شارك في «تحضيري» القمة العربية.. وزير الخارجية: نتمسك بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة    معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الحدود الشمالية    تأكيد سعودي- بريطاني على توسيع الشراكة الاقتصادية    محافظ بيشة يدشن جمعية النخيل الإعلامية    أبو الغيط: التفاوض الثنائي بين إسرائيل والفلسطينيين لم يعد ممكناً    مجلس الوزراء: ضوابط لتخصيص عقارات الدولة للقطاع غير الربحي    الرياض: القبض على مقيمين مخالفين لنظام الإقامة لترويجهما حملات حج وهمية    وزير الخارجية يُشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية    الكلام أثناء النوم قد يتطلب استشارة الطبيب    أمير منطقة تبوك ينوه بجهود و إمكانيات القيادة لخدمة ضيوف الرحمن    عملية رفح أعادت مفاوضات الهدنة إلى الوراء    برنامج الغذاء العالمي يدعو لتمويل الاستجابة للفيضانات في أفغانستان    كلوب لا يشعر بالإحباط عقب تعادل ليفربول مع أستون فيلا    نيابةً عن وزير الخارجية.. وكيل الوزارة للشؤون الدولية يشارك في اجتماع بشأن دعم الصومال    تحديد سعر سهم مستشفى فقيه عند 57.50 ريال    تغييرات كبيرة في أجانب الاتحاد    وزير الحرس الوطني يرعى حفل تخريج الدفعة ال 21 من جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية "كاساو"    اعتماد اشتراطات الإعفاء للأسواق الحرة بجميع المنافذ الجمركية    الحكومة العراقية توقع اتفاقية تعاون مع إيطاليا بقيمة 850 مليون يورو    سابتكو تواصل الخسائر رغم ارتفاع الإيرادات    وزير الخارجية يترأس الاجتماع الثاني لهيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على المستوى الوزاري    أولى رحلات مبادرة «طريق مكة» من تركيا تصل إلى المملكة    جائزة الشيخ زايد للكتاب تفتح باب الترشح لدورتها التاسعة عشرة 2024-2025    القيادة المركزية الأمريكية تشارك في مناورات "الأسد المتأهب" في تأكيد لالتزامها بأمن الشرق الأوسط    الفرصة ماتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    فرص للمواهب العلمية ببرنامج كندي    نائب أمير مكة: منع الحجاج المخالفين ساهم بتجويد الخدمات    القادسية يحسم لقب دوري يلو    تخريج كوكبة من الكوادر الوطنية لسوق العمل    التجديد إلكترونياً لجوازات المواطنين الصالحة حتى (6) أشهر قبل العملية    «الممر الشرفي» يُشعل ديربي العاصمة    المملكة رائدة الرقمنة والذكاء الاصطناعي    أمير الباحة يستقبل مدير وأعضاء مكتب رواد كشافة بعد إعادة تشكيله    سمو أمير منطقة الباحة يناقش في جلسته الأسبوعية المشروعات التنموية والخدمات المقدمة    تعاون مع فنلندا في النقل واللوجستية    أبل تطور النسخ الصوتي بالذكاء الاصطناعي    يدخل"غينيس" للمرة الثانية بالقفز من طائرة    وزير التعليم يزور مدرسة معلمة متوفاة    يستيقظ ويخرج من التابوت" قبل دفنه"    اللجنة الوزارية للسلامة المرورية تنظم ورشة "تحسين نظم بيانات حركة المرور على الطرق"    في لقاء مؤجل من الجولة 34 من الدوري الإنجليزي.. مانشستر سيتي يواجه توتنهام لاستعادة الصدارة    بطلتنا «هتان السيف».. نحتاج أكثر من kick off    ماهية الظن    فخامة الزي السعودي    استعراض الفرص الواعدة لصُناع الأفلام    الكويت.. العملاق النائم ونمور الخليج    آنية لا تُكسر    تركي السديري .. ذكرى إنسانية    في الإعادة إفادة..    نائب أمير مكة: "لاحج بلا تصريح" وستطبق الأنظمة بكل حزم    الصحة.. نعمة نغفل عن شكرها    دور الوقف في التنمية المستدامة    الماء البارد    أمير المنطقة الشرقية في ديوانية الكتاب    إزالة انسدادات شريانية بتقنية "القلب النابض"    «سعود الطبية» تنهي معاناة ثلاثينية من ورم نادر    حكاية التطّعيم ضد الحصبة    18 مرفقاً صحياً لخدمة الحجاج في المدينة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أمير التحديث إلى ملك الإصلاح والتنمية الشاملة
العقيد د.عبدالله بن حسن الحيزان - الإدارة العامة للمتابعة بالأمن العام(*)
نشر في الجزيرة يوم 14 - 10 - 2005


ملك الإنسانية في مملكة الإنسانية
تعدت إنسانية الملك عبدالله - حفظه الله - أفراد شعبه ومواطنيه والمقيمين على هذه الأرض الطاهرة من رعايا الدول العربية والإسلامية وغيرها، ليشمل برعايته السامية المرضى والمحتاجين في مختلف دول العالم، من خلال تكفله - حفظه الله - بعشرين (20) حالة لعمليات فصل توائم تلمس فيها احتياج الإنسان أينما وجد. احتضن (ملك الإنسانية) الأطفال السياميين فأعطى العالم درساً في إنسانية الشعب السعودي.
