نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني رعى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض أمس حفل افتتاح المؤتمر الوطني التاسع للشباب والانفتاح العالمي الذي تنظمه الندوة العالمية لشباب العالم الاسلامي وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتيننتال بالرياض. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ ومعالي الامين العام للندوة الدكتور صالح الوهيبي واعضاء مجلس الامانة في الندوة. وقد بدأ الحفل الذي اقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. بعد ذلك القى امين عام الندوة الدكتور صالح الوهيبي كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض والحضور وقال: قبل واحد وثلاثين عاما أصدر الملك فيصل «رحمه الله» رحمة واسعة أمره الكريم باشهار هذه المنظمة العالمية بعد مؤتمر دولي عقد في الرياض عام 1392 ه واوصى المجتمعون فيه بانشاء منظمة تعنى بالشباب والشابات وقضاياهم وتربيتهم فكانت تلك هي بداية الندوة العالمية للشباب الاسلامي. وبيّن الدكتور الوهيبي أن العاملين في الندوة والمتعاونين معها والمتطوعين في برامجها يسعون الى مد النشاطات المتنوعة في خدمة الشباب المسلم مركزين على نشر عقيدة الاسلام الصحيحة وتربية أبناء المسلمين على هدي الكتاب والسنة موضحا ان العمل في الندوة يشمل اكثر من خمسمائة منظمة وجمعية وهيئة تعنى بالشباب والطلاب وشؤون الجاليات المسلمة في قارات العالم. وقال: نذكر في هذا الموقف بالوفاء جهود صحب لنا مضوا بعد سنوات قضوها مع الدعوة من خلال الندوة أخص بالذكر منهم الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله - الذي أيَّد فكرة قيام الندوة ودعمها والشيخ حسن بن عبدالله ال الشيخ -رحمه الله- الذي رعى غرس الندوة حتى استوت على سوقها. ولفت الدكتور الوهيبي النظر الى دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- للعمل الخيري الاهلي عامة وفي دعم الندوة على وجه الخصوص حيث اتسع نطاقها وتنوعت مناشطها وتعددت جمعياتها. واستعرض الوهيبي الدور الذي تضطلع به المملكة كونها قبلة المسلمين وحامية الشريعة وملاذ المسلمين في خدمة ابناء المسلمين في انحاء العالم مسديا شكره لولاة الامر لتمسكهم بواجبهم تجاه اخوانهم المسلمين وانفاقهم السخي في سبيل نشر الاسلام. وأبان ان هذا المؤتمر سيناقش موضوع «الشباب والانفتاح العالمي» باعتباره من الموضوعات الهامة داعيا المؤتمرين الى وضع أطر عامة تعين على الاستفادة من ظروف الانفتاح العالمي بدلا من الوقوف منها موقفا سلبيا عاجزا. وفي نهاية كلمته قدم شكره الى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وسمو الامير سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله- على اسهامهم في دعم هذا المؤتمر كما توجه بالشكر الى كل من اسهم في عقده من القطاع الخاص. عقب ذلك القيت كلمة الضيوف القاها نيابة عنهم معالى وزير الارشاد والاوقاف السودانى الدكتور عصام احمد البشير أشار فيها الى أن هذا المؤتمر يعقد في ظروف دولية بالغة التعقيد واحداث استهدفت الاسلام لتشويه عقيدتة وشريعته السمحة وقيمه السامية في ظل اختلالات في المعايير وأن اجتماعنا اليوم في بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي ورائد الدعوة الى الله هو من أجل توجيه رسالة للشباب المسلم حاضر الامة. واضاف الدكتور البشير أن الممشاركين في المؤتمر اليوم يسعون الى ايجاد الحلول الشرعية وفق منهج وسط