تفتخر منطقة القصيم بالعديد من الأسر التي أنجبت رجالاً أوفياء لبلدهم ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل نصرة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - إلى أن وحد الجزيرة العربية بتوفيق وفضل ومنة من الله. واستمروا معه ومع أبنائه ملوكنا من بعده في الدعم والمساندة وخدمة البلاد في مواقع وزارية مهمة وحساسة، فضلاً عن المشورة والإمداد بالمال من رجال العقيلات قبل أن يمن الله تعالى على هذه البلاد بخير النفط الذي بدل حالنا من صحراء قاحلة إلى دولة راقية تنافس الدول الكبرى في النهضة الشاملة مع ثورة صناعية ولدت شركات تبوأت مواقع صدارية على مستوى العالم. ومن بين تلك الأسر أسرة آل مشيقح التي تعتبر من أعرق الأسر في مدينة بريدة، ومنهم - على سبيل المثال لا الحصر -: الشيخ حمود بن مشيقح المشيقح الذي كان مع الملك عبد العزيز - رحمهما الله جميعاً - في أشهر المعارك التي خاضها إبان مرحلة التوحيد. وكذلك الشيخ عبد الله بن عبد العزيز المشيقح أحد الوجهاء وهو صاحب حكمة وكان قريباً من الملك سعود - رحمهما الله -. وفي الأمس القريب ودعت بريدة أكبر أعيانها الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز المشيقح الذي نذر حياته لخدمة دينه ومليكه ووطنه، وكان من أنشط أهالي مدينة بريدة في متابعة احتياجات المدينة ومشاريعها؛ ولذا كان موكب جنازته مهيباً؛ حيث شيعه الآلاف وبكاه أضعافهم ممن لم تمكنهم ظروفهم من حضور الجنازة، وعزيت أسرته فيه من أعلى قيادات هذا الوطن حيث تفضل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وأصحاب السماحة والفضيلة العلماء والمشايخ وطلبة العلم وغيرهم ممن قام بتعزية أسرته وأهالي مدينة بريدة فيه - رحمه الله - ومنهم: الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله المشيقح الذي تسنم مناصب عديدة في الدولة والقطاع الخاص واستقر به المقام عضواً في مجلس الشورى، وكذلك الدكتور إبراهيم بن حمود المشيقح رئيس قسم التاريخ في جامعة القصيم، وغيرهم كثير من أصحاب العلم وأهل الدين والولاء لحكومتهم الرشيدة، وذوي الغيرة على وطنهم ومن الناشطين في المجال الاقتصادي، فلديهم من الشركات والمصانع والمزارع ما يغبطون عليه... زادهم الله من فضله وأعطاهم على قدر نياتهم.