السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد تعقيباً على ما نُشر في صفحات الجزيرة، تابعت وغيري من القراء الأعزاء، وبكلِّ معاني الأسى والحزن، قصة الطفلة البريئة (رزان) ذات ال 7 أعوام التي ذهبت ضحية الأخطاء الطبية الفادحة في مستشفى الملك فهد المركزي بمنطقة جازان، فلم يكتف الأطباء عند نسيان قطعة الشاش داخل أحشائها الصغيرة والتي عاشت معها وحملتها في جوفها لمدة شهر كامل، بل امتد ذلك إلى استئصال القولون في عملية أخرى! لتجلس بعدها ما يقارب 14 يوماً طريحة الفراش والمرض في مدينة الملك فهد الطبية، تعاني آلام الخطأين الطبيّين، لتفشل معها محاولات الأطباء، وتأتي مشيئة الله تعالى التي هي فوق كلِّ شيء لترحل بعدها إلى رحمة الله تعالى ولتودع معها براءة الطفولة، وكأنّي بها قالت قبل رحيلها وبصوت خافت أعياه التعب وأثقل كاهله المرض وعينان تملؤهما الدموع: ماذا فعلتم بي؟ .. ماذا فعلتم بجسدي النحيل؟ .. متى يخفُّ مني هذا المرض، وليته نساني ولو ساعة واحدة حتى ألعب مع إخوتي الصغار، وأقوم بعدها وأجلس في حضن أمي حتى يزول مني هذا المرض. نعم رحلت رزان من هذه الدنيا ولم يتحقق لها شيء من أحلامها الوردية .. ولكن تركت لنا استفهامات عريضة حول الخدمات الصحية المتوفرة في بعض المستشفيات! والتي راح ضحيتها أناس أبرياء لا ذنب لهم سوى أنّهم مرضى، .. وإلى متى تحدث هذه الأخطاء؟ .. وأين وزارة الصحة من هذه الأخطاء الطبية الفادحة المتكررة من وقت لآخر؟! .. وما هي الكيفية التي تتم بها معاقبة الأطباء المقصرين؟ حتى تكون رادعاً لكل مقصر منهم .. وختاماً ما حدث قضاء وقدر، رحم الله الطفلة (رزان) وجعلها طيراً من طيور الجنة بإذنه تعالى، والتي لن تكون ببراءتها الضحية الأخيرة لهذه الأخطاء الطبية الفادحة! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مشعل ناصر الفهيد - الزلفي