تمكن الملك عبدالله - عبر إنسانيته من خلال تبني ورعاية التوائم السيامية وعلاجها على نفقته الخاصة في المملكة منذ مطلع 1998م - تمكن من وضع هذه البلاد في مكانة عالمية واستطاع بقلبه الحنون ولفتاته الأبوية من أن يُلقّب (ملك الإنسانية). وأثبت - حفظه الله - تميز إنسانية الشعب السعودي، وساهمت إنسانية الملك عبدالله في جلب الكثير من المنافع لبلاد الحرمين الشريفين وإضفاء جوانب إيجابية لسمعة وإنسانية وقيادة الشعب السعودي النبيل. كما ساهمت هذه العمليات الجراحية المعقدة على أيدي أطباء سعوديين مؤهلين إلى إظهار التقدم الطبي في المملكة.
ونظراً للنجاحات الكبيرة التي حققتها المملكة العربية السعودية في خدمة صحة الإنسان داخل وخارج الحدود الجغرافية للمملكة، أصدر الملك فهد - رحمه الله - توجيهاته بأن يصبح مسمى (مملكة الإنسانية) شعاراً وطنياً يرتبط بكل مساعي المملكة الإنسانية. وتجاوزت إنسانية الملك عبدالله حدود المملكة وشمل برعايته الأبوية الحانية أطفالاً من السودان، مصر، الفلبين، ماليزيا، وبولندا.
وامتدت رعاية (ملك الإنسانية) إلى رعاية الأطفال بعد العملية وتوفير الرعاية الطبية الشاملة لهم من تأهيل طبي وعلاج طبيعي وعلاجات وما قد تقتضيه الحالة من عمليات تصحيحية مستقبلية. ومنها تكفله - حفظه الله - في مطلع عام 1426ه بالعلاج اللازم للطفلتين الفلبينيتين (آن وماي) لمدة عام.
لم يكتفِ (ملك الإنسانية) بتكفل عمليات فصل التوائم للأطفال السياميين من الدول العربية والإسلامية وواصل لمساته الأبوية الحنونة ليشمل برعايته الطفلتين (أولغا) و(داريا) من مدينة (قدويرش) في بولندا في شعبان 1425ه، وأكد للعالم أن العمل الإنساني لا يعرف عرق أو لون أو حتى ديانه. وتمكن الأطباء السعوديين المهرة من فصل التوأم الذي كان ملتصقاً بطول 15سم ومشتركين في عمود فقري واحد وجزء من الأمعاء الغليظة. وزار الملك عبدالله الطفلتين في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني واطمأن على صحتهما. وفي تعليق له خلال الزيارة، أكد الملك عبدالله أن المملكة قدمت للعالم رسالة إنسانية يتمتع بها الإسلام والشعب السعودي النبيل وعبر عن فخره بما حققه الطب في المملكة، كما أشار إلى أن هذه العملية تُعبر عن تقدير وحب واحترام للشعب البولندي الصديق.
