أجد وأنا أكتب هذه الرسالة أن أمورا تتنازع, أيها يخرج للقارئ أولا ؟! وأيها يستعرض قبلاً؟! ومتى يحسن إيرادها؟ ومتى يجب؟ خاصة وأنه وبمثل الحالة التي نحن فيها فإنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة, بل أرى الوجوب شرعيا, كيف لا, وأنت ترى أخاك يقع فيما يضربه, ويضر بغيره, مما لا يلم به وصف ولا يحيط به قول, وأبو بكر رضي الله عنه يقول وحين سمع متحدثا يلحن, - قوموا صاحبكم فقد ضل- وهذا من حيث اللفظ, فكيف بمن تراه يتدهدى في حفرة سحيقة, أو يتردى من شاهق سامق, أو يكاد ينتحر, أو قابضا على سلاحه ليقتل نفسه وكل من يراه من أهله, هاتكا أمنه, فاجعا أباه وأمه, مقوضا بيته, مفسدا في بلده, دافعا بنفسه إلى مصير سوء أوجب الله به جهنم لمن قام به, وبه حكم الرسول صلى الله عليه وسلم والله يقول:{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا}{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} هذا العذاب الذي لا يبلغه وصف بقتل مؤمن واحد, فكيف يقال, عمن قتل مؤمنين, وأخاف آمنين؟ وشق العصا, وهتك المستور, وأخل بأمن الأمة, وأفسد في بلده, وقتل معاهداً, وأتلف معصوما, وفرق صف الأمة, وفارق الجماعة, وخرج على والي أمره ؟! وألبس قومه لباس الذل وسبة الدهر؟! أيُسكت على هذا؟ أم يبين له شناعة ما ارتكبه. ويمنع بما يردعه ؟! وقد كانت العرب وقبل الإسلام تتحاشى أن تقع بما تذم عليه, بل وتنفر منه أشد النفور. وكيف يقع هذا من مسلم؟ أيكون دافعه الانتقام؟ بئست الوسيلة وبئست الغاية, أم أن دافعه الحقد, والحقد لا يأتي بخير, أو أن دافعه- وكما ينطلي على السذج- طلب الجنة والهروب من النار؟ فأية جنة تلك, تطلب بذلك الفعل؟ وأية نار تلك, يهرب منها بهذا الفعل؟ وهو المحرم للجنة, الموجب للنار, كيف وقد جُعل الرجاء بما يخشى؟! والخشية مما يرجى؟! فقلبت القاعدة, وعكس المطلوب, وبدلاً من أن تطلب الجنة بإحياء النفس, بقيت تطلب بقتلها, إن هذا الفعل كفر عملي, وقع به مرتكبه كما به وقع الشيطان بالعصيان والعياذ بالله, فارتكبت معصية تجمع كل المعاصي, بمالا يخطر على بال, ولا يقع بخيال, بلغت منتهى الكبائر, وهي جماع الشر, بل ولا شر يبلغها, وقد حذر المصطفى منها بقوله (ألا لا تعودوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) وبما وقع, ما تقول عن رجل, فجر نفسه, وقتل غيره, وأضر في بلده, وأهلك حرثه, وفجع والديه, وأخاف قومه, وسلب وطنه قد سيته وحرمته, وأتلف ماله, ومال غيره وبلغ من نفسه, وأهله, ووطنه, ودينه, مالم يبلغه, العدو الكافر, من المسلم, ماذا تقول: بمن يلج دائرة حكومة ترعى مصالح المواطن وأمنه, بموظفيها من اخوته وبني جلدته فيفجرها بنفسه وبمن فيها؟! يعمل هذا بسبيل مَنْ؟ ولصالح مَنْ ؟ وتحت أمر مَنْ ؟! إن كان, من أمة محمد وكما يزعم, فمحمد صلى الله عليه وسلم يقول (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) ويقول (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة) ويقول (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا) ويقول (كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله). وهنا فهل ما يصدر مخالفاً وخارقا هذه النواهي يتفق مع ما جاء به الإسلام من حفظ الضرورات ؟! إن ما يقع لا يكاد يبلغه عدو المسلم بالمسلم، وقد استكفى بالأخ في قتل أخيه وفي الابن بعقوق والديه وإخافتهما، أيريد مرتكب هذه الجرائر التي لا تبلغها الكبائر، أن يحفظ الإسلام والوطن والأمة بما ارتكبه ؟! إن هذا ما يحرم السكوت عليه، ومن سكت, فقد شارك المجرم جريمته، ومن استكفى بالسلامة عن قول الحق فقد أوبق نفسه، إنه لابد من قول الحق، وكشف اللبس, واسداء النصيحة، واحتساب ما ينال المرء في هذا، لعل الضال يهتدي, والغافل يتنبه، وما هذه الأيادي المستخدمة, إلا أدوات حركها, ويحركها متلبس متربص, يعيش معنا وبين ظهرانينا, يقع عليه { وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ) أو وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} ممن سلف له القول، سابقاً وخالفه لاحقاً تمويها، ولا زال متلوناً تلون الحرباء، يجيِّش جيوشه, في فكره المنحرف وتهلك تلك الأيادي, أو يقبض على بعضها سيان لديه، وهو لا يزال طليقاً، بل وجد ضالته بما موه به على ضحلي الفهم, وكأنه الذاب والمنافح عن الأمة, وهي لم تصب بأسوأ منه !! ونسي الأخوة المغرر بهم، والمدفوعون إلى الهاوية, أن من غرر بهم ودفعهم إلى تلك الجرائر، أنه ما زال يئزهم, ويتفرج من بعد، ويعيش مع أولاده آمناً، وهم يعيشون تشريداً, وضياعاً, وخوفاً, وإثما, ولهذا وحتى يرجع المغرربهم إلى رشدهم, ويستجلوا الأمر على حقيقته فإن على كل فرد منهم، أن يسأل نفسه أي مصلحة تحققت ؟ وأي ثمرة جنيت مما أوقعهم به ذلك المتلون؟! وأن عليهم أن يحذروه, أشد الحذر, وأن نأخذ جميعاً بما نراه سفينة نجاة وبر أمان, ممن هم العلماء المؤهلون في هيئة كبار العلماء، وفيهم الخير والبركة، وأن ننبذ أولئك المتعالمين من المنتسبين للعلماء ممن يقع عليهم: لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلس ولنعلم أن ما أضر بالجزء من الأمة أضربها جميعاً, وما أضر بالجزء من الوطن أضر بالكل منه, وإذا لم تقم الوشائج بيننا مع من يربطه, بنا السبب, والنسب, وتوحده الراية, والبلد والقيادة؟ فكيف نقيمها فيما بيننا وبين من لا ير بطه بنا إلا السبب فقط. إن ما قام به أولئك المسيرون والمستخدمون على غير دراية منهم، مما وقع في المملكة العربية السعودية, ما هو إلا ابتلاءات يبتلي الله بها الأمة ليمحصها ويخرج الخبث منها فتبقى نقية صافية, متآلفة، تجد حاجتها لذلك, كلما أصر المجرم على اجرامه، وعلى ذلك المجرم وعلى من خلفه أن يسأل نفسه ما حصيلة ما وقع، وما نتيجته ؟ وعليه أن يعلم أنه كلما اشتدت الأزمة كلما التحمت الأمة، وأن عليه يقع: كناطحٍ صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل ثم الا يكفي العاقل, ما وقع به, من سبقه؟ ليحمد الله على السلامة فيجتنب ما يضربه أو يضر بأمته, ألا يقدر عظم تلك المفاسد بجانب ما انتفى, مما يزعمه من تحقق مصالح بذلك الفعل؟! وأين هي ؟! وكيف هي ؟! من هنا وفي هذه الرسالة, التي لو وجتها, إلى أخي ما زدت فيها, أو إلى ابني ما نقصت منها, أرفع صوتي نذيراً منادياً لمن له عقل { أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}ولا أرى عاقلاً إلا وهذا النداء يلامس شغاف قلبه ولا والداً إلا, وهو يتحدث بلسانه أرفع الصوت نداءً صادقاً, وأتوجه به إلى أخوتي, وأبنائي، إلى كل من وقع في هذه المهالك, أو زينها لمن وقع فيها, أو علمها وسكت عليها, أن يتقوا الله بأنفسهم واخوتهم, وأن يتقوا الله بأبنائهم وأمتهم, أن يعلنوا التوبة والرجوع, وسيجدون الخير ويعيشونه, خلاف ماهم عليه الآن من تشرد وتشتت, وضياع وفرقة, في أنفسهم وفي أهلهم وأخص في هذا من أعلن عنهم في الآونة الأخيرة, وأخص منهم, من أعرفه أسرة وذاتاً, ويجمعني بهم صلة النسب خوؤلة, إلى صلة السبب والمجاورة والمصير المشترك, في المملكة العربية السعودية عموماً, أو في الزلفي خصوصاً, وما أنادي به الفرد, ممن أعرف, أنادي به الفرد والجماعة, ممن لا أعرف محذرا, والعاقل من أدرك مقبل الأمور فسلم من متشابهها أو أحسن الخروج منها, خاصة وأن زمن الفتن تنغلق فيه الأفهام, وتحتار فيه العقول, وتختلط فيه المشتبهات, فلا يكاد يميز صدور الأمر من وروده, إلا من فتح الله بصيرته, وطهر سريرته, وثبته على القول الثابت, جلا الله الغمة, وكشف المدلهمة, ليستبين الميسم, ويستقيم المنسم, ويعود الشارد إلى ذهنه, والضال إلى رشده, فيتنبه الغافل, ويستيقظ النائم, ويصحو من سباته, من عمي عليه قصده وأصمه جهله, قبل الفوات, وقبل وقوع مالا يرد، وعلى ما نادى به رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يا آل فلان, ويا آل فلان... وعلى قاعدة {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} من هنا أنادي من أعرف ممن أعلن عنهم لا حقاً ، ويد خل ضمنهم, من لا أعرف, فأقول: يا فهد بن فراج الجوير, قبل الإعلان وقبل نشر صورتك, كنت متحرجاً أن أكتب هذه الرسالة ولأني لا أعرف كيف تصلك, أما وقد صرح اللبن عن المحض, فإني أعهدك تتمتع بلطافة, وعقل, وحياء, وكنت آمل أن يهديك عقلك, إلى ما يرجوه قومك ووالداك, كما آمل أن تكون بتلك اللطافة, سهل الا نقياد إلى الحق, - وقد وقع ما وقع- سهل الرجوع إليه, سريع الاستجابة لمن دعاك له, وأن تكون بحيائك- والحياء من الإيمان, والحياء لا يأتي إلا بخير- مستحياً ومقلعاً عما أنت فيه, ومما أوقعت به قومك, وخاصة والدك الذي أعهده من خيرة الآباء، ولا أو جب عليك مما دعاك له والداك, وأنت تعرف ذلك, مما أوجبه الله عليك, وكيف والله يقول : { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} أين والداك, فيما يدعوانك إليه من الخير ؟! ممن دعاه والداه إلى أن يشرك بالله فلم يطعهما وأحسن إليهما الصحبة بالمعروف، وأنت لم أجدك أحسنت إلى والديك, بما فعلت, في هروبك منهما, وهما لم يطلبا منك إلا ما أمرك الله به من حقهما عليك, فاستجب لله ثم لهما, تسعد في الدنيا والآخرة، ليجعل الله لك من كل هم فرجا, ومن كل ضيق مخرجا، وما عهدتك إلا باراً بهما، وما عملك هذا من البر بشيء ؟! أتطيع الشيطان وحزبه, وتعصى الله ووالديك ؟! أخي يابن فراج: ألا تتدبر أمرك, بما قد يتضح لك من خلال هذه الرسالة, فتراجع نفسك, وترجع إلى رشدك، لعل الله يحدث لك أمراً, تأخذ به فتحمد عاقبته بأن تعلنها توبة وتلك هي الشجاعة حقاً, والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل. أجل, راجع نفسك, وارجع إلى ما خرجت منه, وهو الحق،وبه