحه احتمال الشر خلافاً لما وجه به الدين الحنيف، وحذر منه علماء الأمة. ومثل هذه المواقف المنافية لأبسط مبادئ الإسلام تعطي الآخر المتسلط المبرر لطرح المزيد من تعميماته التي يغالط بها.
إن ممارسة التقويم والمراجعة والمناصحة دينٌ من الدين وسبيل إلى التقوى، كما تمكن من امتلاك أهلية الفرقان وبناء الذات وإعادة البناء الاجتماعي المتين للأمة وتوسيع دائرة التفاهم والمشترك الإنساني حتى نصل إلى (الآخر) بالحوار الفاعل والتفاهم على أساس شرعي أصيل باعتبار الحوار أحد وسائل الدعوة وأساليب الإسلام في الاقناع والتواصل التي مكننا من التعامل مع الواقع وامتلاك المفاتيح الصحيحة للمداخلة والتأثير.
إن العلاقة مع الآخر يجب أن تضبط بالضابط الشرعي، فلا يجوز معالجة الانحراف والظلم بانحراف وظلم مثله، وإنما بعدل وحكمة وموضوعية حتى لا نقع بما ندينه ونأخذه عليه من ظلم وجور. إن مما يجسد هذا المعنى أن الله سبحانه لم يأذن للمسلمين ببعض المعارك الدفاعية خشية الوقوع في الظلم والتعدي وعدم تمييز البريء من الظالم، قال تعالى: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ ...} (25) سورة الفتح.
إن تبني هذا الموقف -وهو ما تبنته المملكة ونادت به- والالتزام به أمر ملزم رغم علم ومعرفة جميع الساسة والمفكرين حول العالم بأن ما يحدث الآن هو حرب سياسية وحرب فكرية واقتصادية وحضارية، حرب تغيير للعالم وإعادة تشكيله وتنميطه وفق إرادة الأقوى تم الإعداد والتخطيط لها منذ زمن بعيد قبل الحادي عشر من سبتمبر وجاءت أحداث سبتمبر لتعطي إشارة البدء بالعمل الجائر. ولست بصدد الحديث عن هذه الأحداث وما قيل ويقال عنها، لكني اقتبس من أحد الباحثين إذ يقول: (إن أحداث سبتمبر من وجه آخر كانت بمثابة الكاشف والمحك الذي أبان الآخر على حقيقته وكشف دواخله وأظهر نواياه وحرك أحقاده التاريخية وأيقظ نزعاته العنصرية ومهد لرغبته في الهيمنة والتسلط ودفعه إلى الكثير من التصرفات والممارسات والمجازفات العقيمة، كما دفعته إلى التعميمات غير الموضوعية في حكمه على عالم الإسلام والمسلمين بقدر من الصلف وغرور القوة رغم كل شعاراته ودعاواه في الحرية والديمقراطية والمساواة ومحاربة العنصرية... الخ.
والذي نريد أن يكون واضحاً ابتداء من إرعاب الآمنين وقتل المدنيين والاعتداء على الأبرياء مدان بكل المعايير وإن منطلقنا في ذلك كله قوله تعالى: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، (32) سورة المائدة. مهما أدعى لذلك من الأسباب والمعاذير). أ.ه.
ولعله من الأنسب أن استعرض بعض الاقتباسات التي مررت بها وهي كثيرة جداً للكثير من العلماء والمفكرين البارزين في أنحاء العالم أثناء تحرير هذه الصفحات مما يوضح الصورة التي نحن بصدد التعامل معها من أجل توضيح أكثر. ولو أني وضعتها بمثابة العينة العشوائية دونما ترتيب او اختيار، يقول هذا الاقتباس من كتاب ( - أمريكا الكتاب: دليل المواطن لديمقراطية لا تعمل).. لمؤلفه (جون ستيورات) John Stewart يقول واصفاً عمل الكونجرس.. انه مستنقع الديمقراطية حيث إن هناك اشخاصاً من دون أحاسيس وذوي وجوه رمادية لا يعملون شيئاً سوى الخضوع لضغوط جماعات المصالح التي يمثلها شياطين، ويقول عن الرئاسة الأمريكية: إن هناك أكذوبة كبيرة تقول.. (بأن كل أمريكي يستطيع أن يصبح رئيساً). ثم يعطي أسباباً من الواقع الانتخابي خاصة عن سيطرة الإعلام والمال، فيقول: إن الإعلام هو (الشيطان سيئ الأخلاق) وبدلاً من كونه ضرورة لنقل الأخبار للمواطن أصبح مركزاً للتلهية الموجهة، وينصح بضرورة إدراك الأخبار المنحازة في الإعلام الأمريكي غير المستقل وهو يرى اليهود - رغم أنه يهودي - والمثليين جنسياً يسيطرون على الإعلام. ويوضح مصدر الأخبار من أجل التفريق بين الأخبار المنحازة وغير المنحازة. كما يرى ضرورة أن يعرف المواطن الأمريكي أي إمبراطوية إعلامية تسيطر عليه.
