شهدت منطقة القصيم كباقي مناطق المملكة نهضة شاملة في جميع المجالات، فخلال فترة وجيزة شيدت صروح صحية شامخة تمتد على ربوع منطقة القصيم لتغطي احتياجات كافة سكانها بخدمات صحية متميزة بشقيها الوقائي والعلاجي وهذه الإنجازات حظيت بالدعم والمتابعة من خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة من أجل الارتقاء بإنسان هذا الوطن المعطاء، ومن الصروح الصحية في المنطقة المستشفيات التي شيدت وفق أرقى المواصفات العالمية وجهزت بأحدث التجهيزات الطبية والتي ترتبط بمراكز البحث العلمي بأحدث شبكات الاتصال، وهناك مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تصد خدماتها إلى المواطنين حتى في الأماكن النائية، وهناك المراكز العلاجية والتشخيصية المتخصصة التي توفر خدمات علاجية وتشخيصية ذات تقنية عالية لحالات كانت تعاني في الماضي من جهد الانتقال إلى المدن الاخرى بالمملكة، وهناك المنشآت الصحية الخاصة والتي تشمل المستشفيات والمستوصفات والعيادات والصيدليات الأهلية والتي تجد الدعم والتوجيه والمتابعة من وزارة الصحة لتندرج خدماتها ضمن سياق الخدمات الصحية بتناسق وتوازن. وبمقارنة سريعة بين الماضي والحاضر يظهر جلياً النهضة المتميزة التي عاصرتها الشؤون الصحية في منطقة القصيم، ففي العام 1380ه تم إنشاء مندوبية الشؤون الصحية في منطقة القصيم وفي العام 1403ه وسعت خدماتها وتحولت إلى مدرية عامة للشؤون الصحية، وكان أول مستشفى أقيم في المنطقة هو مستشفى بريدة المركزي عام 1375ه وكان إجمالي عدد المستشفيات في العام 1402ه أربعة مستشفيات وعدد الأسرة (679) سريراً، هذا بالإضافة إلى (85) مركزاً صحياً يتم فيها تقديم عناصر الرعاية الصحية الأولية. واليوم يوجد (16) مستشفى يبلغ عدد أسرتها (1995) سريراً، إضافة إلى (136) مركزاً صحياً، وخطت المملكة ولله الحمد والمنة خطوات كبيرة ورائدة وقطعت أشواطاً هامة في المجال الطبي عموماً وتجاوزت حدود المكان والزمان في كثير من فروع الطب وأصبحت محط النظر والثناء. ولقد استطاعت المنطقة أن تؤسس بنية صحية متكاملة وشاملة لا تقل عن مثيلاتها في دول العالم المتقدمة وتطورت الخدمات الصحية ووصلت إلى مستويات عالية وأصبحت تجري أدق العمليات في المستشفيات بكفاءات طبية عالية وباستخدام أحدث الأجهزة والمعدات الطبية. مراكز طبية متخصصة كما شهدت منطقة القصيم خلال السنوات العشر الأخيرة إنشاء عدد من المراكز الطبية التخصصية التي حدت من إحالة المرضى إلى خارج المنطقة إضافة إلى الخدمات الوقائية المتميزة، والتي قلصت من معدلات الإصابة بالأمراض. ويأتي مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لقسطرة القلب كإضافة طبية متقدمة في هذا المجال والذي تبلغ تكلفته12مليون ريال تبرعاً من سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ويقع هذا المشروع داخل مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة ويتكون مبناه من ثلاثة طوابق بمساحة إجمالية تقدر بحوالي900 متر مربع ويحتوي على 15سريراً للعناية المركزة ووحدة للقسطرة القلبية، والخدمات المساندة ويستوعب المركز حوالي1500 حالة تشخيصية و1000 حالة تنويم في السنة ويلي مركز الأمير سلطان صرح طبي آخر هو مركز الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز لعلاج الأورام. فقد تم إنشاء المركز نظراً إلى الحاجة الملحة للمرضى المصابين بالأورام في منطقة القصيم وقد افتتح عام 1419ه بهدف تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية المتكاملة ومتابعة تسجيل حالات الأورام في المنطقة والمشاركة في الأبحاث العلمية المتعلقة بأمراض السرطان وعلاجه والوقاية منه، وتوعية المجتمع ومشاركته في المساهمة في تخفيف معاناة