الفوز, إن عدت إليه, ولا يركب الحمق إلا منتحر, ولا ينتحر إلا يائس, وأعوذ بالله من اليأس من روح الله, وقد ارتد من الصحابة من ارتد, فلم يمنعه ذلك من العودة إلى الإسلام, وما وجد في ذلك ضيراً أن يعود, فأبدله الله السيئة حسنة, وأنت لم ترتد فيما أعلم, ولكنك خرجت مع من ضل, فتب إلى الله وعد إلى أهلك, ومجتمعك وأمتك, واسلم على دينك, فما عند الله خير وأبقى, وما بينك وبين ولاة أمرك, فستجده خيراً بإذن الله, ولا أدل على ذلك من كريم الرعاية وحسن المعاملة فيما وقع لابن عمك, حمود بن جار الله يرحمه الله, من تلطف وحسن مواساة من ولاة الأمر, وتيقن أن ولاة الأمر في هذه البلاد رحماء بفضل الله, وستشملك ومن معك تلك الرحمة, وهم إلى الخير أقرب وقد وعدوا خيراً لمن تاب وأناب, فكن شجاعاً, وعد, وستجد ما تحمد غبه, ومهما تكن النتيجة بعد العودة, فسيكون ذلك أكرم لك وأسلم لدينك وكرامتك, وألطف بك من استمرارك, على الاختفاء, وتذكر النتيجة التي وصل إليها من ارتكب تلك الحماقات, وكفاك واعظا بصرك وبصيرتك, مما رأيته واقعاً به غيرك!! ولتعلم أنه وكما أنه لا يجوز لكم, الخروج على ضوابط هذه البلاد, فإنه لا يجوزلنا السكوت على المخالفة, وأشدنا حرصاً والدك وقومك, وإني أناشدك الله والرحم وبر الوالدين إلا رجعت إلى الله توبة, وصلة رحم, وبر والدين, تذكر أمك الحنون وما تعانيه من آلام وفجائع وأسقام, وتذكر أباك الحاني, وما يعيشه من هم, ونكد وأمراض, وتذكر أسرتك الفاضلة, ورياحينك, الذين يتشوفون إليك ويتشوقون إلى رؤياك سليماً معافى بينهم يشمون فيك رائحة الأبوة, وتشم فيهم رائحة البنوة, لا أن يروك كما رؤي غيرك جيفة متمزقة على أقبح حال, وأسوأ مآل, وتذكر زوجتك الكريمة وما تعانيه وتعيشه والتي لا تقدر على أكثر من رفع يديها إلى الله أن يردك إليها وفي الله خلف وعوض, أن يحقق لها ذلك. أخي فهد... حديثي هذا إليك وإلى من معك, أو نهج نهجك, وإني وأنت وكل شخص سيلقى أجله, ولكن عليك أن تتذكر وأن تسأل الله العافية, أترغب أن تلقى أجلك على عقوق والديك, والخروج على والي أمرك, ومفارقة الجماعة, وجفاء الأولاد, واستياء الأقارب؟! أترغب أن تلقى أجلك, وقد عصيت ربك, وخالفت نبيك؟ أترضى بهذه النهاية, وعلى هذه الصفة لوالديك ومن تُحب؟! لا أخالك ترضى, وإذا كنت كذلك, فكيف ترضاها لنفسك؟! أين أنت من الله؟! أناديك كما أنادي, أخي وابن عمي وابني ومن أحب, فهل تستجيب؟ فتسعد والديك وأولادك وقومك, عسى ولعل!! أناديك يابن الخال، هل أنت سامع ندائي فتنجو، أم دعتك العواثر؟ أفق يا فتى، من لم يفق من سباته يعد سبة أو تستلبه الجرائر أبوك يلاقي ما يلاقي تحسرا وأمك تشكو، والأسى متكاثر ألم يبلغا ما أوجب الله وصله عليك؟! متى هذا وأنت تكابر؟! يبيتان ليلا يعلم الله أنه على شر حال، أين منك لأواصر؟! فقل لي، متى تأتي إلى البر صادقاً؟ ستندم يوما لا تسر المعاذر إذا لم يكن حال الحياة تواصل ستقطع وصل البر منك المقابر أنادي ولا آلو النصيحة جاهداً أفق يا فتى، حتى متى أنت سادر؟! أجل, إيه: يابن فراج, والله لو كنت في ميدان شرف أو يستوجب هذا حمداً لك, لحمدناك, ومن معك, ولكن كيف, وأنتم في قائمة من يفسد أمنه, ويعيث فساداً في بلده؛ وشره على قومه, يقتل أخاه, وجاره, ويصم سمعه من أن يسمع استغاثة الأم الثكلى, ونداء الأب المكلوم, وما أخصك بصفة أو أنك وقعت بما يمقته العاقل والمجنون, والمستقيم والمعوج إلا الاختفاء, ولو أعلم غير ذلك لكان حديثي معكم غير ذلك, ثم إن ميادين ما تزعمون من جهاد ليست في البلاد المقدسة, بلد الحرمين الشريفين, وإنما هي في مواقع تعرفونها, فأينكم منها؟! أقول هذا إذا كان الخلاف فيما بيننا وبينكم حول أمر قام عليه جدل حواري في أي وجهيه الحق, وأيهما أحسن, أما إذا وصل الخلاف, إلى لغة البارود وزمجرة المتفجرات في بيتي وشارعي, أو دائرتي ومصنعي, أو في أخي وولدي أو في ابن عمي وجاري, فلا صلح هنا ولا حوار { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}وإني لأرجو أن الأمر لم يصل بكم إلى هذا الحد, الذي وصل إليه من سبقكم, ممن قام بتلك الجرائم العظام مجيزا لنفسه مخالفة الله ورسوله, والخروج على والي أمره وأمته, ولهذا فما أناديك به أنادي به أخويك, إبراهيم بن عبد الله المطير, وعبد الرحمن بن صالح المتعب, ومن معكم, وأناشدكم مناشدة الساعي لكم بالخير, إن أطعتموه, فهل تصغون سمعاً, وهل ترعون نعمة ؟! ماذا جنى من قبلكم من الخير حتى تجنوه ؟! أي فخر أدركه؟ وأي عز ناله؟ وأي مجد حازه ؟! اسمعوا وأطيعوا وأقلعوا, واعلموا أنكم بما أنتم عليه تخدمون أعداء الإسلام, وهم سعداء بما تفعلونه في أهلكم وبلدكم وقومكم, أناشد ثلاثتكم شخصيا لأنكم من بلدي وقومي, وأناشد من معكم أو يتصفون بصفتكم لأنهم من أمتي, إلا أطعتم الله وأقلعتم وعدتم إلى أمتكم, فهل نجد آذانا صاغية ؟ وعقولاً واعية لهذا النداء؟ وهل نجد منكم من يريد الحق ويطلبه لنبينه له؟! أحذركم أن تنخدعوا في ناعب على منبر مما سلف, حسن السوء حتى وقع به السذج ثم نكص, بعد ما وجد طريقه مسدودا, أو مخادع من خلال شريط زين له الشيطان ما زينه للبسطاء ثم اختفى, أو مزوق للباطل في الخلوات المظلمة إن جاء في الجماعة قال أنا معكم, وإن خلا ركب هواه, احذروا هؤلاء وجماعة القبور, ولا تغلبنكم الشقاوة أيها القوم!! عودوا إلى رشدكم تسعدوا, أعلنوها توبة تسلموا, اندموا على ما سلف تنجوا, عودوا إلى الله فإليه المعاد, وفكروا بمن سبقكم, ما حصيلتهم؟ وما ثمرة ما جاؤوا به إلى أمتهم؟ إن كنتم أردتم الخير فأجيبوا داعي الله, واعلموا ان الأمة إذا خسرت فردا بانحراف فكري فإنه أشد ضرراً عليها من أن تخسر مجموعة بموت قدري مجرد, وإنه وبقدر ما تسلبون الخيرية في ذلك, بقدر ما يقع الضرر على أهلكم, وقومكم وأمتكم ووطنكم, فاتقوا الله بذلك وكفوا عما أنتم به, واعلموا أن من استشرف للفتن اجتثته, ومن ولج عبابها أغرقته, فهل لكم من رجعة قبل أن تقولوا ياحسرتا على ما فرطنا, وكفاكم عظة ما ترون, وما أنتم عليه من سوء حالة, أسأل الله أن يفتح بصائركم وأن ينير عقولكم, وأن نستبشر برجوعكم إلى روضة الأمن والأمان, راجيا أن ينفع الله بهذا وحسبي أنني بذلت النصيحة, واستشعرت هذه الرسالة عن آبائكم المكلومين, وأمهاتكم الثكالى, وأخواتكم الحزينات, وأسركم المنكوبة, وعشائركم المتألمة, والله من وراء القصد, وهو المستعان, وعليه التكلان, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.