جون ستيورات كما تُعرف به جريدة الشرق الأوسط هو أهم خريج في جامعة (وليام وميري) العريقة بعد توماس جيفرسون أبو الديمقراطية الأمريكية، وهو إعلامي كبير له برنامج يومي اسمه The Daily Show يتفوق برنامجه على أهم البرامج في الشبكات الأخرى مثل Fox New أو CNN .
اقتباس آخر من كتاب (مستقبل الإسلام السياسي) عن أبعاد الحملة ضد الإسلام وهو استاذ الدراسات الدولية بجامعة جنوب فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، واسمه آرثر لوي. يقول في ص 150: إن تحليل القوى الدافعة للحملة ضد الإسلام في الولايات المتحدة يوضح أن الأفكار التي يروج لها قادة إسرائيل حول الخطر الإسلامي، قد وجدت من يتبناها ويروج لها سواء بين مؤيدي إسرائيل أو غيرهم، وتستهدف الحملة الدعائية التي تقوم بها إسرائيل ضد الإسلام في الولايات المتحدة الرأي العام الأمريكي بصفة عامة وصانع القرار في الإدارة والكونجرس الأمريكي بصفة خاصة.. ويقول (أدى انتهاء الحرب الباردة إلى تغيرات ملحوظة في السياسة الخارجية الأمريكية فقد أصبح متاحاً أمام الولايات المتحدة - باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم - التدخل أينماء تشاء ووقتما تشاء في أي مكان في العالم دون عوائق باستثناء الاعتبارات الداخلية فقط، كما أدى انتهاء الحرب الباردة إلى ظهور قوى عالمية جديدة فرضت نفسها على اهتمامات صانع القرار الخارجي الأمريكي فلم يعد الحلفاء الأوروبيون بحاجة المظلة النووية الأمريكية، وبالتالي فإنهم لن يظلوا تابعين تماماً للقيادة الأمريكية كما كان الحال من قبل).
وأصبحت الأمور التجارية تحتل قائمة الأولويات لدى السفراء الأمريكيين في الخارج، مثلما كان الأمر بالنسبة لسفراء الدول الأوروبية الحليفة لسنوات طويلة. ويقول: ... كان يُنظر إلى الإسلام خلال الحرب الباردة على أنه حليف لأمريكا في حربها ضد الشيوعية الإلحادية... وقد حاربت الولايات المتحدة حرباً عنيفة كان آخرها في .. أفغانستان حيث تلقى المجاهدون الأفغان نحو ثلاثة بلايين دولار من C.I.A وقدمت سائل الإعلام الأمريكية هؤلاء المجاهدين إلى الشعب الأمريكي والى العالم على أنهم أبطال يناضلون من أجل الحرية.. ثم يتساءل كيف حدث التغيير إلى أن قام الإعلام نفسه (بتجاوز ذلك) وتصوير الإسلام على أنه دين التعصب وأنه معادٍ للديمقراطية وللغرب.؟!
إلى أن قال (إنه لا يجب ربط أعمال العنف بدين معين، فالدين المسيحي لم يُتهم في حادثي واكو بتكساس وأوكلاهوما ستي رغم أن مرتكبي الحادثين من المسيحيين.. كما أن اليهودية لم تكن هي المتهمة عندما قام اليهودي المتطرف برنارد جولدشتين بقتل 29 فلسطينياً أثناء الصلاة في المسجد الإبراهيمي في الخليل. لذا فلا يجب أن يكون الإسلام هو المتهم في أحداث العنف التي يقوم بها مسلمون والتي تقف وراءها أسباب شخصية أكثر منها دينية). أ.ه.