معتدل دون افراط اوتفريط لمواجهة التحديات في ظل الانتفتاح العالمي معتبرا هذا المؤتمر رسالة واضحة للعالم عن وجه الاسلام الناصع في رعاية أبنائه بالحكمة والحوار والحجة والبرهان. وألمح الدكتور البشير الى أن هذا الملتقى هو تجسيد للرعاية المباركة التي يوليها هذا البلد الطيب للدعوة الاسلامية والدفاع عن شرعها ومنهجهاوهو تواصل كريم للشعب السعودي المعطاء مع أبناء المسلمين في العالم أجمع.. متمنيا التوفيق للقائمين على الندوة العالمية للشباب الاسلامي. وقدم في ختام كلمته شكره باسم الوفود المشاركة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين حفظهم الله على المشاركة في هذا المؤتمر وعلى كرم الضيافة سائلا الله ان يجزل للجميع المثوبة والاجر. بعد ذلك القى معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد رئيس الندوة الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ كلمة رفع خلالها الشكر باسمه وباسم أعضاء مجلس امناء الندوة العالمية للشباب الإسلامي لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني رئيس المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية -حفظهم الله- على كل عمل في صالح الاسلام والمسلمين وما قدم من رعاية واهتمام ودعم للندوة والتسهيلات المقدمة للمؤتمر. ورحب معاليه بضيوف المؤتمر على حضورهم ومشاركتهم في جلساته وحواراته مؤكدا أن هذا المؤتمر لمناقشة ما يحتاجه الشباب اليوم من رعاية وتخطيط لما يجب ان يكونوا عليه بعيدين عن طرفي الافراط والتفريط في ظل هذا الانفتاح العالمي. وقال معاليه: يأتي انعقاد هذا المؤتمر الشباب والانفتاح العالمي في ظل تحديات كبيرة وتحديات عظيمة تواجه الدعوة الاسلامية والجمعيات والمؤسسات الاسلامية في جميع انحاء الارض ويعظم هذا المؤتمر بمعرفة وقت انعقاده وبمعرفة الرموز التي تشارك في هذا المؤتمر من جميع بلاد الاسلام. واضاف معاليه اننا نتطلع جميعا من جميع المشاركين في هذا المؤتمر الى توصيات جادة تنفع في نضج المسيرة التي يقوم بها الدعاة والمؤسسات والجمعيات الاسلامية.. وتتطلب المصلحة العليا للاسلام والمسلمين من الجميع وعيا كاملا لمتطلبات هذه المرحلة وعيا دينيا مبنيا على الكتاب والسنة ووعيا كاملا ودقيقا بالظروف المعاصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى يخرج الدعاة بما يحقق للاسلام والمسلمين النفع. ودعا معاليه الى ضرورة تأصيل المنهج المتوسط المعتدل الذي يهدف الى ان يكون الشباب في كل مكان عضوا عاملا ينفع الاسلام والمسلمين ولا ينتج منه في عمله مايضر بالدعوة الاسلامية او بمصالح الاسلام والمسلمين العلمية او الاقتصادية او السياسية و الى فقه عميق في مهمات المواثيق والعلاقات الدولية وان يعي المسلمون بعلمائهم ودعاتهم ان الاسلام خلق للبقاء الى ان يرث الله الارض ومن عليها. وتطلع معالي الشيخ صالح ال الشيخ الى اصلاح الشباب وان تقوى في نفوسهم العقيدة الاسلامية السمحة حتى يبتعدوا عن جميع المفاسد التي يعيشها اهل هذا الزمن وايضا الى ترتيب الاولويات في الدعوة الاسلامية لان الاسلام جاء بترتيب الاولويات وفقا لمقاصد الشرع الحنيف والتجديد في الخطاب الإسلامي في جميع انحاء العالم وفهم العقليات الاخرى ومعالجة مشكلاتنا معالجة صحيحة بعيدا عن المصالح داعيا الجميع الى التعاون المثمر وتوحيد الصفوف ونبذ الخلاف لنصرة الاسلام والمسلمين. وقال معاليه: ان المملكة منذ تأسيسها على يد المغفور له باذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- أخذت بالكتاب والسنة عقيدة وشريعة بعيدا عن التعصب لأي مذهب او التحيز الى فئة بل تحيزت الى فئة المسلمين ونصرتهم في كل مكان سائلا معاليه الله سبحانه وتعالى ان يجزل لقياداتنا الاجر والثواب. ثم القيت بعد ذلك كلمة سمو ولي العهد القاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز فيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين.. والصلاة والسلام على من ارسله الله رحمة للعالمين.. نبينا محمد وعلى اله واصحابة اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارحب بكم على ارض بلادنا المباركة في هذا اللقاء الطيب الذي تشاركون فيه لتدرسوا وتتشاوروا في السبل المناسبة النافعة لخدمة الاسلام والمسلمين وان المملكة العربية السعودية تسعى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- ومن سبقه من قادتنا رحمهم الله لخدمة المسلمين وتهتم بامورهم وتساعدهم وتدافع عنهم وترشدهم الى الخير والى كل ماينفعهم في دينهم ودنياهم وتسعى الى ان يجتنبوا كل مايضرهم ولاينفعهم. وقد قدمت المملكة العربية السعودية في سبيل ذلك الشيء الكثير وتعرضت لمختلف انواع الاذى ولكنها والحمد لله تعي دورها وتسير بخطى ثابتةعلى هذا النهج وتعمل بالاسلام قولا وعملا واعتقادا وتدعو اليه بالحكمة والموعظة الحسنة. وان احق من يتمسك بالاسلام وشريعته السمحة وادابه الكريمة الدعاة الى الله فعليهم ان يجعلوا من انفسهم قدوة لغيرهم في الخلق الحسن.. وحسن التعامل والصدق والوفاء والامانة والعمل النافع والحكمة والرفق والتأني والابتعاد عن الاذى وتجنب كل مايضر بالدعوة. ان واقع المسلمين اليوم ومايتعرض له الاسلام من هجوم شرس من اعدائه يتطلب منا جميعا عملا صالحا نافعا وتمسكا بشريعته السمحة وادابه الفاضلة والالتفات الى مصالحنا في الدنيا والاخرة ومراعاة جلب المصالح ودرء المفاسد. اننا في المملكة العربية السعودية قادة وعلماء ومسؤولين وشعبا نؤكد اهمية العمل بهذه المبادىء وان يتصف كل مسلم بتلك الصفات ليدفع الله تعالى عنه وعن المسلمين كل شر وكيد وإننا حينما نذكر لكم ذلك لنؤكد اهتمامنا بالشباب الإسلامي وبتوجيههم التوجيه الحسن الذي يتفق مع احكام دينهم الحنيف وانى لأرجو ان يحقق هذا المؤتمر الطرق الكفيلة لحماية الشباب من اضرار التهتك والانحلال في العقيدة والاخلاق وحمايته من اضرارالغلو والانحراف ووضع الحلول المناسبة لمشاكلهم وكل مايساعدهم على فهم مقاصد الشرع الحنيف. وانتهز هذه الفرصة لاكرر الترحيب بكم وأؤكد دعم المملكة قادة وشعبا لكل عمل خير بناء واشكر معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد ال الشيخ وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد رئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي على جهوده.. كما اشكر الامانة العامة للندوة والقائمين عليها على عقد هذا اللقاء مرحبا بجميع الضيوف في المملكة العربية السعودية. وارجو للجميع العون والتوفيق..والحمدلله رب العالمين. وفي نهاية الحفل قدم معالي وزير الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة الارشاد هدية تذكارية لسمو ولي العهد تسلمها نيابة عن سموه -حفظه الله- صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز. وحضر الحفل مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال لشيخ واصحاب السمو الامراء والفضيلة العلماء واصحاب المعالي الوزراء وعدد من المسئولين من مدنيين وعسكريين.