عزيزٌ فقدناه، وغالٍ لن ننساه، فقيد الوطن، مربِّي الأجيال، ورمز من رموز المجتمع الفاعلين، أحبّ الناس فأحبّوه، فالكل يُعزي فيه، كنت على اتصال به - رحمه الله - شخصياً، وتفاعلاً معه فكرياً، فحينما كنت رئيساً لهيئة تحرير مجلة رسالة الخليج العربي التي يصدرها مكتب التربية العربي لدول الخليج، وتشتمل على بحوث ودراسات تربوية محكمة، كان - رحمه الله - فور تلقِّيه الإصدار الجديد يبادر وبخط يده الجميل إلى الكتابة للمجلة مستعرضاً البحوث، بنظرات فكرية عميقة، لها أبعادها المهنية، إلى جانب ما يزوّد به المجلة من آراء وتوجيهات في الفكر التربوي الأصيل. وفي إثنينيته الشهيرة التي كانت ملتقى لرجال التربية والتعليم والأدب والسياسة وكان الحضور لها، والمشاركة في الحوار فيها، يجعلها تتجاوز الوقت المحدد، لتنوُّع الحوار، ووجهات النظر واستمالة الحضور إلى المناقشة، والمشاركة والتفاعل مع الموضوع المطروح .. كان يحاول هو أن يؤثرهم على نفسه، ويمنحهم الفرصة للمداخلة والنقاش من منطلق خبراته التربوية، وروحه الخلاّقة، ومنهجه التربوي، وتواضعه الجم، إنّه محب الجميع فأحبه الناس. وفي الحياة الاجتماعية كان في الصورة دائماً مهما كلّفه ذلك من مشقة في حضور مناسبات الأفراح والأتراح لجميع فئات المجتمع، وتنوُّع طبقاتهم. حقا إنّه فقيد أُمّة، وليس على الله بمستنكر، أن يجمع العالم في واحد رحّب سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج، ودعا مكتبُ التربية لحضور الاحتفال بتسليم الجائزة مجموعة من المفكرين والعلماء وبعض المسؤولين، وكان في طليعتهم المرحوم الشيخ عثمان الصالح - رحمه الله - فلبّى الدعوة وحضر حفل تسليم الجائزة، وكان الاحتفاء بالشيخ عثمان من قِبل راعي الحفل والحضور بل والمجتمع الإماراتي، متميزاً. إنّ من حضر صلاة الجنازة على المربي الشيخ عثمان الصالح وشاهد الجامع المكتظ بالمصلين، والمشهد المهيب في هذا المكان، والتسابق إلى حمل جثمان الفقيد سبق أبناءه البررة الحاضرون الذين يكنون له أدق المشاعر لما للفقيد - رحمه الله - من أثر روحي مؤثر في مختلف فئات المجتمع. رحم الله فقيد الوطن رحمة واسعة إنه على كل شيء قدير.