نعيش اليوم في.. عالم قلبته الفوضى رأسا على عقب.. والزمن يمضي ووسائل التدمير الشامل.. أصبحت بحوذة الانسان ولم يعد هناك متسع لسلوك الطريق السوي.. إذ ان الوقت لم يعد يسمح بالرجوع عن ذلك.. لأن الأجيال الحاضرة.. قد انجزوا.. ما حاولت الاجيال السابقة ان تنجزه.. وحلمت به وهم في ذروة القوة.. والمجد.. والامكانات العلمية الهائلة.. لقد احرز العلم سلاحاً.. يستطيع في أي لحظة ومكان من ارجاء العالم.. ان يحقق الدمار الشامل.. وقد بلغ بأولئك العلماء قمة الجنون.. لتدمير الانسانية.. قضوا عدة سنوات يعملون بكل طاقاتهم العلمية.. والعقلية.. حتى توصلوا لكل ما هو مرعب ومخيف. فيا له من نجاح فظيع.. بالنسبة للانسانية.. التحطيم.. والسحق.. والخراب إلا ان البشرية بأنحاء العالم.. ورغم هذا الدمار.. ماذا لو يتشوقون.. لتلك الاكتشافات والاختراعات فقد اثبتت حوادث السنوات.. بطلان الزعم القائل.. بأن النزعة الانسانية والثقافية.. والتطور تتضافر.. يداً بيداً.. لتحقيق السلام الذي تنشده البشرية فالامور ليست بمثل هذه السهولة.. فالسلطات الشريرة.. لم تمت.. وقوة الظلم.. لا تزال نابضة بالشر.. فلا شك ان العالم.. قد تغير تغيراً جذرياً.. ولكن الى هاوية الدمار... فالانسان يحس بالايقاع السريع بمجرى.. الاحداث.. رغم روح تطور العلم.. والتقدم العظيم.. أولئك العلماء فشلوا حتى الآن في حل أعظم مشكلة.. تواجه البشرية.. فالسلطة الشريرة عاجزة.. أن تحكم العالم بالعدل والمساواة.. والعيش مع بعضهم.. بعض بسلام وما نراه اليوم.. يؤكد لنا ذلك.. فعلماء النفس.. وعلماء الاجتماع يؤكدون أن الانسان.. لن يستطيع ان يتحمل.. مثل هذا القدر من التوتر الناجم عن النمو الخارق.. في العلم والمعرفة.