من شاهد جملة (المضبوطات) التي جمعها وحرّزها رجال الأمن بعد تمكنهم من الإرهابي المغربي (يونس الحياري) أمس الأول شرق الرياض.. لابد أن يستدعي انتباهه (نوعية) تلك المضبوطات.. التي لم يكن غريباً أن يكون من ضمنها ركام من الأشرطة (الكاسيت).. التي أفرغها رجل الأمن.. أمام عدسات المصورين.. محفوفة بباقي مفردات المنضومة البنيوية المألوفة للإرهابيين: قنابل ومخازن طلقات نارية ومسدسات وأجهزة اتصال..! كان منظر تلك (الأشرطة) وهي تتراكم وتتكون هرمياً أمام عين الكاميرا..؛ مثيراً ومألوفاً في آن..؟؟ ** فالشريط وثقافته.. كانا الوقود النظري للقنبلة والمسدس والرشاش.. وكانا (الدافع والمهيئ) النفسي الهائل..! (للفئة الضالة)...؟؟.. وكانا المضمون الفكري (الحركي) للأدمغة المحتقنة بالنقمة والكراهية لكل من يخالفها..! المرتهنة لسلطة النموذج المنقذ.. والمثال المحتذى..؟ ذاتها (أشرطة الحياري) ورفاقه.. تصطف بأناقة باهتة وماكرة على أرفف محلات التسجيلات..وبذات المحتوى.. والقيمة الرمزية.. ومن ذات المنبع والمرجعية والإطار الفكري..؟ ** (عناوين إشارية) وخطابات (مفخخة).. تضرب في العمق من اهتمام الذاكرة الجماعية والذهن العام...؟ مشربة بخطاب استثاري (استعدائي).. يجد ضالته لدى الشباب المتحمس لكل ما يستوعب طاقاتهم ويوجه ضآلة محتواهم..؟ ** ذاته (الشريط).. غدا منذ سنين (هدية) رخيصة ومجانية.. توزعها بعض الجهات على الأرصفة والطرقات والأسواق.. لاستدرار الرضى.. واستجداء التأثير.. ومن ثم تمرير الايدولوجيا..؟؟؟ ** أو كما يزينون نعتها (وسيلة محبة).. بعد أن مرّت وتجاوزت أعين ومراصد الرقيب..؟.. إن غفلةً وإن تسامحاً وإن تواطؤاً..؟؟ ... لا ضير ولا فرق..؟..؟.. فلقد كان ثمة ما يُحاك ويدبَّر في أقبية الثورة (الصحوية).. وخطابها المستتر... ** أشرطة (الحياري) المجانية التي ضبطها رجال الأمن.. ورصدتها الكاميرا.. وعرضها التقرير التلفزيوني المصوّر.. كانت ولازالت تتوالد وتتكاثر وتُستنسخ - ولها دعاة ومروجون ومشجعون - ولم تُضبط بعد...؟؟ ** هي الأشرطة (الرخيصة) توزع مجاناً.. .. بل وبمجانية سخية.. والوطن وحده يدفع الثمن..؟؟؟!!