تباً لك أيها الظلم

ما بالك أطلْتَ المكوث، وأصبحت كتوأم للروح، أعقدت العهد على ألا تتركني أم أعجبك الهجوع بقربي؟
اسمع لقد مللتك مللت تكبرك.. سئمت نزف الدموع عفواً!! أقصد الدماء من أجلك.. أنت وحش أخذ يتخبط فوق أرضي.. يلتهم أبنائي واحداً تلو الآخر.. يدوس بقدميه كل ما أمامه بل أنت نار تلتهب في كل مكان تأكل الأخضر واليابس ولا تخلف إلا رماداً.. أنت داء عضال أعيى الأطباء فلم يجدوا له دواء..
داء أخذ يسري في جسدي يعذبني ويمزق أوصالي دونما رحمة.. أيها الظلم.. لقد كتمت على أنفاسي.. أطفأت شموع الفرح من حياتي.. يا إلهي.. كم اشتقت لسماع ضحكات أبنائي التي لم يبقَ منها سوى صدًى يتردد بين جدران منازلهم المهدمة.. حتى الابتسامة أصبحت تخجل من الظهور على شفاههم.. بل إن الدموع حفرت أخاديد على خدودهم.. أشعر أن الوقت قد حان لنحسم الأمر بيننا.. وننهي هذه المأساة.
فلترفع إشارة القتال فإما أن أهزمك وأقطعك أشلاء بسيفي.. وأمزق حبالك الملتفة حول عنقي بأسناني.. وإما لا.. لن أقولها، لن تهزمني ما دام الله معي والقرآن أنيس وحدتي.. إذاً خذ مني هذه النصيحة.. شد رحالك وأرحل بعيداً عني لأنك مهزوم بإذن الله.. ارحل.