استطاعت الجمعية الخيرية لرعية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) خلال الخمس سنوات الأولى من إنشائها أن تحقق إنجازات متميزة في مجال رعاية الأيتام بمنطقة الرياض، وهي جمعية خيرية اجتماعية تعني برعاية الأيتام ومن في حكمهم من ذوي الظروف الخاصة من السعوديين، وبات عدد من ترعاهم ما يزيد على 700.11 أحد عشر ألف وسبعمائة يتيم ويتيمة يمثلون أكثر من 2400 أسرة تقدم لهم مختلف أنواع الرعاية في منظومة متكاملة من الخدمات. وفي هذا اللقاء نسلط الضوء على ما تقوم به من برامج وخدمات لهذه الفئة مع مديرها العام الأستاذ صالح بن عبدالله اليوسف. * كيف جاءت نشأة الجمعية؟ جاءت نشأة الجمعية انطلاقاً من إحساس الأهالي وأبناء المجتمع في مدينة الرياض بأهمية رعاية الأيتام فقد قام بعض المعنيين ورجال الأعمال بالرفع إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بطلب إنشاء جمعية متخصصة برعاية الأيتام، وقد وافق حفظه الله على هذه الفكرة وأيدها وصدرت الموافقة برقم 427/8 وتاريخ 22/6/1419ه برئاسة الأمير سلمان بن عبدالعزيز 2- وما أهم البرامج التي تقدم لليتيم وأسرته؟ يعد برنامج كفالة اليتيم البرنامج المحوري للجمعية ويعنى بشؤون اليتامى ويهدف لتوفير مختلف أوجه الرعاية الاجتماعية والنفسية والمادية والصحية والتعليمية لليتيم داخل أسرته الطبيعية. والعمل على تربيتة تربية إسلامية وتحقيق الإشباع النفسي والجسمي. كما يهدف البرنامج لتأمين الأدوات المدرسية والمكتبية وتأمين السكن والإيجار حسب احتياج كل أسرة. ويعتمد البرنامج الزيارات التتبعية وكتابة التقارير الدورية عن حالة يتيم مقيم مع أسرته الطبيعية. ويمكن لمن رغب كفالة يتيم واحدأو أكثر دفع مبلغ 2400 ريال سنوياًً مرة واحدة أو (200) ريال شهرياً للجمعية أو بأحد حساباتها البنكية وإرسال إشعار الإيداع للجمعية موضحاً به عنوان الكا فل. وتكون الكفالة داخل أسرته الطبيعية ويحق بعدها للكافل متابعة أحوال ذلك اليتيم بالاطلاع على تقارير إذا رغب في ذلك. كما يترك للكافل حرية اختيار اليتيم من ألبوم خاص لهذا البرنامج ومدة الكفالة سنة واحدة مع إمكانية التجديد إذا رغب الكافل في ذلك ويتم إشعاره قبل نهاية الكفالة بشهر على الأقل. وتمثل البحوث الاجتماعية والدراسات الميدانية ركيزة أساسية وأمراً مفيداً في تلمس احتياجات الأيتام وأسرهم وقد بلغ عدد الدراسات الميدانية خلال العام المنصرم أكثر من 1400 زيارة ميدانية لأسر الأيتام تمت من خلالها كتابة البحوث اللازمة وتلمس احتياجاتهم وتقييم الخدمات التي قدمت لهم. وقد تم تجهيز قاعدة البيا نات عن كل يتيم ومعلومات عن الأسرة والتقارير والبحوث الاجتماعية وجميع احتياجاتهم والخدمات التي قدمت لهم والتي يحتاجونها وجارٍ تقديمها لهم كما تم ربط هذه البيا نات ببرنامج الكفالة بحيث يستطيع الكا فل معرفة المعلومات عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية والصحية عن اليتيم إضافة إلى تسجيل بيا نات الكافل نفسه في قاعدة البيانات. وتشمل المساعدات الرئيسية لأسرة اليتيم في: 1- صرف المساعدات الشهرية للأسر التي ترعاها الجمعية من مواد غذائية وكسوة. 2- دفع إيجار السكن لبعض الأسر التي يثبت احتياجها لذلك. 3- المساهمة في تأمين الأثاث والأجهزة الكهربائية. 4- تسديد فواتير الخدمات حسب الاحتياج. 