رئيس جامعة الملك خالد المكلف يرعى توقيع اتفاقية تعاون مع معهد الابتكار العالمي    معرض برنامج آمن يشهد في يومه الرابع حضوراً لافتاً من أهالي المنطقة الشرقية    خبراء: المساعدات تمكن أوكرانيا من تجنب الهزيمة    تقرير الأونروا يفضح مزاعم الاحتلال ويحصد الإشادات وانضمام ألمانيا    الهلال يعلن تعرض سالم الدوسري لإصابة في العضلة الخلفية    الأخضر تحت 23 عامًا يبدأ الاستعداد لمواجهة أوزباكستان في ربع نهائي كأس آسيا    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة من يوم غدٍ الخميس حتى الثلاثاء المقبل    وزير الصحة : اعتماد منظمة الصحة العالمية لتبوك كمدينة صحية ثمرة اهتمام القيادة ودعم أمير المنطقة    معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتفقد مبنى هيئة محافظة جزر فرسان ويستقبل المواطنين    يوكوهاما الياباني يواجه العين    محمد بن عبدالرحمن رئيسا فخريا لأصدقاء اللاعبين    وزارة الخارجية: المملكة ترحب بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن أداء «الأونروا»    الديوان الملكي: الملك سلمان غادر مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة بعد أن استكمل الفحوصات الروتينية    أمير حائل يرفع الشكر والامتنان للقيادة على منح متضرري «طابة» تعويضات السكن    أمير عسير يواسي أسرة آل جفشر    انطلاق أعمال المؤتمر السادس عشر للمستجدات في طب الأطفال    حفل معايدة بجمعية الفصام    تحديد مواعيد واماكن مباريات الجولات الاربع الاخيرة من دوري روشن    كاسترو يعود لقيادة تدريبات النصر    جامعة جازان تزف 9 آلاف طالب وطالبة    «الأونروا» تطلق حملة لجمع 1.21 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة والضفة    33 مليون مصل بالمسجد النبوي في رمضان    في السعودية.. 99% نمو انتشار استخدام الإنترنت.. 44 جيجا بايت استهلاك الفرد في الشهر    القبض على مصري وامرأة إندونيسية يروجان الشبو بالشرقية    مانشستر سيتي يفقد جهود هالاند أمام برايتون    سبعُ قضايا ملِحَّة على جدول أعمال الدورة ال46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي    "تقييم الحوادث" يفند مزاعم استهداف (منزل مدني) في مديرية الجراحي بمحافظة (الحديدة)    أمير الشرقية: دعم القيادة الرشيدة كان له أكبر الأثر في اكتمال مشروع توسعة وتطوير مطار الأحساء الدولي    صندوق النقد يدشن مكتبه الإقليمي بالرياض    مبادرة سعودية بريطانية لبناء شراكات تنموية    إتاحة رخص الأشياب غير الصالحة للشرب إلكترونياً    بمشاركة 65 متدرباً ومتدربة على مستوى المملكة: تدريب المعلمين والمعلمات على منهجية STEAM بتعليم عسير    جازان.. سلة فواكه السعودية    تحت رعاية وزير الداخلية.. "أمن المنشآت" تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الأمريكية في مجلس الشورى تلتقي بوفد من الكونجرس الأمريكي    الشورى يطالب بتمكين موظفي الحكومة في ريادة الأعمال    «الموارد»: 77% نسبة الصلح في الخلافات العمالية.. و4 محاور لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    أمير منطقة الرياض يستقبل أمين المنطقة    المرصد وحزب الله : إيران تقلص الوجود العسكري في سورية    «الصندوق العقاري»: لا نية لتغيير موعد الدعم السكني.. الإيداع في 24 من كل شهر ميلادي    ترشيح "واحة الإعلام" للفوز بجائزة الأمم المتحدة لمشروعات منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات "WSIS 2024"    النائب العام يُقرّ إنشاء مركز برنامج حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    فائدة جديدة لحقنة مونجارو    الدرعية تكشف تفاصيل مشروع الزلال    أمير تبوك: عهد الملك سلمان زاهر بالنهضة الشاملة    مبادرة 30x30 تجسد ريادة المملكة العالمية في تحقيق التنمية المستدامة    تفاهم لتعزيز التعاون العدلي بين السعودية وهونغ كونغ    إشادة عالمية بإدارة الحشود ( 1 2 )    دورة حياة جديدة    يوفنتوس يبلغ نهائي كأس إيطاليا بتجاوزه لاتسيو    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يبحثان التعاون والتطورات    أضغاث أحلام    طريقة عمل ديناميت شرمب    طريقة عمل مهلبية الكريمة بالمستكه وماء الورد    أتعبني فراقك يا محمد !    أمير الشرقية يرعى تخريج الدفعة 45 من طلبة جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل    سعود بن نايف يشدد على تعريف الأجيال بالمقومات التراثية للمملكة    محافظ الأحساء يكرم الفائزين بجوائز "قبس"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خداع الحرباء.. المتسلق!!
نشر في الجزيرة يوم 06 - 03 - 2005

في غمرة المشاكل التي يعيشها الإنسان في عالم متعب تحيطه الضبابية والغبش في كل شيء لتتأثر به الأجساد والنفوس المليئة بدخان داكن كدخان الجو الذي نعيشه ونستنشقه كل حين!! ليغمر بني البشر فتوأد أخلاقياته فإذا به هيكل مجرد من العواطف النبيلة الصافية!!