العالم يثمن إنسانية الملك عبدالله
أكد السفير المصري بالرياض بأن المملكة العربية السعودية أصبحت مثالاً للإنسانية وأشاد برعاية الملك عبدالله الأبوية الحانية لكل ما يخدم الإنسان. وأشار خلال الحفل الذي أقامه في منزله بالحي الدبلوماسي بمناسبة نجاح عملية فصل التوأم السيامي المصري (ولاء وآلاء)، أشار إلى أن المملكة ترجمت هذه الإنسانية عبر تواصلها وتميزها في تنفيذ هذه العمليات الجراحية الصعبة والمعقدة لفصل التوائم.
ووصفت الصحف المصرية بأن اليوم الذي تم فيه فصل التوأمين المصريين هو تاريخي ويؤكد براعة وتقدم الطب السعودي. وأثنت على رعاية الملك عبدالله ولفتة المملكة الإنسانية. وأشارت إلى أن ملايين البشر قد سعدوا بهذا الحدث الذي فتح الأمل أمام حالات مماثلة في أرجاء المعمورة. أما رئيسة الفلبين غلوريا أرويو فقد عبرت عن شكرها وتقدير الشعب الفلبيني لرعاية الملك عبدالله الإنسانية ولمسته الحنونة.
وحظيت إنسانية الملك عبدالله باهتمام عالمي كبير وثمنت الصحف البولندية الوقفات الإنسانية للملك عبدالله من خلال تحقيقات ومتابعات ومقالات صحفية. تسلم الملك عبد الله رسالة من الرئيس البولندي أعرب فيها عن (أخلص التهاني القلبية وجزيل الشكر لرعايته الموفقة وجهوده الطيبة وأن هذه العملية سوف تترك الذكريات الدائمة واللطيفة لدى المجتمع البولندي الشيء الذي سيساهم ويعزز روابط الصداقة بين بولندا والسعودية. وأشار إلى أن البولنديين شاهدوا العملية الكبيرة بقيادة الأطباء السعوديين باهتمام بالغ وقربت العملية لنا بكثير السعودية وشعبها وتقدمها الحضاري وتضامنها وانفتاحها على مشاكل وحاجات الإنسانية في أنحاء العالم البعيدة عنها).
وملأ الشعب البولندي فضاءات الإنترنت بالتعليقات مثل: (لقد قمت بعمل عظيم وهو مثال ممتاز لكل الناس في العالم بأن يحترموا الآخرين ويدعموهم). وتعليق آخر يقول: (إنه درس حقيقي في الإنسانية وأعطى العالم هذا الدرس. إنه مثلنا الأعلى ولفتته دليل رائع على طيبة ونقاء قلوب السعوديين). وواصل البولنديون تقديرهم للملك عبدالله ومنحوه أعلى الأوسمة لديهم وهو النسر الأبيض، وأُعطي الملك عبدالله وسام (ابتسام) من جمعية الأطفال البولنديين، ومُنح المواطنة الفخرية لمدينة (قدويرش) مسقط رأس الطفلتين وسمي أحد شوارع المدينة وأحد مدارسها باسم الملك عبدالله.
وتناولت الصحف المصرية زيارة الملك عبدالله للأطفال السياميين وأطلقت عليه أنذاك (أمير الإنسانية). وفي حديثه للصحف المصرية أكد - حفظه الله - بأنه إنسان واجبه العاطفة الإنسانية والأخوية لإخوانه المصريين وتمنى للطفلتين المصريتين الصحة والعافية.
يسمو الملك عبدالله بروح التسامح، والعفو من ملامح شخصيته الأصيلة. فالبرغم من إدانة الليبيين بتورطهم في مؤامرة النيل من استقرار المملكة إلاّ أن إحسان وإنسانية الملك عبدالله - حفظه الله - تغلبت على الإساءة وعفا عنهما في أول جلسة لمجلس الوزراء بعد تسلمه مقاليد الحكم في المملكة. كما شمل عفوه الكريم ما يربو على 4000 من سجناء الحق العام في المملكة.
العمل الخيري من أولويات الملك عبدالله
لم تتوقف رعاية الملك عبدالله الأبوية وإنسانيته على المجال الطبي فقط، بل تعدت ذلك إلى العديد من الأعمال الخيرية خدمة لشعبه الوفي، كان من أهمها إنشاء مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي في عام 1423ه والتي قامت بتنفيذ 2070 وحدة سكنية بتكلفة قدرها 385 مليون ريال وهناك 1500 وحدة سكنية ضمن مشروعات المؤسسة الجديدة. وتعتبر المؤسسة قاعدة علمية للتعامل مع القضايا الاجتماعية والسكانية والبيئية المتعلقة بالإسكان ومورداً لذوي الاختصاص وجهة بحثية متخصصة وليست مؤسسة مانحة للسكن فقط. وتقوم المؤسسة بدراسة الظروف المحيطة بطلب الساكن وتتلمس احتياجاته وتختار الطرق التي من خلالها يمكن تأمين المسكن ضمن خدمة تنموية متكاملة.
قيادة كريمة وشعب يستحق ملك الإصلاح والتنمية
الملك عبدالله - حفظه الله - مفكر إستراتيجي ذو رؤية متكاملة، يدرك أن التنمية عملية متعددة الجوانب وأن عناصرها متداخلة ومترابطة ضمن نظام شامل متكامل يحقق للمملكة التنمية والتطوير الإستراتيجي لما فيه خير ورفاهية شعبه ومواطنيه وخير الأمتين العربية والإسلامية. لذا فإن إستراتيجياته - حفظه الله - تتناغم ضمن رؤية تنموية شاملة في الداخل، وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية في المحيط الخليجي والعربي والإسلامي والدولي لما فيه خير المملكة وشعبها الوفي من جهة، وبما يخدم قضايا العرب والمسلمين من جهة أخرى.
ويؤكد الملك عبدالله باستمرار على أن قوة هذا الوطن تكمن في تلاحم أفراده واجتماع كلمتهم لبناء حاجز اجتماعي صلب ومتماسك أمام التحديات والأخطار التي تواجه بلادنا في هذه المرحلة التاريخية من مسيرة الوطن. ويدرك - حفظه الله - أن لكل عصر مشكلاته واحتياجاته ومتطلباته المتنامية ضمن ظروف ومعطيات مختلفة. كما يؤمن - حفظه الله - بالحوار الموجه لتحقيق أهداف تنموية هادفة، وكذلك المناقشة والتداول الجاد المخلص. لذا قام - حفظه الله - برعاية حوارات وطنية انعقدت في مدن مختلفة من المملكة وأسس مركزاً مستقلاً لذلك سمي بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
كل ذلك يدل على إبداعه - حفظه الله - في تصور الاحتياجات التنموية وقدرته على التعامل مع المعادلات الصعبة في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنظيمية الاجتماعية. ويدرك الملك عبدالله - حفظه الله - أن قوة المملكة العربية السعودية هي قوة ذات تأثير إيجابي للأمة العربية والإسلامية جمعاء.
إن خادم الحرمين الشريفين مشدود في هذه المرحلة إلى طموحات شاهقة واسعة وعريضة ليضيء بها سماء الوطن وليوفر من خلالها للوطن والمواطن الرفاهية. وقد جنّد نفسه وسخر كامل إمكانياته من جهد ووقت لتحقيق هذه المهمة النبيلة. فهنيئاً لنا بهذه القيادة الكريمة وهنيئاً لنا بالعهد الزاهر للملك عبدالله.
رفاهية المواطن الخيار الأول لدى الملك عبدالله
الملك عبدالله - حفظه الله - فارس تجاوز البروتوكول ووصل إلى قلوب أبناء شعبه الوفي، سبق المواطن ووصل إليه في الأحياء القديمة والمنازل والأسواق ليستمع إليه دون وسيط. وألغى - حفظه الله - كل الحواجز ليقف بنفسه على هموم المواطنين. ومع بداية عهده الزاهر أمر - حفظه الله - بزيادة رواتب موظفي الدولة بنسبة 15% وكذلك زيادة مخصصات الضمان الاجتماعي ودعم صندوق التنمية العقاري والصناديق التنموية السعودية الأخرى. تدفقات الخير هذه وتحفيز القدرات هي مكارم عظيمة من رجل عظيم يتلمس المستوى المعيشي لمواطنيه وذلك شغله الشاغل. هذا الوطن يعيش في فكر الملك عبدالله ويشغل ذهنه ويمتلك كل حواسه. رفعه شعبه على هامة المجد واستظل برايته في ساحة التقدم والبناء. إنه ملك متوج على القلوب قبل أن يتوّج على سدة الحكم. ولا غريب في ذلك فالقيم العربية الإسلامية ديدن لبلد الحرمين الشريفين.
