وصل زعيم المعارضة في تايوان لين شان أمس الثلاثاء إلى الصين في زيارة تاريخية على أمل إنهاء خمسة عقود من العداء بين بكين وتايبيه. ووصل لين زعيم الحزب القومي الصيني (كومينتانج) على رأس وفد من 150 عضواً إلى مدينة نانجينج وهي أول محطة له في زيارة تستمر ثمانية أيام ويزور خلالها أربع مدن صينية. وهذه هي أول زيارة رسمية يقوم بها زعيم الحزب القومي الصيني إلى جمهورية الصين الشعبية منذ تولي نظام حكم شيوعي السلطة في بكين عام 1949م. وفي نفس العام انسحب الحزب القومي الصيني إلى تايوان وشكل حكومة في المنفى عقب حرب أهلية مرة على الأراضي الصينية. وينتظر أن يزور لين نانجينج وبكين شيان وشانغهاي. ومن المقرر أن يلتقي مع الرئيس الصيني هو جينتاو الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني لبحث السلام عبر مضيق تايوان. وقال لين قبيل مغادرته مطار شيانج كاي شيك الدولي: (إن الغرض من زيارتي يتمثل في الاطلاع على التطورات في الصين وتبادل الآراء مع الزعماء الصينيين بشأن السلام في مضيق تايوان والتبادل الاقتصادي والثقافي). وأضاف (يحدوني الأمل في أن يستغل الرفاق على جانبي مضيق تايوان هذه الفرصة لتحقيق التعايش معا واستهلال طريق باتجاه نتيجة نافعة للطرفين على أساس المساعدة والمزايا المتبادلة). وحاول عشرات الآلاف من التايوانيين المؤيدين للاستقلال بلا جدوى عرقلة الطريق السريع من تايبيه إلى مطار شيانج كاي شيك.. ثم اقتحموا صالة المغادرة الثانية بالمطار لمحاولة منع لين من الصعود إلى الطائرة.. وقذفه المحتجون بالبيض وفجروا مفرقعات نارية ورددوا شعارات مناهضة للصين ووصفوا لين بأنه خائن يعتزم بيع تايون للصين. واستمر انقطاع العلاقات بين الصينوتايوان في الفترة من 1949م حتى 1978م عندما سمحت تايبيه لسكان تايوان بزيارة الصين لمشاهدة معالمها السياحية وزيارة الأقارب والتجارة. وفي عام 1993م عندما تراجعت حدة التوترات بين الصينوتايوان عقد أول حوار بين الجانبين في سنغافورة وأعقبته سلسلة محادثات في إطار الحوار. ولكن بكين أوقفت المحادثات عام 1995م رداً على تأييد الرئيس التايواني السابق لي تينج هوي لاستقلال (الجزيرة) خلال رحلته للولايات المتحدة. وحكم الحزب القومي الصيني (كومينتانج) تايوان أو (جمهورية الصين) حتى عام 2000م عندما فاز الحزب التقدمي الديمقراطي المؤيد للاستقلال بالانتخابات الرئاسية وأصبح شين شوي بيان رئيسا لتايوان. وتتهم بكين تشن بالسعي للحصول على استقلال تايوان وتخلت عن آمالها في إجراء مفاوضات لتوحيد الصينوتايوان. وتعتبر دعوة هو جينتاو لكل من لين وجيمس سونج زعيم حزب الشعب الأول المعارض لزيارة الصين (لإعادة فتح باب التعاون بين الحزب الشيوعي الصيني والحزب القومي الصيني) بمثابة استراتيجية لعزل تشن. ومن المقرر أن يزور سونج الصين الأسبوع المقبل. وكان زعيم المعارضة في تايوان قد أكد أمس الاثنين للرئيس تشين شوي بيان بأن رحلته التاريخية للقاء المنافسين الشيوعيين في الصين لن تتطرق إلى قضايا على المستوى الحكومي. ووافق الرئيس تشن على زيارتي لين وسونج للصين ولكنه منعهما من توقيع أي وثائق رسمية.