لست بصدد تتبع الادعاءات المثارة ضد الإسلام والمسلمين والرد عليها، وإنما هدفت من خلال العرض السابق إلى إعطاء صورة ولو غير شاملة عن هذه المواقف المعادية للإسلام، ولعلي أسوق هذا المثال عن منطقة الخليج وخصوصاً السعودية، فقد اتهمت السعودية بأنها تمول الإرهاب من خلال المؤسسات الخيرية، وهو إدعاء لا يحتاج منا إلى نفي فقد كفانا القضاء الأمريكي أخيراً عناء ذلك. وفي مقابل هذه الصورة الموصوفة بالإرهاب يمكن لي استعراض ما تقوم به المؤسسات الأمريكية التنصيرية التي تستغل حاجة الفقراء والمعدمين، إذ نشرت إحصائية عن التنصير لعام 2003 م ذُكر فيها أن مجمل التبرعات للأغراض التنصيرية تبلغ 320 مليار دولار، وكانت في العام 1970م 70 مليار دولار، وفي عام 2000م 270 مليار دولار، ويتوقع أن تبلغ عام 2025م 870 مليار دولار، وسيبلغ عدد المنظمات والجماعات التي ترسل منصرين 4150 منظمة وجمعية، ويتوقع أن تبلغ عام 2025م - 6000 منظمة وجمعية. وذكرت النشرة الدولية لأبحاث التنصير أن عدد المنصرين المفرغين من المحليين والأجانب في عام 2003م بلغ 5.789.000 منصر ومنصرة، وأن عدد نسخ الإنجيل المطبوعة عام 2003م يصل إلى 62 مليون نسخة، وأن عدد الإذاعات والتلفزيونات التنصيرية يصل إلى 4075 محطة وإذاعة وتلفزيون موجهة إلى 658 مليون نسمة. وهذه الإحصائية قد أعدها (ديفيد باريت) المتخصص في إحصائيات التنصير بجامعة فرجينيا ورئيس مركز أبحاث التنصير بالاشتراك مع (تود جونسون) أستاذ اللاهوت في كلية (ديرفيلد) بولاية (الينوي). يقابل هذه المعلومات والاحصاءات القليل مما تقدمه مؤسسات خيرية إسلامية تتوجه إلى البشر من ذوي الحاجة دونما أي اعتبار إلا الأخوة الإنسانية والحفاظ على كرامة الإنسان التي أعلنها الإسلام وأمر بالمحافظة عليها. وهذا العمل مع قلة إمكاناته وصغر حجمه أمام ما سمعنا من احصاءات فقد وصفوه بما ليس فيه كذباً وبهتاناً على الرغم من أنهم يعرفون كل تفاصيله وحساباته سراً وجهراً.
وما يخيف أن هذه الأرقام وهي مجال تخطيط واسع لن تسلم منها المجتمعات المسلمة فهي مستهدفة بذلك عن طريق استغلال الحاجة والفاقة.
إن المطالبة بإغلاق المنظمات الإسلامية لا يبرره سوى الظلم والافتراء وإبعاد أي منافسة - مهما كان حجمها - عن مخططاتهم، وليس ما يدعى من صلة بالإرهاب، فالكثير من الكتاب الأمريكيين يعلمون أن المؤسسات الخيرية ليست محاضن الإرهاب. وهذا يعلمه أيضاً الساسة الأمريكان ومؤسساتهم الاستخبارية، بل إن هؤلاء الكتاب قد تناولوا قبل 11 سبتمبر حقائق عن الإرهاب الأمريكي داخل أمريكا مثل (روبورت فيسك) و(ديفيد بوك) و(ارثر لوري) و(آندي مارتن).. الخ من الأسماء الكثيرة التي ذكرت نماذج من المنظمات الإرهابية مثل منظمة ويسك برس اليهودية، وميجا الأمريكية ومنظمة الأغلبية الأخلاقية و..... الخ. ولا يتسع المقام لذكر الكثير منها. وعلى هذا الأساس تتضح المفارقة خاصة عندما نذكر المليشيات العسكرية الإرهابية مثل مليشيا ولاية اريزونا - ولاية كلورادو، ولاية ايدهو، ولاية اندينا، ولاية ميسوري، ولاية أوهايو، والتي تنشر عادة إعلانات في الصحف الأمريكية تدعو المواطنين للانضمام إليها. ويقول أحد إعلانات هذه المليشيات (يجب أن لا نسمح للحكومة بإدارة شؤوننا وحياتنا... الخ). والغريب أن بعض هذه المليشيات مسموح لها حتى بممارسة التدريب العسكري. ويقدر مركز من مراكز البحث الأمريكية عدد المليشيات المسلحة الإرهابية في أمريكا ب 100 مليشيا، كما يقدر أنها تضم ثلاثة ملايين منتسب. ولن أطيل في استعراض ذلك فالوقت لا يسمح.
