العثور على قاتلين هاربين، اكتشاف مجموعة من السحرة والمشعوذين، القبض على مروجي المخدرات، ضبط عصابات تقوم بنسخ الأشرطة الإباحية وبيعها، مداهمة أوكار للدعارة، القبض على من يقومون بتزوير الإقامات والعلامات التجارية، أعمال القمار.... إلخ. هذه عناوين تطالعنا بها الصحف يومياً عن أخبار المداهمات والحملات الأمنية التي يقوم بها رجال الأمن بين الآونة والأخرى، ومعهم رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لملاحظة العمالة المتخلفين، وأصبحت هذه الأخبار سمة لازمة في أخبارنا المحلية وقد تجد في الصحيفة الواحدة أكثر من خبر. والسؤال الذي يفرض نفسه، هل ستتوقف هذه الأعمال المشينة التي تقوم بها العمالة المتخلفة؟ بالتأكيد لن تتوقف؟ وكلما تم ضبط ومداهمة مجموعة، قامت مجموعة أخرى لأن الجريمة لدى العمالة (منظمة) وليست وليدة اللحظة والدليل الإحصاءات المهولة عن هروب العمالة ذكوراً وإناثاً على حد سواء، فإلى أين يذهبون؟ ومن يتلقفهم؟ وأين يعملون؟ العمالة لا تذهب هكذا من تلقاء نفسها فهم لا يتركون العمل إلا وقد رتبوا أمورهم ليس في طريقة الهروب، بل إن بعضهم ينفذ الأعمال المشينة التي سيتجه إليها وفقاً لعقود يبرمها مع سماسرة بل (أباطرة) يقودون العمالة المتخلفة. ولقد كتبت وكتب غيري وأعيد الكتابة مرة أخرى بأن من الأمور المعينة على ضبط العمالة المتخلفة والحد من جرائمها الجنائية والأخلاقية وألاعيبها تطبيق (البصمة) لأن العامل سواء هرب جوازه وإقامته أو بدونها سيجد من يصدر له إقامة مزورة ليتمشى بها فترة من الزمن حتى يرمي نفسه في أحضان مكاتب الترحيل والمتخلفين بطواعية بعد أن حقق مآربه وما يريده!! لقد كنا في السابق نعذر بعض الجهات لعدم وجود آلية وتقنية حديثة تضبط المتخلفين والمزورين والدليل قيام وافد إندونيسي بالعمل في شركة الاتصالات لأكثر من (32) عاماً بهوية سعودية مزورة والتحايل طيلة هذه المدة ولكن العذر أن التقنية الحديثة لم تكن موجودة ذلك الحين، أما الآن فتستطيع أن تتحقق من هوية العامل الذي يريد الدخول بها إلى المملكة وهو في بلاده من خلال قراءة البصمة وإذا ما تعذر ذلك في بلاده فيمكن التأكيد وزيادة التطبيق عند مداخل البلاد البرية والجوية والبحرية، بل لا بد أن نواكب القفزات التقنية الحديثة في مجال ضبط المجرمين باستخدام آلة قراءة القرنية والأذن وعدم الاكتفاء بالبصمة التي يمكن للمجرم أن يتلفها في يديه. إن الأمن الذي نعيشه ولله الحمد في بلادنا نعمة من الله سبحانه وتعالى نحسد عليها بيد أن هناك من لا يريد لهذه البلاد أمناً ولا أماناً ويسعى في خرابها وهناك من لديه أطماع مادية فقط وأمام كل هؤلاء لا بد أن نقف بحزم وقوة وأن نعمل على أن يبقى الأمن والأمان صفتان ملازمتان لبلادنا. حفظ الله بلادنا ووقاها شرور الفتن والمحن ورد عنها كيد الكائدين ومكر الخائنين. [email protected] عضو هيئة كبار العلماء، عضو اللجنة العلمية والإفتاء