5- تأمين عدد من المنازل بالتنسيق مع فاعلي الخير وذلك لعدد من الأسر ويتم تقديم أغلب الخدمات العينية والمالية عبر نظام البطاقة. كما أن الجمعية تساهم في تأهيله من خلال برنامج التدريب والتأهيل حتى يستطيعوا مواجهة الحياة وتتصل الجمعية بجميع الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة لإعطاء الأيتام (من الجنسين) الأولوية في المنح الدراسية والتوظيف. وتقوم الجمعية بدور الرعاية الصحية لأبنائها الأيتام من خلال التنسيق والاتصال بالمستشفيات والمراكز الطبية الحكومية والأهلية لتسهيل علاج الأيتام ولم تجد الجمعية - بفضل من الله - صعوبة من القائمين على تلك المراكز في تقديم كافة التسهيلات، وتدرس الجمعية تقديم التأمين الطبي لجميع الأيتام المشمولين برعايتها، كما أن الجمعية تقوم بمتابعة الأسر من خلال الزيارات الميدانية التي يقوم بها قسم البحث الاجتماعي المكون من الأخصائيين والأخصائيات بين فترات متصلة للأسر، وبلغ مجموع الزيا رات المنفذة منذ بداية العام الجاري أكثر من 560 زيارة تتم خلالها كتابة البحوث اللازمة للأيتام وتلمس احتياجاتهم وتقييم الخدمات التي تقدمها الجمعية لهم، كما تم تجهيز قاعدة بيانات للأسر التي ترعاهم الجمعية عن طريق الحاسب الآلي لتسهيل الرجوع إلى المعلومات المطلوبة عند الحاجة. 3- ذكر تم أن توزيع المساعدات للأسر عبر بطاقتي العثيم والراجحي هل يمكن أن توضحوا ذلك أكثر؟ نظام البطاقات الإلكترونية (العثيم والراجحي) تشبه بطاقة الصراف الآلي البنكية غير أنها مبرمجة فقط للعمل بين إدارة الجمعية وشركتي العثيم والراجحي وهي تأتي انطلاقاً من الرغبة في تقديم خدمات تليق بالمستفيدين من مساعدات الجمعية وتحافظ على كرامتهم والجمعية في بدايتها كانت تعتمد على الكو بونات لتأمين كافة مستلزمات الأسر حيث يأخذ المستفيد (أم الأيتام أو وكيلهم) الكوبونات ويذهب بنفسه للمراكز المتفق معها في ذلك من د ون فرض صنف معين. وبعد دراسات لتطوير هذه الخدمة وبعد التعرف على آراء واحتياجات الأسر تم التفكير في اطلاق بطاقات إلكترونية كبديل للكوبونات للمواد الغذائية والنقدية في المرحلة الحالية على أن تتبعها ذات الطريقة في موضوع الملابس والعمل جارٍ في تنفيذ ذلك بعد استيفاء كافة الخطوات المعلقة بذلك. وقد تم صرف البطا قات لكافة أسر الأيتام الذين ترعاهم الجمعية والبالغ عددهم (2400) أسرة يزيد عدد أفرادها عن (11.700) ألف يتيم ويتيمة من السعوديين وهي تعد خطوة مميزة للجمعية للتعاملات المالية وتسهم في عدم حضور المستفيدين للمساعدة للجمعية وتتيح لهم شراء ما يريد ون وفي ذلك حفظ لكرامة أسرة اليتيم ولا تعرضهم للحرج والوقوف في طوابير طويلة كما كان متبعاً في موضوع توزيع الكوبونات السابقة، والبطاقة ممغنطة إلكترونية وهي تغذى بشكل شهري من قبل الجمعية؟ هل نستطيع القول بأنها جمعية إلكترونية؟ نحن في (إنسان) عاقد ون العزم (إن شاء الله) لتكون الجمعية الرائدة في مجال استخدام التقنية في كا فة خدماتها وتعاملاتها مع المستفيدين والمتبرعين وجمهور الجمعية بشكل عام حيث إن الجمعية بصدد ربط كافة الفروع والأقسام بشبكة معلومات مترابطة ومتكاملة تسهل هذه المهمة وتطور مجال تقديم الخدمات والبرامج. * أستاذ صالح وأنا اتصفح التقرير السنوي الثالث للجمعية لفت انتباهي موضوع قد لا أخفيك أنني سررت بأن الجمعية تقوم على تنفيذه وهو ما يتعلق بتنمية واكتشاف وصقل مواهب الأيتام؟ تبذل الجمعية في ذلك الكثير من الجهود التي تجعل الأيتام يحرصون على التحصيل العلمي والعملي، وهذا بالتالي أوجد أطفالاً موهوبين في شتى المجالات، وتقوم الجمعية بتشجيعهم وإبراز مواهبهم مثل المسابقات المختلفة كقراءة القرآن والفنون، والرسم، وفن الإلقاء، وغيرها من المواهب المختلفة الأخرى التي تحرص الجمعية على رعايتها ورصد جوائز قيمة من أجل الحفاظ على هذه الموهبة وتشجيعها. وتقوم الجمعية بتنظيم برامج تأهيلية متخصصة تتناسب وجميع الفئات من ذوي العلاقة، وتبذل في ذلك جهوداً للتنسيق وفق أطر ومناهج عملية تكفل وتضمن تقديم التوجيه والإرشاد وبرامج تأهيلية وتدريبية على أسس علمية متقدمة لأبناء الأسر وبناتهن وكذلك الأمهات. كما أن أحد الأهداف الأساسية هو تقديم العون والمساعدة والبرامج التوعوية للأيتام وغرس الثقة فيهم وتوسيع مداركهم لاستيعاب أشمل لمتطلبات العصر.