إن قادة هذه البلاد هم أحرص الناس وأكثرهم معرفةً لاحتياجات أبنائها الأوفياء، وأمنيات فقيدنا الغالي الملك فهد - رحمه الله - تتواصل مع طموحات ملكنا خادم الحرمين الشريفين، فهو رائد المبادرات والإصلاح. وكل مبادراته - حفظه الله - تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وحتى الموهوبين من أبناء هذا الوطن الغالي كان لهم نصيبهم من اهتمامه حفظه الله. بالإضافة إلى معالجة الفقر وتملس حاجات المعوزين وتوفير السكن للمحتاجين من أبناء البلاد على اتساع رقعة المملكة، حيث أنشأ - حفظه الله - مؤسسة لرعاية الموهوبين وأخرى للإسكان التنموي. إضافةً إلى الصندوق الخيري لمعالجة الفقر وكذلك تخصيص ملياري ريال للإسكان الشعبي.
أول الغيث.. منهمر
الغيث عندما ينزل يبدأ بقطرة، ولكن غيث الملك عبدالله - حفظه الله - بدأ منهمراً. فاقتصاد المملكة مزدهراً والحمد لله، ولكن قرارات الخير سيكون لها أبعادها التنموية والإنسانية الواسعة على الاقتصاد الوطني وعلى أبناء هذا الوطن الغالي. والمكرمات الملكية بزيادة الرواتب وغيرها تجسد اهتمام قيادتنا الرشيدة بتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وتطوير مستوى خدمات قطاعات الدولة وتنمية القوى البشرية الوطنية، وتعكس مدى اهتمام ولاة الأمر بالمواطن البسيط قبل المسؤول. لقد تعودنا هذه المكرمات الجزيلة التي أدخلت البهجة والسرور في نفوس المواطنين وشكّلت أولى خطوات هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله. لقد ارتفعت الأيادي بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين لهذه المكرمة من ملك اعتاد على تفقد أبناء شعبه، وعبّر المسؤولون عن أسمى آيات الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين على هذه المكرمة واللفتة الأبوية الحانية. إن قرارات الزيادة هي قرارات خير ورفاهية وتنمية، والمكرمة ليست غريبة على الملك عبدالله وهي نقطة من بحر عطائه وتترجم الشعور الأبوي للملك عبدالله تجاه شعبه الوفي، وقد عززت هذه الزيادة الروابط القوية أصلاً بين القيادة الكريمة وأبناء هذه البلاد الطاهرة. وقد أتت في وقتها.
فشكراً لكم يا خادم الحرمين الشريفين، فمكرمات الخير هذه هي امتداد لنهج العطاء الذي عودتمونا عليه وعودنا عليه أسلافكم ملوك هذه البلاد الصالحين. فقد وفّيتم وأكفيتم وقدمتم الرعاية الصحية لأبناء هذه البلاد وتكفلتم بتعليمهم في الخارج وساعدتم الفقير والمحتاج وتلمستم احتياجات شعبكم وتعدت خيراتكم لتصل إلى المسلمين وغير المسلمين وشملت رعايتكم وإنسانيتكم الإنسان في أرجاء المعمورة.
القطاع الخاص يتجاوب مع القرار الملكي الكريم
ولما يتمتع به الملك عبدالله - حفظه الله - من روح قيادية وشخصية مؤثرة في مختلف جوانب المجتمع السعودي، فإن قرارات الخير لم تكن لصالح القطاع العام فقط إنما تعدى تأثيرها وتدحرج بسرعة هائلة ليشمل القطاع الخاص، حيث استلهم القطاع الخاص روح المكرمة الملكية وبادر إلى رفع أجور منسوبيه. فقد قامت شركة موبايلي ومؤسسة اليمامة الصحفية بزيادة رواتب موظفيها بنسبة 15% تجاوباً مع القرار الملكي الكريم. ووجه الأمير فيصل بن عبدالمجيد بزيادة رواتب موظفي شركة الأسمنت الأبيض السعودي وشركة إسمنت الرياض بنسبة 15%. أما مجموعة السهلي للاستثمار فقد قررت زيادة لموظفيها بنسبة10%.