المرضى النفسية والاجتماعية وللمركز ارتباط مباشر مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومراكز الأبحاث بالرياض. ومن المراكز الهامة أيضاً مركز التعليم الطبي المستمر وخدمة المجتمع والتوعية الصحية، وقد أولت وزارة الصحة اهتماماً خاصاً ومتزايداً بالتوعية الصحية بالمملكة وأفردت له إدارة خاصة في مقام الوزارة تشرف على المديريات العامة للشؤون الصحية، وقد أسهمت في إعداد وتنفيذ عدة مشروعات صحية بارزة في مجال التوعية الصحية بمنطقة القصيم خلال السنوات الماضية، حيث تم تدريب وتأهيل عدد من الكوادر السعودية من كلا الجنسين ليكونوا مؤهلين للقيام بأعمال التثقيف الصحي، وسيقام قريباً إن شاء الله المركز النموذجي للتوعية الصحية ليعتبر الاول من نوعه على مستوى المملكة والذي حظي بالدعم من رئيس برنامج الخليج العربي لتنمية الطفولة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز - حفظه الله- ومباركة صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم - حفظه الله -. ويأتي أيضاً المركز الاقليمي لمراقبة السموم، ثم مركز علاج العقم وأطفال الأنابيب ومركز التأهيل النفسي، إضافة إلى سبعة مراكز لغسيل الكلى أنشئت بمشاركة أهل الخير ورجال الأعمال في المنطقة، تم توزيعها على المستشفيات في مدينة بريدة والمحافظات الأخرى: هناك مركز السكر والغدد الصماء، ومركز الطب الاتصالي الذي كسر حواجز المسافات وندرة الموارد فقد أنشئ المركز عام 1419ه داخل مستشفى الملك فهد التخصصي في مدينة بريدة حيث الحالات المعقدة والتي يتم إحالتها من جميع مستشفيات المنطقة، وذلك بغرض التواصل بين أطباء المستشفى وأطباء المستشفيات الأخرى مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض في أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى تمكين العاملين من تلقي المحاضرات والندوات التي تقام بعيداً عن المستشفى وتنقل على الهواء مباشرة. ومن المراكز التي لا تقل أهمية وتحظى بدعم من مديرية الشؤون الصحية مراكز رعاية المسنين والتكافل الاجتماعي والتي تقدم خدمات لنزلائها سواء إيوائية أو غذائية أو طبية أو ترفيهية، وربط هذه الفئة مع المجتمع وجعلها فئة تشعر بأهميتها والدور الذي قدمته وما زالت تقدمه للمجتمع. ومن تلك المراكز مركز الوفاء للمسنين في بريدة والذي تم افتتاحه في عام 1412ه بسعة 18 سريرا ومركز التآخي لرعاية المسنين في محافظة الرس الذي افتتح عام 1417ه بسعة 18 سريراً، وفي هذا السياق انشئ مركز تثقيف أمهات الأطفال المعاقين في بريدة والذي تم افتتاحه في عام 1414ه ومركز تثقيف أمهات الأطفال المعاقين في محافظة الرس المفتتح عام 1422ه وذلك خدمة للأطفال المعاقين ولتقديم المساعدة لذويهم للعمل على تحسين تعاملهم مع المعاق. بالإضافة لمراكز لمكافحة التدخين والذي أنشئ عام 1410ه في مدينة بريدة بالتعاون مع جمعية البر الخيرية وقد قام هذا المركز منذ افتتاحه بعلاج ما يزيد على 6712 حالة. وتم افتتاح مركز آخر في محافظة عنيزة والذي فاق عدد المراجعين فيه حتى الآن ما يزيد على 4657 حالة. كما تم إنشاء إدارة متخصصة تعمل على مستوى المنطقة للتخلص الآمن من النفايات الطبية وتقوم بمراقبة وإتلاف جميع النفايات الطبية بالتنسيق مع الجهات المتخصصة. ومن المراكز التي تم افتتاحها مؤخراً مراكز الأعمال والتي تم إنشاؤها في كل من: مستشفى الملك فهد التخصصي، ومستشفى الولادة والأطفال، ومستشفى بريدة المركزي ومستشفى الملك سعود. كما تم إنشاء إدارات للضمان الصحي بجميع مستشفيات المنطقة. كما وإن هناك جهوداً كبيرة تقوم بها مختلف الإدارات بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم ومنها إدارة الرعاية الصحية الأولية وهي أول مستويات