قرأت في عدد الجزيرة رقم 10970 وتاريخ 5/8/1423ه خبراً بعنوان «من هول الصدمة.. خرجت من المدرسة غير مصدقة طالبة ثانوي تكتشف أنها راسبة بعد شهر من بداية العام الدراسي وعليها العودة إلى المتوسطة» وبهذا العنوان المثير والخبر المحزن يصبح القارئ في دهشة وقد لا يحتاج إلى قراءة الخبر كاملاً. وقد وضح العنوان مصير هذه الطالبة وهي ضحية لأخطاء غيرها يصاب القارئ بالدهشة والخوف معاً. دهشة لهذا الخطأ الذي لم يكتشف حتى مضى شهر من الدراسة وكيف تم اكتشافه في هذا الوقت وخوفاً على مصير أبنائهم وبناتهم من مثل هذه الأخطاء والمواقف التي لا حول لهم ولا قوة فيها ويكون الطالبة والطالب هم في نهاية الأمر الضحايا لهذه الأخطاء. عندما خرجت الطالبة مسرعة من الثانوية وهي في هذا السن من هول الصدمة فأين ذهبت؟! ومن المسؤول عن هذا الموقف فيما لو حصل لها مكروه لا قدر الله «صغر سن وصدمة نفسية وهروب في الشارع لفتاة»، فماذا يتوقع الإنسان لها؟ كان من المفترض أن تكون في ذلك الوقت داخل المدرسة وأهلها يعتقدون ذلك لا أن تهرول في الشوارع في حالة هستيرية؟ والسؤال هنا.. كيف تعاد طالبة الثانوي إلى المتوسط دون ذنب ارتكبته ولكنها أخطاء الغير؟ في هذه الحالة وبهذا الخطأ قد يحصل لها مرض نفسي أو مرض عضوي كالسكر والضغط أو غير ذلك من الأمراض النفسية والجسمية في مثل هذه المواقف. ومع هذه الأضرار التي سوف تحصل لهذه الطالبة في تنفيذ القرار فعلاً بالإعادة إلا أن العقاب لمن تسبب في هذه القضية لن يكون صارماً بقدر الأضرار التي حصلت من هذا الخطأ. ففي الغالب لا يتجاوز سوى حسم أيام قليلة أو ورقة في الملف «لفت نظر» يتم إزالتها بعد سنة أو سنتين وكأن شيئاً لم يكن. وكما يقول المثل «من أمن العقوبة أساء الأدب». ففي معظم المدارس الثانوية والمتوسطة وعندما يحاول المعلم النقل إلى المرحلة الابتدائية فإنه يقابل بالرفض ويحاول بشتى الوسائل ولكن عند حدوث خطأ منه أو سلوك يجب محاسبته عليه فإن العقاب يكون بتوجيهه إلى إحدى المدارس الابتدائية كعقاب له وهذا ما كان يتمناه أصلاً، عندها يصبح العقاب مكافأة للمخطئ. ففي مثل حالات الأخطاء التي يتضرر منها آخرون سواء كان في مجال التعليم أو الصحة من الأطباء فإن العقاب يجب أن يكون صارماً قوياً يتناسب مع حجم الأضرار التي حصلت من المخطئ وذلك بعد التحقيق الشامل لمعرفة المتسبب الرئيسي في هذا الخطأ وكذلك مدى حصول التهاون أو الإهمال من المخطئ ويكون هناك ضوابط رادعة لعدم تكرار الأخطاء سواء منهم أو من الآخرين بأخذ الحيطة والحذر في إتقان العمل على أكمل وجه، والله من وراء القصد. محمد عبدالله الحميضي /مكتب شقراء