والسؤال الذي يفرض نفسه ما الذي يجب علينا أن نعمله؟
لا أدعي أنني سأجيب على هذا السؤال بالشكل الذي يجب لأن الإجابة عليه تتحول إلى مشاريع بحثية إستراتيجية غير أني أقول والمقام لا يحتمل أكثر من وقفات سريعة، فأقول إن علينا:
1- إدراك الصورة النمطية والعدائية المتوارثة عن الإسلام والعالم الإسلامي مع تعميق المعرفة بالطرف الآخر بطريقة علمية تمكن من تفنيد المقولات المحمومة، مثل (البحث عن عدو جديد) او (نهاية التاريخ) او (صدام الحضارات)، وأي مقولات أخرى كالمقولات الاستشراقية التحيزية أو المقولات المسيحية الكلاسيكية التحيزية او غيرها من المقولات المأزومة التي تكرس القطيعة والصدام مع وجوب التفريق بين الطرح الموضوعي وغير الموضوعي الذي يدفعه التحامل او الجهل. (إضافة إلى إدراك أن هذه المعرفة يجب أن تتعمق إلى إدراك الفروق بين هذه الشعوب والسياسات المختلفة وإدراك الفرق بين الرغبات والمبادرات الشخصية التي لا ترتبط بسياسة ثابتة، إذ إن العلاقة بين الإسلام والغرب يمكن أن تتبدل بتبدل المعرفة حول القضية خاصة وقد توفرت كل حوافز وبواعث الاهتمام بتعميق المعرفة بعيداً عن التوظيفات السياسية والنزعات غير الأخلاقية والمظاهر التخويفية والتهويلات الإعلامية. وهذا ما يؤكد صحة فرضية التحدي الذي واجهه كلا الطرفين هو تحدي إنماء المعرفة موضوعياً).
2- البدء بحوار يهدف إلى بلوغ الحقائق وذلك من أجل تبادل المصالح والوقوف على أرضية مشتركة شريطة أن يكون منطلقاً من مفاهيم وقيم إنسانية تتسم بالحكمة والعدل بعيداً عن التعصب والهوى والمكابرة.
3- إظهار الموقف الحقيقي من التطرف والغلو من منظور شرعي وممارسة فقهية وإبراز حقيقة الإسلام التي يراد لها أن تكون غائبة.
4- استعمال إعلامهم ومخاطبتهم بما يفهمون شريطة أن يتحلى الخطاب بإتاحة الفرصة للفهم والإدراك الصحيح وأن يكون الخطاب ممتعاً ومقنعاً يقاس أثره بمقاييسهم.
5- تخصص فريق من أبناء الأمة لدراسة الكثير من النظريات دراسة متأنية عميقة ومعايرتها بمعيار الحق والمنطق والموضوعية دون مبالغة ولا تحيز ملتزمين بقوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}، (36) سورة الإسراء. ومن هذه النظريات التي يطرحها الكثير من أصحاب النبوءات والحركات الدينية مثل نظرية المسيحية الإنجيلية والتي من أهمها الحركة التدبيرية والتي تناولها كتاب النبوءة السياسية لمؤلفه جريس هالسل والتي تحاول صنع المستقبل وفقاً لهذه التفسيرات وعلى قاعدتها.
6- إدراك وفهم متغيرات الواقع عن طريق مؤسسات بحث ودراسات مع المتابعة الدقيقة والمستمرة في ذلك.
7- تشجيع الطلاب الغربيين على دراسة العلوم العربية الإسلامية داخل بلاد العالم الإسلامي وتسهيل قبولهم في الجامعات التي تعرض برامج متميزة.
8- التصدي بالرد المباشر والسريع لكل مغالطة تطرح والحوار مع مصدرها سواء كتابياً أو شفهياً حتى نتلافى السلبية في مواقفنا الفردية.
إن هذا التوجه قد نجح مع الغير إذ يذكر أحد مسؤولي شركة الإذاعة الوطنية (ان. بي. سي) في إجابته على استفتاء حول تشويه صورة العربي في الإعلام الغربي قائلاً:
إنه لم يسبق أن تقدم فرد أو جهة عربية أو إسلامية باحتجاج إلى مؤسسة أمريكية عن وجود تشويه لتلك الصورة مما يجعل الأمر لدينا عادياً.
9- التزام الموضوعية والحياد عندما نقوم بدراستنا للآخر بعد إعلان منهج في هذه الدراسة وإظهار إننا نضمر الخير والقناعة بأن الغرب ليس عالم جريمة والعنف وانحلال أخلاقي بل لديه من الخير الكثير مما نقدره.