الخدمة الصحية وخط الدفاع الأول عنها فلا يقتصر دورها على تقديم العلاج للمرضى فقط بل يتعدى ذلك إلى الاهتمام برعاية الأصحاء ووقايتهم من الأمراض بإذن الله - وبجانب الدور الوقائي والعلاجي فإنها تهتم أيضاً في المجال التثقيفي والتوعوي وهذه المهمة مناطة بسلسلة من مراكز الرعاية الصحية الأولية التي بدورها ترتبط عن طريق نظام الإحالة بالمستوى الثاني من الخدمات الصحية الذي يقدم عادة عبر المستشفيات العامة كما أن تلك المراكز تعتبر هي الوسيلة السليمة لإيصال الخدمات الصحية إلى الأماكن النائية. الطب الوقائي كما وأن للطب الوقائي دورا بارزا في مكافحة الأمراض المعدية، ويعتبر برنامج التطعيم من أكثر الإجراءات الصحية فعالية في المكافحة والوقاية من تلك الأمراض المستهدفة بالتحصين، ولقد كان نجاح حملة التطعيم لاستئصال الجدري في السبعينيات وإعلان خلو العالم منه في نهاية ذلك العقد دليلاً عملياً على أهمية أن يعطي هذا البرنامج كل الدعم والاهتمام، ويهدف البرنامج في مرحلته الأولى إلى خفض معدل حدوث وفيات الأمراض المستهدفة بالتحصين ثم القضاء أو التخلص من تلك الأمراض في المرحلة الثانية وباستعراض عدد الحالات لهذه الأمراض في منطقة القصيم خلال السنوات الماضية، نلمس تحقيق ذلك وبشكل واضح، فمثلاًُ بالنسبة لمرض شلل الأطفال سجلت (10) حالات في العام 1402ه ولم تسجل أي حالة بالمنطقة اعتباراً من العام 1407ه وحتى الآن، ويتم حالياً الاستعداد لإعلان خلو المملكة من هذا المرض. ومن الإدارات التي لا تقل أهمية أيضاً إدارة المستشفيات نظراً لضخامة المهام التي تقوم بها ولتعدد المسئوليات التي تنفرد بها، وهي تقوم بالإشراف المباشر على المستشفيات من خلال الجولات المتعددة التي يقوم بها المختصون للوقوف على أداء العمل بها ويقومون بوضع الخطط المستقبلية لتطوير العمل في المستشفيات ودعم المنطقة بمستشفيات جديدة ودعم القوى العاملة بتلك المواقع وتوفير الاحتياجات الطبية من تجهيزات وخلافة لمواكبة الاحتياجات الصحية للمستفيدين من الخدمات الصحية بالمنطقة. إن الركيزة الأساسية لضمان تقديم خدمات صحية أفضل هو تطوير القوى البشرية العاملة في المجال الصحي، ويعتبر التعليم الصحي أحد المجالات الهامة في هذا الشأن ومن هذا المنطلق أخذت وزارة الصحة على عاتقها إعداد وتطوير وتنمية القوى الصحية بمختلف فئاتها وذلك لمواكبة التطورات العلمية والتقنية التي طرأت في المجال الصحي وتمشياً مع سياسة إحلال هذه القوى محل القوى الوافدة فقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين هذا الجانب اهتماماً كبيراً حيث انتشرت الكليات والمعاهد الصحية ومعاهد التمريض في جميع أنحاء المملكة ويتمثل ذلك من خلال نظرة سريعة لبعض الإنجازات في هذا المجال والتي تحققت في منطقة القصيم حيث أنشئت كلية العلوم الصحية المتوسطة للبنات فرع محافظة عنيزة وكلية العلوم الصحية للبنات فرع بريدة وكلية العلوم الصحية للبنين فرع الرس وكلية العلوم الصحية للبنين فرع البكيرية والمعهد الصحي بمدينة بريدة. واستشعاراً من المديرية في تطبيق نظام اللامركزية فقد بدأت بتطبيق نظام القطاعات الصحية بالمنطقة منذ عام 1424ه في كل من (عنيزة، المذنب، البدائع، البكيرية، رياض الخبراء، عيون الجواء، الرس) وجاري استكمال باقي القطاعات بالمنطقة. كما تعمل المديرية على تطبيق إستراتيجية التنمية العمرانية (النمو العمراني) بما يلي: وطني - بريدة - عنيزة إقليمي - الرس - الأسياح محلي - الشماسيه - عيون الجواء - النبهانيه - دخنه - ضريه - عقلة الصقور - قبه - قصيباء. وتسعى المديرية إلى نشر ثقافة الجودة بين مستهلكي الخدمة الصحية ودمج فلسفة الجودة بالنظام الصحي وتبني مفاهيم الجودة من قبل جميع الكوادر الصحية.