الملك عبدالله يعلن الحرب على الفقر
يعتبر الملك عبدالله - حفظه الله - أول من تنبه إلى مشكلة الفقر ونبه إلى تأثيرات هذه المشكلة السلبية على الأمة. وكانت مشكلة الفقر وعلاجها على قائمة أولويات الملك عبد الله منذ أن كان وليّاً للعهد، حيث يمتلك - حفظه الله - شعوراً إنسانياً متدفقاً للوقوف على احتياجات هذه الشريحة في مجتمعنا من المعوزين. ولذا حاول إيجاد آليات لمساعدة الطبقة الفقيرة غير المنتجة وتحويلها إلى طبقة وسطى تساعد نفسها وتشارك في بناء الأمة. وتتوجت جهوده بإعداد الإستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر، وأمر - حفظه الله - بتخصيص ملياري ريال للإسكان الشعبي وكذلك إنشاء الصندوق الخيري لمعالجة الفقر. أقسم - حفظه الله - بالخالق سبحانه أنه حريص على أن ينال الفقير حقه حتى في الكشف عن عوزته وحاجته أمام الآخرين ممن أغناهم الله بالمال الوفير. وقال - حفظه الله - أثناء زيارته للأحياء الفقيرة في مدينة الرياض: (جئت لتسليط الضوء على مشكلة الحاجة التي تجعل بعض المواطنين يعانون ظروف حياتية قاسية).
ملك ومهندس الثقافة السعودية الأصيلة
استفاد الملك عبدالله - حفظه الله - من ملازمته لوالده العظيم ومجالسته لكبار العلماء والمفكرين حول الملك عبد العزيز، مما كان له أعظم الأثر في توسيع دوائره واهتماماته الثقافية واكتسابه للكثير من المعارف والعلوم والخبرات التي استوعبها - حفظه الله - بطرق متعددة ووسائل مختلفة. كما اهتم بالحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للمملكة وكان المهندس الفكري للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي أصبح برعايته الكريمة أكثر المهرجانات شهرةً في العالم، ليملأ القلوب بالبهجة كل عام بالجنادرية لمدة خمسة وعشرين عاماً حتى الآن.
والملك عبدالله - حفظه الله - محباً للثقافة ولديه شغف كبير بالأدب والأدباء وعلاقاته وطيدة مع الكثير من الأدباء والمفكرين. اهتم بالكتاب ورأى فيه وسيلةً لفهم أفكار العصر وثقافته ونظرياته وعلومة التي رأي - حفظه الله - أن أبناء المملكة يجب أن ينهلوا منها. وكان نتيجة ذلك أنه أسس مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض والتي تعتبر من أفضل وأفخم المكتبات.
حمل الملك عبدالله راية الإشعاع الثقافي وناصر حقوق الأقليات ودعمهم في زياراته للدول التي يوجد بها أقليات مسلمة. أنشأ - حفظه الله - مكتبة الملك عبد العزيز بالرباط وأصبحت المملكة تساهم في دفع عجلة التطور الفكري والثقافي العربي ونشر المعرفة على نطاق واسع. كما تبنى الملك عبدالله ندوة الأندلس العالمية عام 1414ه التي حضرها أغلب المفكرين في العالم. يهتم - حفظه الله - بالنخب المثقفة في المملكة وليس ذلك غريباً على خادم الحرمين الشريفين الذي يزور العلماء والمفكرين في الأعياد والمناسبات الوطنية جرياً على عادته كل عام. ويؤكد الملك عبدالله - حفظه الله - في جلساته على أهمية الجامعات ومراكز البحوث والمؤسسات التعليمية والثقافية والفكرية في بناء حضارة اليوم وثقافته ودورها في دراسة المشكلات الاجتماعية وإعداد ومراجعة الخطط وتقديم الحلول المناسبة. ويمارس الملك عبدالله حضوراً ثقافياً وتحاورياً يطمح - حفظه الله - من خلاله إلى إضاءة الساحة الثقافية والفكرية من خلال تنظيم اللقاءات والندوات والمؤتمرات على غرار ندوات الحوار الوطني الذي تبناها برعايته حفظه الله، وقدم لها كل دعمه اللا محدود. ويدرك الملك عبدالله أن الثقافة الإسلامية ثقافة عالمية لذا فهو يتبنى الأنشطة الثقافية والمؤتمرات الدولية لدعم التقارب بين الثقافات والحوار بين الأديان، وكان آخرها المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عُقد في الرياض في فبراير 2005م. حقاً إنه ملك ومهندس الثقافة السعودية الأصيلة.
