تحتفل المملكة العربية السعودية سنوياً بمناسبة عظيمة وهي اليوم الذي أعلن فيه القائد الفذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله توحيد وقيام المملكة العربية السعودية في 21 جمادى الأولى عام 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1923م المصادف (1) الميزان، تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله مستنداً على الدستور العظيم القرآن الكريم خير دستور يحكم به الأرض، حيث قيَّض الله سبحانه وتعالى لهذه البقعة المباركة الطيبة هذا الرجل العظيم بعد أن عاشت حقبة من الزمن في تخبط وظلام يحكمه الظلم والجهل والخوف والفقر، فبتوفيق من الله تزعَّم ذلك القائد مجموعة من الأبطال المخلصين من أبناء هذه البلاد ليعقدوا العزم على انقاذ البلاد مما هي فيه ويأخذها الى جو من الأمان الذي تسوده الالفة والمحبة والعدل والخروج من شبح الجهل والتخلف والشتات، فلقد بدأ بالدعوة الى تحكيم كتاب الله وسنة نبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وهذا شيء جُبل وتربى عليه طيلة حياته وكان يعلم علم اليقين انه لن ينقذ البلاد إلا الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وتحكيم كتابه في جميع الأمور كيف لا وهذه البلاد هي مهد الرسالة وتضم في أحضانها أقدس وأشرف بقعتين على وجه البسيطة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة مصدر الاشعاع والنور للعالم كافة وبهما البيت الحرام ومسجد نبيه صلوات الله وسلامه عليه، من هذا المنطلق عمد الى تثبيت قواعد الدولة السعودية فاهتم بالانسان وبتعليمه وتثقيفه بأمور الدين والدنيا على حد سواء وأولى المساجد وتعليم القرآن جل اهتمامه وأعلى غاياته. وبعد أن توحدت البلاد بدأ القائد الفذ في وضع الثوابت الرئيسية للدولة في جميع النواحي الاقتصادية والتجارية والعمرانية والتعليمية واهتم بتحويل مجتمع البادية الى مجتمع مستقر وأمَّن لهم ضروريات الحياة من تعليم ومسكن وغذاء وفتح المدارس في أنحاء مختلفة من البلاد، وبحنكته ودرايته الاقتصادية منح الامتيازات للتنقيب عن البترول المصدرالرئيسي لنهضة هذه البلاد. ومن حسن الطالع تولى زمام الأمور وتحمل المسؤولية من بعده أبناؤه البررة وكانوا خير خلف لخير سلف وساروا على نهجه معتمدين في حكمهم على كتاب الله وسنة نبيه مما مكنهم من الارتقاء بالبلاد الى نهضة شاملة في جميع المجالات في فترة زمنية أذهلت كل من شاهدها من الدول المتقدمة التي سبقتنا بمئات السنين. والمملكة العربية السعودية حالياً في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تشهد عصرها الذهبي حيث ينعم المواطن برغد العيش والأمن والأمان. وبهذه المناسبة نرفع أكف الضراعة الى المولى عزَّ وجل بأن يحفظ ولي أمرنا وقائد مسيرتنا مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأن يحمي بلادنا الغالية من كل مكروه. نبذة مختصرة عن أداء الدفاع المدني بالمملكة ونشأته بمحافظة الطائف قطاع الدفاع المدني هو أحد القطاعات المرتبطة بوزارة الداخلية ومناط به عدد من المهام والمسؤوليات الهادفة لتقديم خدماته المختلفة للمواطن والمقيم في زمن السلم وفي زمن الحرب على حد سواء وشهد هذا الجهاز اهتماماً كبيراً من ولاة الأمر بهذه البلاد حفظهم الله وعلى رأسهم سمو سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية حيث دعم بعدد من الآليات والتجهيزات الحديثة ذات القدرات العالية في التعامل مع الحوادث المختلفة الطبيعية والصناعية كما دعم بعدد كبير الكوادر البشرية المتخصصة في جميع التخصصات التي تتطلبها أعمال الدفاع المدني وأصبح يضم عدداً كبيراً من الضباط وصف الضباط الحاصلين على دورات تخصصية في الدول المتقدمة وعدد من الضباط الجامعيين. ونظراً لكون أي جهاز يمر بمراحل تطويره فأود هنا أن أشير لنشأة الدفاع المدني في المملكة ومن ثم نشأته في محافظة الطائف. نشأة الدفاع المدني في المملكة كانت بداية الدفاع المدني كبداية أي جهاز يتم احداثه يبدأ بامكانيات قليلة يتدرج إلى ان يصل إلى الوضع المطلوب وكانت نشأته عام 1346ه بمكةالمكرمة وكان يتبع للبلدية حيث تضمنت موازنة أمانة العاصمة لذلك العام الصادرة بقرار مجلس الشورى للعدد 32 وتاريخ 26/4/1346ه الموافقة على شراء سيارات للاطفاء واعتماد وظائف رئيس مأمور الاطفاء وخمس وظائف مأمور إطفاء. وفي عام 1367ه فصلت فرقة الاطفاء عن البلديات وضمت الى الامن العام حسب ما ورد في التقرير السنوي من أعمال مجلس الشورى لذلك العام وسميت رئاسة عموم فرق الاطفاء وفي عام 1380ه غير مسمى رئاسة عموم فرق الاطفاء إلى مسمى المديرية العامة للاطفاء استقلت بميزانيتها عن ميزانية الامن العام وارتبطت بوزارة الداخلية مباشرة وفي عام 1385ه صدر الأمر السامي الكريم رقم 6858 في 24/3/1385ه بتحويل المديرية العامة للمطافئ الى المديرية العامة للدفاع المدني وتدعيمها بالأجهزة والمعدات اللازمة لمواجهة أنواع الكوارث ومن ذلك التاريخ وجهاز الدفاع المدني يحظى بكل الاهتمام من ولاة الأمر حتى أصبح من أكبر القطاعات التي تقدم خدماتها للمواطن وأصبح يضم أسطولاً من الطائرات الحديثة الخاصة بالاطفاء والانقاذ والاسعاف والتي يعتمد عليها في الحوادث الكبيرة وفي حوادث الطرق خاصة في موسم الحج وانتشرت خدماته في كافة المدن والقرى وبعد أن تطرقنا بشكل موجز عن نشأة الدفاع المدني في المملكة العربية السعودية يسعدني ان أقدم ايجازاً عن الدفاع المدني بمحافظة الطائف. النشأة: أول نشأة الدفاع المدني بالطائف كانت عام 1372ه تقريباً بانشاء فرقة مطافئ في باب الريع مكونة من سيارة واحدة وعدد عشرين فرداً وفي عام 1370ه تم احداث فرقة للدفاع المدني في الحوية وفي عام 1395ه تم تأسيس إدارة الدفاع المدني بالطائف ومن ذلك التاريخ تطورت الإدارة تدريجياً وتوالى افتتاح المراكز داخل المدينة وخارجها حتى أصبحت تضم عدد (25) مركزاً تتقدم خدمات الاطفاء والانقاذ والاسعاف وهي تغطي مساحة كبيرة من مساحة المحافظة من ظلم حدود منطقة مكةالمكرمة مع حدود منطقة الرياض الى القريع بني مالك حدود منطقة مكةالمكرمة من منطقة الباحة ومن قيا بالحارث حدود محافظة الطائف مع محافظة تربة الى السيل الكبير والهدا حدود محافظة الطائف مع حدود مدينة مكةالمكرمة وهذه المساحة تشتمل على عدد كبير من المراكز الإدارية وعدد كبير من القرى والهجر والأودية وتتميز بتضاريس مختلفة منها الجبلية والصحراوية والأودية والتي تختلف حوادثها وفقاً لتلك التضاريس إلا أن الإدارة لديها التجهيزات والمعدات المتناسبة مع كل حدث ولله الحمد. المهام: تقوم الإدارة بعدة مهام وفقاً لما ورد في نظام الدفاع المدني ومنها على سبيل المثال القيام بأعمال السلامة والأمن الصناعي ومكافحة الحريق والقيام بأعمال الانقاذ والاسعاف والاغاثة وتحليل المخاطر. إعداد خطط الإخلاء والإيواء في حالة الطوارئ اتخاذ كافة الاجراءات الهادفة لتحقيق السلامة وتجنب الكوارث المختلفة وتحقيقاً لذلك فالإدارة من خلال شعبها وأقسامها الإدارية والميدانية التي تقوم بكافة المهام من خلال مباشرة الحوادث المختلفة ومن خلال القيام بأعمال السلامة والكشف على جميع المنشآت الهامة والمحلات المختلفة واصدار التصاريح اللازمة والتعقيب على مدى الالتزام بوسائل السلامة، كما يتم العمل فيما يتعلق بالاستعداد لمواجهة المخاطر الطبيعية أو الصناعية من خلال اعداد الخطط اللازمة لكل خطر تنسيقاً مع كافة الجهات الحكومية الواردة باللائحة التنفيذية والتي تشمل الوزارات والمصالح الحكومية ومن خلال لجنة الدفاع المدني الفرعية في المحافظة التي تضم الجهات الحكومية حيث تقدم ما لديها من امكانيات بشرية وآلية للمشاركة مع الدفاع المدني في حالات الطوارئ. كما أنه في هذا الصدد تم عقد عدد من اللجان للوقوف على المخاطر المحتملة وأُعدت التوصيات اللازمة وجميع الجهات المعنية بتدابير الدفاع المدني بالمحافظة تبدي كل التعاون وتقدم كل ما لديها من امكانيات عند الطلب وظهر ذلك جلياً في حالات هطول الأمطار الغزيرة في السنوات الماضية. وإدارة الدفاع المدني في محافظة الطائف تشارك في جميع المناسبات سواء الخاصة بالدفاع المدني أو الخاصة بالأجهزة الحكومية الأخرى من خلال المشاركة في معارض السلامة أو بالآليات والمعدات ومن أبرز مشاركتها في الوقت الحالي في حملة الدفاع المدني للسلامة الشاملة تحت شعار الوقاية هي الغاية حيث قامت الادارة بناء على توجيهات المسؤولين بالمديرية العامة للدفاع المدني وفقاً للخطة المعدة لذلك بالاحتفال بالمناسبة وبحضور عدد كبير من المسؤولين والمواطنين وإقامة معرض على مستوى جيد احتوى على عدد من النشرات والكتيبات التوعوية وشارك فيه عدد من الجهات المتعاونة وتلاه اقامة عدد من المعارض في الاسواق التجارية وفي المدن الترفيهية بالمحافظة، وضمن الفعاليات قام عدد من ضباط الإدارة المتخصصة بالقاء محاضرات في المدارس بمراحلها المختلفة والإدارات الحكومية ودور الرعاية الاجتماعية والجمعيات الخيرية من أجل التعريف بمفهوم السلامة وترسيخها في الأذهان وما زال العمل مستمراً في إلقاء المحاضرات في المدارس، ومع بداية العام الدراسي الجديد استغلت الإدارة هذه المناسبة بتوزيع عدد كبير من النشرات والكتيبات والهدايا في الميادين الرئيسية في المدينة مع بداية الدوام الدراسي.