كشفت الفعاليات التي احتضنتها مدينة بريدة خلال مهرجان هذا العام والمهرجانات الثلاثة الماضية قدرة شباب بريدة الفائقة على صناعة الحدث بل والتميز فيه.. ولم يقتصر نجاحهم اللافت على الإعداد والتنظيم فقد بل تجاوز إلى أبعد من ذلك حينما أثبت هؤلاء المبدعون تفوقهم في تصميم وإنتاج البرامج والفعاليات ذات الجودة العالية. ولعل مهرجان هذا العام وبما يحمله من مناشط متنوعة جاء ليكرس ذلك ويؤكده حيث كانت معظم فعاليات الشباب المقامة على ساحة مناخ العقيلات تحمل إبداعات شباب بريدة وابتكاراتهم من خلال الكابتن أحمد الشقاوي الذي رسم صورة رائعة للعروض اللافتة والمثيرة. إلى جانب خيمة العقيلات بإدارة وتنفيذ الأستاذ المتألق وأحد شباب بريدة البارزين الأستاذ بدر الوهيبي، وكذلك الفعاليات الرياضية المقامة على ساحة مناخ العقيلات. وإذا كانت هذه الساحة تتباهى بعطاءات هؤلاء المتميزين فإن مواقع أخرى تشهد تألق فتاة بريدة في مركز الملك خالد الحضاري عبر التجديد والابتكار في العروض النسائية والإثرائية التي تتابعها النساء هناك يومياً كالأعراس والزينات والأكلات القديمة والحديثة والبرامج الشعرية والقصصية وغيرها. ولم يتوقف الإبداع عند هذا الحد لأبناء وبنات بريدة فهناك المهرجان الإنشادي الذي يديره المتألق خليل أباالخيل أحد شباب بريدة الرائعين. كما أن هناك من يستحق رفع القبعة احتراماً له ولإمكاناته وقدرته الفائقة على تسجيل الحضور القدير في عالم الامتاع والترفيه والإبداع وهو الدكتور عبدالرحمن الحميدان (أبو أنس) الذي يعد بحق مهرجاناً بذاته من خلال برنامجه المتكامل التحدي الذي يعد واحداً من أهم علامات المهرجان اللافتة.. أبو أنس أحد قدرات بريدة دائماً ما يكون مطلباً مهماً لزوّار المهرجانات وإذا تجاوزنا ذلك فلقد أبدع شباب بريدة في الابتكار والتطوير ودخول عالم التصنيع في ميدان الترفيه عبر السيارات ذات الثمانية سلندر التي فازوا بها بسباق السيارات على مستوى الخليج فالجدارة في هذا السباق ليست في القيادة فحسب.. بل حتى في الابتكار حيث حقق شباب بريدة المراتب الثلاث الأول. كما لم يكن مسرح الطفل ببعيد عن ذلك فقد جاء مسرح بريدة متفوقاً عبر عدد من العطاءات المسرحية التي استهدفت الطفل وأجبرته على المتابعة والاهتمام. هذه الإبداعات التي تضاف إلى إبداعات عالم الزواحف للدغيري، وفريق قفاري للسيارات المتوحشة والطيران الشراعي وعروض الإثارة تجعلنا نؤكد أن الشباب هنا يملكون مخزوناً كبيراً من الإمكانات والقدرات التي تؤهلهم لمقارعة كبار المختصين في صناعة الترفيه إذا ما وجدوا العناية والرعاية والتشجيع.. نتمنى أن ترى بريدة مستقبلاً مشرقاً يضم تلك المبتكرات وينمي هذه المهارات.