الموهوبون محل اهتمام بالغ من الملك عبدالله
اهتم الملك عبدالله - حفظه الله - برعاية الموهوبين والمبدعين من أبناء هذا الوطن منذ أن تسلم ولاية العهد حيث تولدت لديه فكرة إنشاء جمعية للموهوبين وصدرت آنذاك موافقة الملك فهد - رحمه الله - على إنشاء ( مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين). وترأس الملك عبد الله مجلس إدارة المؤسسة وقدم لها دعمه ومساندته اللا محدودة إيماناً منه - حفظه الله - بدورها في بلورة إبداعات الموهوبين وإنشاء مراكز متخصصة لاكتشافهم ورعايتهم وتقديم البرامج لتطوير قدراتهم من الناحية العلمية والتعليمية وتنمية مواهب الشباب السعودي لمواكبة مستجدات العصر ومنافسة الأمم المتطلعة للصفوف الأولى في معترك الحضارة والتقدم والنماء البشري.
وفي أول جلسة ترأسها - حفظه الله - لمجلس أمناء المؤسسة تحدث قائلاً: ( علينا أن نعي بأنها جاءت تلبية لاحتياجات بلادنا لاستثمار العقول من خلال مواهب هي عطاء الله لنا ولنتذكر دائماً أن الفكرة هي نتاج الحاجة وأن الحاجة هي أم الاختراع، ومسؤوليتنا تحتم علينا العمل الجاد لتطوير الطرق الكفيلة باكتشاف الموهوبين من خلال الممارسة). وتجسيداً لاهتمام الملك عبدالله بهذه المؤسسة أكد في كلمته التي وجهها لأعضاء المؤسسة في أول اجتماع لهم قائلاً: (إن أعضاء مجلسنا هذا محاسبون من الله قبل محاسبة ولي الأمر وإن أي تقصير سيحاسب صاحبه وكل عطاء سيثاب فاعله وأعلموا بأن المواطن لا يقبل الأقوال دون الأفعال. فلن تكن التجربة ناطقة دون الفعل فلا موهبة دون اكتشاف ولا اكتشاف دون رعاية ولا رعاية دون إخلاص، فإن وعَينا ذلك أمنا العافية ورجونا الثواب إن شاء الله). وقد تحققت أماني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله - ونجحت المؤسسة في اكتشاف مواهب العديد من الشباب السعودي كان من أبرزها حصول الطفل السعودي فارس الخليفي على لقب أصغر مخترع سعودي من اتحاد جمعيات المخترعين في جنيف، وكذلك حصوله على الميدالية البرونزية في اللقاء الثالث للمخترعين السعوديين الذي نظمته المؤسسة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة. وقد فاز عدد من المخترعين السعوديين الذين ترعاهم (مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين) في معرض جنيف الدولي. وهناك أكثر من ستمائة موهوب وموهوبة يستفيدون من برامج المؤسسة من المملكة ودول الخليج ويقدمون اختراعاتهم في معارض داخل وخارج المملكة. وتقوم المؤسسة بدعم القائمين على الموهوبين، تقديم الجوائز العلمية، تطوير شبكة وطنية للمسابقات العلمية والإقليمية والدولية، عقد الجلسات التسويقية والربط بين المخترع والمستثمر، تقديم المنح الدراسية، رعاية الفنانين التشكيليين، وتمويل العشرات من البرامج الإثرائية الصيفية.
