يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ويقول عز من قائل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) ويقول جل وعلا: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته العظيمة الجامعة لصحابته الكرام رضوان الله عليه وهي لجميع الأمة المحمدية لما وعظهم الموعظة البليغة فقالوا أوصنا قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني). وكل هذه النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تدل على وجوب التمسك والاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى وجوب طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وطاعة ولي الأمر والنصح له وعدم الخروج عليه وشق عصا الطاعة، ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم، واحترام علماء المسلمين وطاعتهم وتوقيرهم لأنهم من أولي الأمر الذين أوجب الله طاعتهم وفرضها، وأن من شق عصا الطاعة وفارق الجماعة واتبع غير سبيل المؤمنين فقد خالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكفى بذلك ضلالا. وعلى ضوء هذه النصوص الشرعية التي ذكرناها يتبين لنا واضحا أن ما وقع من بعض الشباب حدثاء الأسنان من الخروج على ولاة الأمر وشق عصا الطاعة وإرهاب الناس الآمنين المؤمنين والمستأمنين والسعي في الأرض بالفساد والتفجير والقتل والتخريب وزعزعة الأمن أن ذلك حرام وإجرام وحرابة وبغي وترك للدين ومفارقة للجماعة وخروج عن مذهب أهل السنة والجماعة إلى مذهب شر المبتدعة الخوارج الذين قاتلوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفروهم، عياذا بالله، وسماهم النبي صلى الله عليه وسلم بكلاب أهل النار وقال: (اقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم)، وقال: (هم شر قتلى تحت أديم السماء)، وكلها أحاديث صحيحة ثابتة فإن هذه الشبيبة المنحرفة، سلكوا في فعلهم مسلك الخوارج. فالواجب على المسلم الناصح لنفسه معرفة خطورة هذا المسلك والحذر من الوقوع فيه وتسويغه وتبريره وتأييده والتحذير منه نصيحة لله ورسوله وللمسلمين وأولي الأمر، وأيضاً الواجب تحصين شبابنا ضد هذه التيارات الضالة والتصدي لكشف شبه المشبهين الذين ينسبون لدين الله ما ليس منه، فإن هذا من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله، كما أن الواجب على شباب المسلمين الرجوع إلى العلماء في مثل هذه الظروف وسؤالهم والتلقي عنهم واستشارتهم في كل ما يجد ويهم وعدم الخروج عن رأيهم وتوجيههم عملاً بقوله تعالى: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) كما يجب على شباب هذه البلاد المباركة معرفة منهج السلف وأهل السنة والجماعة ومواقفهم في مثل هذه الأحوال وتطبيقه، فإن في ذلك الخير الكثير والأمن والأمان ورضى الملك الديان، والواجب على الجميع أن يكونوا مع ولاة أمرهم وعلمائهم يداً واحدة بنص القرآن ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، ونحن مع ولاة أمرنا وعلماؤنا قلبا وقالباً في الضراء والسراء يداً واحدة ضد المعتدين دفاعاً عن ديننا وعقيدتنا ووطننا ومكتسباتنا التي أنعم الله بها علينا وتفضل. * المرشد في إدارة التوعية والتوجيه بفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة القصيم