انتشرت فيه معالم الطمع والجشع والتملق بأنواعه والمكر والخداع!! فلم يعد في ميزانه إلا مطامعهم ومصالحهم ومنافعهم المادية والمعنوية ليصبح التلون من أبرز سماته والسيد السائد في طبائعه. علاقاته كالبنيان صدعتها الأنانية وحب الذات؛ وما ذاك الا لجهله لقيمة نفسه ولمن حوله..!!
ولجهله للغاية من وجود البشرية جمعا..
قال الشافعي:
أمتُ مطامعي فأرحت نفسي
فان النفس ما طمعت تهونُ
وأحييت القنوع وكان ميتا
ففي إحيائه عرضٌ مصونُ
إذا الطمع يحل بقلب عبدٍ
علته مهانة وعلاه هونُ
يا له من كلام رائع بروعة صاحبه!!
أبى ألا يكون كالحرباء يتملق الآخرين ويستخدم الوسائل الحقيرة للوصول إلى نجاحات زائفة..!! لا يقبل الذل ولا تهون عليه كرامته في سبيل تحقيق مآربه.
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلام
ليغفل ذلك الغافل أن الإسلام حرم على المسلم أن يهون أو أن يستذل.
والجميع يعلم أن المسلم لا تكون ذلته إلا لله فهي ذلة حق، وأن ذلة العبد لعبد مثله باطل لا محالة!! عجبا لهم..
يتلونون كالحرباء المخادعة ليصلوا إلى مطامعهم!! نراهم يبكون حطام الأرض ويتذمرون من نكبات الدنيا وتقلباتها.
يتمرغون تراب الأغنياء ويتجردون من الحرية؛ من أجل عطاء يوهب أو قرضا يستقرض أو حاجة من حوائج الدنيا يصيبونها!! ولعل مثل هؤلاء لم يطرق مسامعهم قول الرسول المربي الكريم (من جلس إلى غني فتضعضع له لدنيا تصيبه؛ ذهب ثلثا دينه ودخل النار).
وتناسوا أن البشر لو اجتمعوا بأسرهم أذل من أن يمنعوا شيئا أعطاه الله إياه، وأقل من أن يعطوا شيئا قد منعه الله..
أفلا يرد هؤلاء مصاير الأمور إلى مدبرها؟؟ ويجعلون فيه الثقة!!
قال تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
وقد قال ابن القيم:
يا من ألوذ به فيما أؤمله
ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره
ولا يهيضون عظما أنت جابره
وقد حثنا الرسول عليه السلام ألا نستكين وأن تبقى رؤوسنا عالية فقد قال: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بمقادير).
وإني لأستغني فما أبطر الغنى
وأعرض ميسوري على مبتغي قرضي
وأعسر أحيانا فتشتد عسرتي
وأدرك ميسور الغنى ومعي عرضي
وما نالها حتى تجلت وأسفرت
أخو ثقة مني بقرض ولا فرض
لا فض فوه من شاعر!!
حقا لأننا ننكر على الناس استبدالهم لمعادنهم الثمينة الكريمة التي شرفها الله بأفضل قيمة ليصبحوا أناسا مزيفين مخادعين كالحرباء يبدون الخنوع بألوانه يعفر كرامته بنعليه يأبى إلا أن ينغرس في جوف الأرض بهدف تحقيق ما يريد!! يا لها من صور بشعة!! ببشاعة صاحبها الذي أخمد جذوع الكرامة في نفسه،
لأطأطئ رأسي خجلا لا شماتة حينما أتذكر قول عنترة العبسي ذلك العبد المملوك:
لا تسقني كأس الحياة بذلة
بل اسقني بالعز كأس الحنظلِ
كأس الحياة بذله كجهنم
وجهنم بالعز أفضل منزلِ
كما أتذكر قول الشافعي:
همتي همة الملوك ونفسي
نفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا ما قنعت بالقول عمري
فلماذا أزور زيدا وعمرا
وهناك من صنف المواطن الثمانية التي تظهر الذلة ذكر منها جلوس الرجل على مائدة لم يدع إليها وذكر أيضا مضي المرء إلى حديث اثنين لم يدخلاه بينهما
وجلوس المرء فوق مرتبة غيره.
لا خير في ود امرئ متلونِ
إذا الريح مالت مال حيث تميل!!
وأخيراً: لنا مع التاريخ وقفة في رصد التملق والنفاق حينما ذكر لنا ما جرى في عهد معاوية حينما نصب ابنه يزيداً لولاية العهد وقد أقعده في قبة حمراء وجعل الناس يسلمون عليه ثم يسلمون على يزيد، حتى جاء رجل ففعل ذلك ثم رجع إلى معاوية فقال له: يا أمير المؤمنين أعلم أنك لو لم تول هذا أمور المسلمين لأضعتها.
فقال معاوية للأحنف ورآه ساكتا. مالك لا تقول يا أبا بحر؟؟
فقال الأحنف: أخاف الله إن كذبت وأخافك إن صدقت.
فقال معاوية جزاك الله خيرا عما تقول. فلما خرج الأحنف لقيه ذلك الرجل المنافق بالباب وقال له: يا أبا بحر إني لأعلم أن هذا من شرار خلق الله تعالى ولكن في أيديهم خزائن الأموال فلسنا نطمع في إخراجها إلا بما سمعت.
فقال الأحنف: يا هذا أمسك عليك دينك فإن ذا الوجهين خليق ألا يكون عند الله وجيها وإذا وليت الأمور لغير أربابها ضاعت..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.