الملك عبدالله أمل هذه الأمة
مسيرة النمو والبناء ستتواصل في عهد الملك عبدالله - حفظه الله - وما زيادة دخل المواطن إلاّ أحد أهم عناصر الإستراتيجية الاقتصادية للملك عبدالله. فالأمانة عظيمة ولكن الملك عبدالله وولي عهده الأمين أهلٌ لهذه الأمانة. فخادم الحرمين الشريفين هو رجل الفكر السياسي المتمرس، وتاريخه - حفظه الله - يدل على حنكته وشجاعته وثقة الأمة العربية والإسلامية به. ويتمتع الملك عبدالله بشجاعة الفارس وبطولة القائد وخبرة الحاكم فهو - حفظه الله - أحد أركان هذه الدولة البارزين الذي عاصر الحكم السعودي وشارك فيه وكان ومازال أحد الأعمدة القوية لهذا الكيان المعطاء. ويجتمع في ذات الملك عبد الله صفات الزعيم القائد.. شجاعة في الرأي وعمق وأصالة في الرؤية إلى جانب الانفتاح على الآخرين.
وستستمر سحائب الخير في هذا العهد الزاهر ويستمر تواصل وعطاء الملك الصالح. يقول سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز إن الإصلاحات مستمرة ونواجه التحديات بتكاتف المواطنين. ويقول ولي العهد الأمين سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز بأن الملك عبدالله لديه الكثير من المشاريع لوطنه وأبناء شعبه. نِعم العهد الذي سنرى فيه الكثير من قرارات الخير والنماء، وتستشرف فيه القوات المسلحة عصراً جديداً من التطوير والتحديث لدعم جاهزيتها للدفاع عن الوطن الكريم. يقول سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز إن المملكة قامت على أيدي أبنائها وليس بفعل قوة خارجية. نعم معكم يواصل أبناء شعبكم الوفي مسيرة الظفر. والملك عبدالله وولي عهده الأمين سيقودان سفينة التنمية الوطنية لأنهم قادة يستشعرون حجم المسؤولية وعظم الأمانة. الملك عبدالله الذي بإنسانيته سميت المملكة (مملكة الإنسانية) سيقتحم المستقبل الواعد ضمن رؤية تنموية شاملة تأخذ في الاعتبار التطوير الإستراتيجي من خلال نظام متكامل لتعزيز مكانة المملكة في الداخل والخارج. وما استقباله - حفظه الله - للإعلاميات السعوديات في قصره بجدة قبل أيام إلا خطوة جريئة ولفتة كريمة من خادم الحرمين الشريفين لقضايا المرأة وتوسيع مشاركتها في مسيرة البناء لهذا الوطن الغالي. أضف إلى ذلك ما أعلنته وزارة الخارجية من أنها تنوي تعيين واحدة من خمسة شخصيات سعودية من الكفاءات النسائية لمنصب سفيرة للمملكة، طبقاً لما ورد على لسان الدكتورة الفاضلة/ سلوى الهزاع عضوة اللجنة التي ستقوم باختيار المرأة المناسبة لهذا المنصب.
دور إستراتيجي للمملكة في عهد الملك عبدالله
وعلى صعيد علاقات المملكة مع العالم الخارجي فقد حرص الملك عبدالله - حفظه الله - على أن تكون المملكة وفيةً بالتزاماتها وتعهداتها دعماً لدورها الرائد في السياسة الدولية وذلك بإيمانها بمفاهيم السلام والمصالح المشتركة بين الدول واحترام سيادة الآخرين ووقوف المملكة دوماً مع الحق والعدل. وما زيارات الملك عبدالله إلى الدول العربية الشقيقة والإسلامية والصديقة إلاّ تأكيد لهذه المعاني. ولما يتمتع به الملك عبد الله من مكانة مرموقة في الساحة العربية والعالمية، وما يحظى به - حفظه الله - من احترام زعماء الدول والمؤسسات العربية والإسلامية والدولية الصديقة، فإن ذلك سينعكس إيجابياً على الدور الإستراتيجي للمملكة العربية السعودية والتي كانت وستظل في عهد الملك عبدالله - حفظه الله - نبراساً للعالم يضيء الطريق نحو الخير والمحبة والسلام. عشتم يا خادم الحرمين الشريفين وعاشت المملكة العربية السعودية رمزاً للمجد والعز والسؤدد.
فاكس: 4532522 (01)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.