ورحل (أبي) الشيخ فهد العبدالله العويضة

كم تتعطل لغة الكلام ويجهش الإنسان بالبكاء وتجتاحه مشاعر الحزن عند فقد حبيب، ولكن لا نتجاوز قول الله تعالى: {انا لله وانا اليه راجعون} وقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إن القلب ليحزن وان العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا». وهكذا كل امرئ تنتابه مشاعر الحزن عند فقد عزيز لا يجد بداً من أن يبكي ويطيل البكاء، وإن مما يخفف مصابي ومصاب اخوتي معرفتنا بهذا الشيخ ومآثره والذي كان دائماً متعلقاً بالله بأقواله وأفعاله في جميع وجوه الخير من بر لوالديه، وصلة لأرحامه وحبه للمساكين وتلمس حاجاتهم، ومن طيب للمعشر وحسن خلق. فلقد عرفته منذ نعومة أظفاري بهذه الأخلاق الكريمة إلى أن استقبله رحم الأرض وبشهادة القريب والبعيد ونحن شهداء الله في أرضه. فرحمك الله رحمة واسعة وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة ويجمعنا وإياك وأمهاتنا وآباءنا ومن نحب في مستقر رحمته انه جواد كريم، ألا إن من النعمة والخير للإنسان أن يدرك أبويه أو أحدهما فيدخلاه الجنة، وما أتعس بل ما أرغم أنف من أدركهما أو أدرك أحدهما فلم يدخلاه الجنة. فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور.