حذر مسؤول من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا من ان الفجوة التكنولوجية التي تعاني منها الدول العربية والتي تزداد اتساعا مع الغرب تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي. وقال اللواء زكريا حسين مستشار رئيس الأكاديمية التابعة لجامعة الدول العربية ومركزها القاهرة إنه بدخول التكنولوجيا المتطورة في مجال الانتاج الحربي والمدني أصبح امتلاك التكنولوجيا العسكرية التي أصبحت تغطي كافة أنواع الأسلحة والقطاعات العسكرية الأخرى والتكنولوجيا المدنية الأخرى من الأهداف الاستراتيجية للدول. وقال في محاضرة القاها في مركز زايد للتنسيق والمتابعة الذي يعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية مؤخرا ان التخلف العلمي والتكنولوجي وعدم تماسك القاعدة العلمية الذي تعاني منه الدول العربية يشكل تهديدا خطيرا للامن القومي العربي. وأضاف نظرا للتأثير المتبادل بين ما تفرزه التكنولوجيا من إمكانات وبين ما يقره الفكر العسكري والمدني المعاصر فانه يتوجب على الدول العربية تبني الاتجاهات اللازمة للحاق بركب الحضارة والتقدم لرفع كفاءتها في كافة المجالات بما في ذلك العسكرية والمدنية. وقال حسين: إن هجرة العقول المبدعة العربية تشكل نزيفا حادا للقاعدة العلمية والتكنولوجية وتؤثر سلبيا على الأمن القومي العربي. وأضاف لقد أصبح بناء القاعدة العلمية والتكنولوجية محورا أساسيا من محاور النمو الاقتصادي حيث لم تعد تقاس القدرات بأنها نتيجة أعمال فردية عبقرية أو وليدة الصدفة بل صارت جزءا منظما من أجزاء العملية الانتاجية ومرحلة مندمجة من مراحل الانتاج ومن هنا تأتي المشكلة الاساسية من حيث كيفية استغلال الإمكانات البشرية المتوفرة لدعم الأمن القومي والتغلب على مشاكل التبعية والاذعان. وتحدث حسين عن دور التكنولوجيا الالكترونية في الأنشطة المدنية وخاصة في مجال الحروب التجارية المعاصرة حيث اشار إلى أن التقدم العلمي والتكنولوجي أسفر عن فجوة كبيرة بين الدول التي اهتمت بتنظيم قدراتها العلمية وجعله مكونا أساسيا لامنها القومي وبين الدول النامية المتطلعة لتحقيق أمنها بحسب ماتملك من مكونات متاحة. وتطرق المسؤول الى ثورة المعلومات والحرب التجارية مشيرا الى أنه في ظل ثورة المعلومات أصبح للاستعمار معنى جديد بعيدا عن معناه التقليدي الذي يرتبط بالجندي والبندقية والمدفع والمستعمرات على أراضي الغير. وقال تحولت دعامات الاستعمار الى هتك أسرار الدول الاخرى ومعرفة البيانات والموارد والاحصاءات والتفاصيل الخاصة بتلك الاسرار سواء تعلق الامر بضعف أو قوة اقتصاد الدول أو ما يتوفر لديها من طاقة أو ما يتعلق بالقوى العاملة فيها واعدادها وتراثها وعاداتها والطاقات البشرية والمادية في شعوبها والتناقضات الاجتماعية فيها.