والسؤال الآخر الذي يفرض نفسه، هل ينجح الحوار مع الغرب وخاصة أمريكا؟
الجواب كما أراه، نعم رغم ما نحن فيه وما نعانيه من هذه الهجمة الشرسة واختلاط بعض الأوراق التي كشفت عنا بعض الكتابات بعد 11 سبتمبر، تلك التي وصل ببعضها إلى حالة ساهمت سلباً في تكريس الهزيمة وساعدت الآخر المتسلط وتلبست أفكاراً ورؤى الآخر وشنت حرباً على القيم الإسلامية وصدقت ما يقوله المتسلط حتى هوجمت الشريعة في عقر دارها ومن أبنائها، وأوجدت جواً اختلطت فيه الألوان وتتابعت الاتهامات وجعلتنا منشغلين فكرياً في أمور جانبية بعيدة عن قضايانا الجوهرية. او بتعبير آخر جعلتنا نتعامل مع أعراض المرض دون أن نتوجه إلى المرض وسببه. وبالرغم من وجود هذا المناخ المشوش واستمرار النيل من القيم الإسلامية وعالم المسلمين فإن علينا أن لا نيأس، وحسبنا أن نستعين بالله بما لدينا من قيم إنسانية عالمية مدركين أن محمداً بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) قد أُرسل للناس كافة (أمة الإجابة وأمة الدعوة).. {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، وأن الإسلام جاء تهذيباً للناس وليس تعنيفاً وتعذيباً، فتاريخ الإسلام والمسلمين يشهد على أنه بريء من التعصب والعنصرية والعدوان وترويع الآمنين، لأنه يحمل قيماً ليست لشعب مغلق أو جنس أو لون، بل هي قيم إنسانية استظلت بظلها شعوب وأمم من غير المسلمين، فحضارة الأندلس - إحدى الشواهد القريبة - فتحت الباب أمام كل البشر فتقدم اليهودي ليتعلم في مدارسها وجامعاتها بعد أن كان مضطهداً من قبل التطرف المسيحي الذي كان يفرض عليه أن يعلق خشبة في عنقه لإظهار يهوديته، وكان يفرض عليه إذا مرض بأي مسيحي أن ينزل من دابته ويمشي خلفها إمعاناً في إذلاله. بينما الإسلام دين الإنسان فتاريخه لم يلوث باعتداءات وحروب دينية واحتلالات وإبادة جنس بشري بأسلحة دمار شامل ذرية كانت أو نووية او بيولوجية وكيميائية، لا يزال ضحاياها يعانون رغم مرور نصف قرن.
- قيم الإسلام تكرم الإنسان بأصل خلقه كإنسان مهما كان جنسه أو لونه أو دينه أو عرقه، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، (70) سورة الإسراء.
- الإسلام يحترم اختيار الإنسان وحريته فلا إكراه ولا قسر ولا إجبار، قال تعالى: {وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ}، (45) سورة ق، (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ)، (22) سورة الغاشية، {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، (256) سورة البقرة.
- سبيل العلاقة الإنسانية الوحيد الحوار والتفاهم واحترام الآخر، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ .....}، (64) سورة آل عمران.
- جاء الإسلام من أجل نشر العدل ومحاربة الظلم ورفعه عن الإنسان وعن جميع المستضعفين من بني آدم.
- وجاء ليحيي الأرض وكل ما عليها من دابة أو حياة من سطوة الإنسان وجوره {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ}، (42) سورة الشورى. {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}، (205) سورة البقرة.
- الإسلام ألزم باحترام المعاهدات والعهود والمواثيق، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ}، (1) سورة المائدة، {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}، (34) سورة الإسراء.
لا يسمح الوقت باستعراض العديد من هذه القيم المثلى وحسبي أن أختم الحديث عن هذه القيم بذكر موقف الإسلام من التفاعل الواعي مع التطورات الحضارية العالمية في ميادين العلوم والثقافة والآداب، فهو يقوم بتتبعها والمشاركة فيها وتوجيهها بما يعود على المجتمع والإنسانية بالخير والتقدم. وهذا الموقف أحد الأسس التي قامت عليها التربية الإسلامية. ولذا فإن الإسلام اعترف بالتنوع واعتبره سبيلاً لإثراء الحضارة والتفاعل والتكامل والتعايش والتعارف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محاضرة ألقيت في جائزة المدينة المنورة
لعام 1426ه - 2005م
للدكتور زيد عبدالمحسن آل حسين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.