تابعت ما خطته أنامل الكاتب حمد عبدالله القاضي في زاويته المتميزة (جداول) عبر صفحات الجزيرة في العدد (12231) الذي تحدث فيه عن الوطن بين أمير وكاتب. أعزائي لعل الكاتب (كعادته) أحسن وأجاد في التعبير، وتفنن وأفاد في طرح الموضوع، وتناول في مقاله ما نُشر في جريدة الوطن، وتحديداً في زاوية (لكن) للكاتب صالح الشيحي الذي انتقد (من غير قصد) قيام مجموعة من الأطباء بزيارة مستشفى الزلفي وتلمس احتياجاته والتنسيق بعمل عيادة الطبيب الزائر، وهؤلاء الأطباء هم من أبناء محافظة الزلفي وأحبوا أن يقدموا خدمة صغيرة لوطنهم الصغير كما قدموا الكثير لوطنهم الكبير، ومن ثم تناول الرد الأبوي من الأمير الإنسان سلمان بن عبدالعزيز الذي لم يتكبر ولم يقسُ بل إن أنامله سطرت كلمات من ذهب ستبقى شاهدة على وطنية وتواضع الأمير سلمان الذي انتقد ما كتبه الشيحي بكل أدب وأعطاه درساً جيداً في معرفة الوطنية الصحيحة والتفريق بين الوطنية والمناطقية التي لم يوفق الشيحي في التعبير عنهما. ومن هنا أحببت أن يكون لي إسهام في هذا الموضوع المهم، لأن الأستاذ القاضي قد عايش الموضوع عبر الصحف ولم يعايشه على أرض الواقع، فعندما كتب الشيحي مقالته (ألسنا سعوديين مثلهم) اجتاحت محافظة الزلفي موجة من الغضب العارم على ما كتبه، بل إن الكثير منهم (وأنا واحد منهم) أخذوا يكتبون للرد على الكاتب في الجريدة نفسها، فالأستاذ صالح لم يعايش وضع المستشفى السيء، ولم يعايش التخبطات التي أصبحت علامة بارزة للمستشفى، لم يكن يعلم مدى نقص المستشفى من جميع الجوانب، بل لم يكن يعلم سوء التنظيم وانعدام النظافة داخل جنبات المستشفى، لم يملك الخلفية الكاملة عن تردي الأوضاع وتوجه الأهالي لمستشفيات المحافظات المجاورة لإجراء الكشوفات بعد أن حملوا بأيديهم تحويلات من مستشفى الزلفي العام، لم يسأل الشيحي لماذا يذهب أهالي المحافظة لتوليد نسائهم بمحافظات بعيدة؟ لوجود طبيبة واحدة للنساء والولادة يقابلها أربعة أطباء من نفس التخصص، لم يسأل الأستاذ صالح عن وجود الأجهزة في المستودعات والأهالي يجرون الفحوصات في مستشفيات أخرى!! لِمَ.. ولِمَ.. فلو علم الأستاذ صالح لما كتب. ومن هنا كان يجب على الأطباء من أبناء البلد أن يقفوا وقفة صادقة تجاه وطنهم الصغير الذي تعلموا من خلاله حب الوطن الكبير، فبدلاً من شكرهم جاء الأستاذ صالح وانتقدهم فجاء الرد الذي عده أهالي الزلفي البلسم الشافي من الأمير المحبوب أمير الرياض وابنها البار الأمير سلمان الذي تحدث كما يتحدث الكبار، وأعاد البسمة لأهالي الزلفي الذين لاحت لهم بارقة أمل من التفاف أبناء المحافظة الأطباء ومحاولة تصحيح وضع المستشفى الذي سيفتح أبوابه (إذا تحسن الوضع) لأبنائه وأبناء المحافظات المجاورة، فتحدث الأمير عن الوطنية بكل وطنية، وصرّح بأنه يجب علينا أن نشجع من يقوم بعمل خيري لمسقط رأسه، كما يجب ألا نمنعه ونصفه بالإقليمي أو المناطقي، فجزى الله أميرنا عن أبناء المحافظة خير الجزاء، وسدد على دروب الخير خطاه. وأحب أن أخبركم أنني كنت ولا زلت من المتابعين الجيدين لكتابات الأستاذ صالح الشيحي وكنت أرى فيه حب الوطن والمواطنين (وما يزال كذلك) وكان يخدم وطنه الصغير دوماً من خلال مطالبته المستمرة بوجوب توفير الخدمات الحيوية للمنطقة الشمالية (مسقط رأسه) وخصوصاً مطالبته بفتح الجامعات في منطقته وحق له ذلك (ولم يوصف بالمناطقية) وإذا لم يسعَ لمصلحة وطنه الصغير فلن يخدم وطنه الكبير. ختاماً لا يسعني إلا أن أشكر الأستاذ صالح على إثارته للموضوع فقد كان لرد سمو أمير الرياض أبعاد جيدة وتعريف للوطنية والتفريق بينها وبين المناطقية (لمن يجهل ذلك)، كما أشكر ابن القصيم - وتحديداً عنيزة - البار الأستاذ حمد القاضي على طرحه الجيد والجميل، والشكر الوافر المحفوف بالدعوات الصادقة لابن الوطن ومحبه الأمير الإنسان سلمان بن عبدالعزيز على موقفه الذي عُهد عنه دائماً كمربٍّ فاضل وأب حنون ومواطن صالح.. فهنيئاً لنا بسلمان، بل هنيئاً للزلفي والوطن بسلمان. خالد سليمان العطاالله - الزلفي