من المعروف أن اتجاه حركة محتويات القناة الهضمية هو من أعلى إلى أسفل أي من المريء إلى المعدة ومنها إلى الأمعاء، ولكنه في بعض الأحيان يحدث لدى الأصحاء - على فترات متباعدة - عودة جزء يسير من حامض المعدة إلى الجزء السفلي من المريء. وهذا الأمر غير مؤذ طالما كانت كمية الحامض المرتجع قليلة. ويقابل بحركة مضادة من المريء لإزالته، أما إذا زادت كمية الحامض المرتجع وحدثت على فترات متقاربة فإنها تصبح مرضية إذ تسبب التهاباً وتآكلاً في الغشاء المخاطي المبطن للمريء؛ مما يسبب أعراضاً مزعجةً تهدد بحدوث بعض المضاعفات التي سيأتي ذكرها لاحقاً. وجدير بالذكر أن الارتجاع يشتد أثناء النوم حيث يساعده وجود المريض في الوضع الأفقي والحموضة المرتجعة هي ضعف معصرة أسفل المريء وهو الذي يحدث بلا سبب معروف لدينا، ولكننا نعرف أن التدخين والطعام الدهني والشوكولاتة والنعناع تزيد من هذا الضعف وفتق الحجاب الحاجز والبدانة (السمنة) وأيضاً امتلاء المعدة الكامل وبطء تفريغها في الأمعاء، ويشعر المريض بأن لديه أعراض الحموضة المرتجعة بالإحساس بالحموضة خلف عظمة القص وارتجاع سائل حامض مرّ الطعم إلى الفم وآلام في مقدمة الصدر قد تشبه آلام الذبحة الصدرية التي تزيد الإحساس بعسر الهضم وأن الطعام لم يهضم، وقد يشكو المريض أيضاً من سعال ليلي ناجم عن دخول المفرزات المرتجعة القصبة الهوائية أثناء النوم، وربما تزيد هذه الأعراض أثناء النوم وبعد الوجبات الدسمة، وأن المضاعفات المحتملة هي تقرح المريء ونزيف من قرح المريء عادةً ما يسبب فقر الدم ونادراً ما يكون حاداً ويظهر على هيئة قيء دموي وضيق في أسفل المريء والذي يسبب صعوبة البلع والتهاب الحنجرة والشعب الهوائية وتغير نوع الغشاء المخاطي المبطن للجزء السفلي من المريء وهو ما يسمى (مريء باريت) الذي قد يسبب في وقت لاحق حدوث سرطان المريء والضغط ضمن المريء، وتشخيص هذه في فحص المريء والمعدة باستخدام المنظار هو أدق الطرق للتشخيص. وهو فحص غير مؤلم وعادةً ما يجري بالاستعانة بعقار مهدئ بحيث لا يتذكر المريض بعد ذلك أحداث الفحص وأحياناً يحتاج التشخيص إلى إجراء أبحاث أخرى مثل الأشعة بالباريوم أو قياس نسبة الحامض في المريء على مدى 24 ساعة أو قياس قوة عضلات المريء والضغط ضمن المريء والعلاج لهذه الحموضة بتغيير نمط الحياة بإنقاص الوزن لدى البدينين وتفادي الوجبات الكبيرة والدسمة والشوكولاتة والتدخين وتناول العشاء قبل النوم بمدة لا تقل عن ثلاث ساعات. وبالنسبة للعقاقير فهي تناول مضادات الحموضة ومضادات الهيستامين 2 ومضادات مضخة البروتون ومنشطات حركة المعدة ومقويات الصمام السفلي للمريء وعلاج جرثومة المعدة في حالة وجودها. وهناك العلاج الجراحي بحيث يتم تخدير المريض كلياً ويتم إدخال المنظار وعلى المصاب بالحموضة بعد العملية تفادي المأكولات الدهنية والوجبات الكبيرة لمدة شهر حيث نسبة نجاح العملية تصل 90% بين الحالات. الدكتور مازن حميد استشاري أمراض الباطنية والجهاز الهضمي والمناظير في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي