أعلنت إيران أمس أنها لن تعود إلى التعليق التام لنشاطاتها النووية المثيرة للجدل، وأعربت عن ثقتها بأنها ستتمكن من تجنب إحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن الدولي. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستعلق مجدداً نشاطاتها لتحويل اليورانيوم، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي (لا)، مؤكداً أن (التعليق كان طوعياً ونحن غير مستعدين للعودة عن قرارنا). وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعت إيران إلى وقف عمليات تحويل اليورانيوم في منشأة أصفهان كما حدد الاتحاد الأوروبي ذلك شرطاً لاستئناف المفاوضات. ومن جانب آخر فقد ذكرت صحيفة (صنداي تلغراف) البريطانية أمس أن عسكريين سابقين روساً ساعدوا إيران سراً لتحصل على التكنولوجيا اللازمة لإنتاج صواريخ قادرة على بلوغ عواصم أوروبية. وقالت الصحيفة البريطانية نقلاً عن (مسؤولين في أجهزة استخبارات غربية) إن الروس قاموا بوساطة مع كوريا الشمالية في إطار اتفاق بقيمة ملايين الجنيهات جرت مفاوضات حوله في طهران وبيونغ يانغ في 2003م. وكتبت الصحيفة في مقال نشرته على صفحتها الأولى أن (هذا الاتفاق سمح لطهران بتسلم شحنات سرية منتظمة تحوي تكنولوجيا صواريخ سرية للغاية، مرَّت عبر روسيا على ما يبدو). وتأتي هذه المعلومات بعد خلافات ظهرت السبت في لقاء في موسكو بين وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف حول الملف النووي الإيراني، حسبما ذكرت الصحيفة. وتابعت أن إيران ستكون قادرة على ما يبدو على استخدام التكنولوجيا الجديدة لإنتاج صاروخ يبلغ مداه 3500 كيلومتر وقادر على حمل شحنة تزن 1.2 طن كافية لعبوة نووية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله ان البرنامج الايراني (متقدم ويصبح اكثر اتساعا ودقة، انهم يعتزمون الحصول على القوة اللازمة لنقل سلاح نووي).. واضاف: (اعتقد أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يعرف ما يفعله الإيرانيون حالياً). وعلى الصعيد نفسة فشلت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس امس الأول في الحصول على مساندة روسيا لاحالة ايران إلى مجلس الامن الدولي اذا رفضت طهران استئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي الذي يشك الغرب في انه يهدف إلى انتاج اسلحة.. لكنها قالت إن واشنطن ما زالت تتوقع ان تتمكن من احالة ايران إلى مجلس الامن (في وقت نختاره) اذا فشلت المحاولات الدبلوماسية. وتوجهت رايس إلى موسكو في زيارة مفاجئة قال دبلوماسيون إنها تهدف للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للالتزام بمساندة إحالة إيران إلى مجلس الامن الذي يحتمل ان يفرض عليها عقوبات اذا واصلت تحديها للغرب.. لكن مع معارضة روسيا لاتخاذ اجراءات عقابية ضد بلد ترتبط معه بعلاقات تجارية قوية لم يغيِّر بوتين موقفه وأعاد تأكيد وجهة نظر بلاده بضرورة التعامل مع طهران من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واقرت رايس بأن بوتين لم يغير رأيه واكتفت بدلاً من ذلك بقبول تعهد موسكو بالتعاون في اقناع ايران باستئناف المحادثات مع الاتحاد الاوروبي بشأن الحد من برامجها النووية.. وقالت للصحفيين في اعقاب المحادثات التي اجرتها في موسكو: (لا بأس، هذا ما يستطيعون عمله في هذه المرحلة وآمل أن ينجحوا). يفضل الروس السماح للمفاوضات والمناقشات مع الإيرانيين بالمضي قدماً، دون الإيحاء بوجود جدول زمني محدد (للاحالة إلى مجلس الأمن).. لكنها ذكرت لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية في وقت لاحق انها ما زالت تتوقع حشد التأييد لاحالة الملف الايراني إلى مجلس الامن اذا فشلت الدبلوماسية. وقالت في مقابلة أُجريت معها بعد وصولها إلى العاصمة البريطانية لندن: (أنا واثقة تماما بان الاحالة (إلى مجلس الامن) ستحدث عندما يحين الوقت.. لكننا نأمل ان تستغل ايران هذه الفترة في التفاوض.. للوصول إلى حل معقول.. وأضافت ستأتي تلك الإحالة في وقت نختاره عندما تستنفد المساعي الدبلوماسية. لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال ان وكالة الطاقة الذرية التي تحقق في برامج ايران النووية منذ قرابة ثلاثة اعوام يجب منحها مزيدا من الوقت لتفتيش المواقع النووية الايرانية.. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع رايس نعتقد ان الموقف الحالي يسمح لنا بالعمل بنشاط مع ايران من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا نرى أسباباً لنقل هذه (القضية) إلى هيئات أخرى، والحد من البرامج النووية الإيرانية من أولويات سياسة رايس الخارجية بسبب مخاوف أمريكية من أن تهدد قنبلة نووية ايرانية محتملة حلفاء للولايات المتحدة في الشرق الاوسط. وتنفي إيران الاتهامات الأمريكية بأنها تسعى لتصنيع قنابل ذرية وتقول إن برامجها تهدف إلى توليد الطاقة الكهربائية للأغراض السلمية.