بلادنا تزخر بالمواقع التاريخية والتراثية.. ووزارة السياحة توليها كل الاهتمام

العلا سن الفيل

تعمل وزارة السياحة على تنمية الموارد المالية لقطاع الآثار من خلال تقديم مجموعة من الخدمات، وتهدف الوزارة إلى تحقيق رؤية المملكة في كافة ميادينها وأعمالها من خلال المواءمة الإستراتيجية بما يحقق مؤشرات الأداء والتكامل بين مبادرات ومشاريع الوزارة مع برامج تحقيق الرؤية المختلفة بالتعاون والتنسيق مع الشركاء ومراكز الدعم والجهات التنفيذية الأخرى، كما تعنى بالقطاع السياحي في المملكة وذلك بتنظيمه وتنميته والترويج له وتعزيز دوره، وتذليل العوائق التي تحول دون نموه بما يتوافق مع مكانة المملكة وقيمتها، كما تعنى الوزارة بالعمل على الاهتمام بالسياحة ومشاركة القطاع الخاص وتشجيعه ليكون له دور رئيسي في إنشاء وتأسيس المنشآت السياحية والاستثمارية.
جهود سياحية: عملت وزارة السياحة عدداً كبيراً من الإصلاحات الشاملة في عدة قطاعات، حيث فتحت أبوابها للسياحة الخارجية ورحبت بالزائرين من 49 دولة من خلال توفير التأشيرات الإلكترونية، كما تبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على التراث المادي وغير المادي حيث تضم أراضي المملكة مئات المواقع الثقافية والتراثية ومن بينها 5 مواقع أدرجت ضمن قائمة منظمة اليونسكو الأممية التي تعد المملكة عضواً في مؤسساتها وعضواً في مجلسها التنفيذي.
معالم سياحية
مدائن صالح: أول موقع سعودي أدرج بالقائمة عام 1429ه/ 2008م وتقع في محافظة العلا وتضم 153 واجهة صخرية منحوتة، كما تضم عدداً من الآثار الإسلامية متمثلة في القلاع وبقايا سكة حديد الحجاز، كما تضم العلا الأماكن التاريخية والسياحية والتي من أبرزها متحف سكة الحديد والدواوين، وقصر الفريد، ومملكة دادان وحقول الشلال، ونخيل برزان والطنطورة، ومنتزه حرة عويرض، وكهف الذيب، وجبل الفيل.
حي الطريف بالدرعية: يعتبر حي الطريف التاريخي الذي تم تسجيله عام 1431ه الموافق 2010م من أهم معالم الدرعية الأثرية، لاحتضانه أهم المباني الأثرية والقصور والمعالم التاريخية، حيث يضم معظم المباني الإدارية في عهد الدولة السعودية الأولى، كقصر سلوى وكذلك جامع الإمام محمد بن سعود، وقصر سعد بن سعود، وقصر ناصر بن سعود، وقصر الضيافة التقليدي الذي يحتوي على حمام طريف، ويحيط بحي الطريف سور كبير وأبراج كانت تستخدم لأغراض المراقبة والدفاع عن المدينة.
وأولت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني اهتماماً بالدرعية التاريخية، بهدف إعمارها وتحويلها إلى مركز ثقافي وجعلها معلماً سياحياً على المستوى الوطني، ووضعها في مصاف المدن التراثية العالمية، وقد أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- اهتماماً كبيراً بتطوير الدرعية، حيث رعى حفل افتتاح مشروع تطوير الحي بحضور قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ويتضمن المشروع إنشاء خمسة متاحف في عدد من القصور التاريخية بالحي، متحف الدرعية، ‌متحف الحياة الاجتماعية، المتحف الحربي، متحف الخيل العربية، ومتحف التجارة والمال، إلى جانب مركز العمارة وطرق البناء التراثية، في الوقت الذي يتم توظيف الأطلال الخارجية للقصر ويشمل الحي على سوق الطريف، الذي يتكون من 38 محلاً مخصصة للمنتجات الحرفية والمطاعم التقليدية وتخصيص قصر إبراهيم بن سعود كمركز لتوثيق تاريخ الدرعية يدار من قبل دارة الملك عبدالعزيز.
واحة الأحساء: الموقع الخامس الذي تم تسجيله في قائمة التراث العالمي عام 1438ه الموافق 2018م ويتحدث المرشد السياحي حمد الحقباني عن أهم المعالم التاريخية والسياحية في واحة الأحساء ومنها بيت البيعة (متحف بيت الملا)، موضحاً أنه يقع في حي الكوت بمدينة الهفوف وشهد هذا البيت قدوم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- ومبايعة أهل وأعيان الأحساء للملك عبدالعزيز على كتاب الله وسنة رسوله والسمع والطاعة، ويتكون البيت من عدة أجزاء وغرف منها غرفة الوثائق، وغرفة الملك عبدالعزيز، وغرفة البيعة والمطبخ والجصة والبئر، ومن المواقع التاريخية قصر إبراهيم الذي يعد صرحاً تاريخياً إذ استطاع الملك عبدالعزيز السيطرة على هذا القصر ويمتاز بأسلوبه الحضاري المعماري بأقواسه وقبابة، ويشير الحقباني إلى أهم المواقع والتي منها قلعة الكوت في المبرز وقصر صاهود حيث تولي وزارة السياحة اهتماماً كبيراً بترميم تلك الآثار، ويذكر المرشد السياحي الحقباني أن واحة الأحساء تضم المدرسة الأميرية وهي أول مدرسة حكومية تخرج منها الأمير خالد الفيصل والأمير سعد الفيصل وغازي القصيبي وعلي النعيمي والعديد من المثقفين والعلماء، كما تضم الواحة الأماكن السياحية كاعين أم سبعة والتي كان أهل الأحساء يقومون بعادة متوارثة قديماً حيث يستحم فيها العريس، وعين أم عطية، وجبل قارة، ومزارع الرز الحساوي والورد بالإضافة إلى سوق الحرفيين الذي يضم 80 محلاً تمارس فيه الحرف القديمة كصناعة السفن والحصر والنحت وعمل السلال وغيرها من الحرف التي يتم إحياؤها خوفاً عليها من الاندثار.
جدة التاريخية: تم تسجيل موقع جدة التاريخي 1435ه الموافق 2014م، وتشتهر جدة بمبانيها التي بنيت باستخدام الشعب المرجانية وتضم جدة البلد بوابة مكة، ومن أبرز المعالم التاريخية متحف بيت المتبولي وسوق العلوي التاريخي ومسجد الشافعي وسوق الحجاج، كما تزخر بالمعالم السياحية والتاريخية ذات الطابع المميز والجميل.
موقع الرسوم الصخرية :يعد موقع النقوش الصخرية في الشويمس جنوب شرق حائل والمسجل في قائمة التراث العالمي عام 1435ه الموافق 2015م من أهم المواقع في المملكة وأبرزها على المستوى العالمي، يعد أضخم متحف للنقوش الصخرية وتحتوي المنطقة على أكثر من 10 كهوف تضم رسوم وأشكال آدمية وحيوانية وهندسية، ومنها كهف شعفان الذي يضم جماجم وعظام تعود إلى عصور قديمة.