تناولت محليات الجزيرة يوم السبت الثاني والعشرين من جمادى الآخرة في عددها 10929 موضوع «التفكك الأسرى من أخطر العوامل المؤثرة في النشء» حيث التقت «الجزيرة» رئيسة مركز والدة الأمير فيصل للتوحد سمو الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي، وتفاعلاً لما ذكرته عن دور الأسرة في المحافظة على النشء وغرس القيم الإسلامية من الناحية الاجتماعية، وعن القيم الرجولية الخاطئة، وعن ضرورة إشراك الوالدين بمراحل العلاج ومسؤولية العلماء في مساعدة الأسر.. نقول: إن ظهور التيارات الجارفة.. والفتن المضللة.. وظهور وسائل الانحراف.. والغزو المكثف الذي يهدف إلى اقتلاع كل ما من شأنه أن يربط الناس بالإسلام يجعلنا نتجه لإيجاد وعي أسري يسعى لنبذ كل وسائل التفكك الأسري ولدواعي التصحر الاجتماعي اللذين يشكلان جفافاً عقلياً وسلوكياً وعاطفياً وتربوياً في نفوس النشء. أيها الأب.. أيتها الأم هذه دعوة لكما لمواجهة التفكك الأسري ووسائله.. دعوة لخلق روابط أسرية.. دعوة لبناء مجتمع متماسك.. وأمة مؤمنة. أيها المربي عليك أن توقن أن الدور عظيم وقد تبوأته والأمانة كبيرة وقد تحملتها، عليك أن تعي دورك مربياً ومعلماً وصديقاً لأنك طريق أبنائك، فسهل لهم طريقهم فطريق المجد ليس معبداً، لا تعتذر بحجة أنك مشغول.. غيابك المتكرر لا يعني ترك أبنائك تؤثر فيهم المحيطات المتحللة والتربية الشاذة، لا ترمي الحمل على الأم، لا تعلق الأمل على المدرسة فقط. صف لي الشعور الذي يختلج في نفسك - أيها المربي - وقد تركت لفلذات أكبادك من يقتل وقتهم ويستنفد طاقاتهم ويبعثر أمنياتهم، وإن هذه الأفلام الساقطة والبرامج الهدامة لتلعب دوراً في هدم جوانب شخصية النشء وسرقة أحلامهم. قد تقيم وأنت لا تدري حواجز تفتعلها بينك وبين أفراد أسرتك، عندها ستكون العلاقات رسمية والأحاديث جافة.. لا وجود للبسمة أو لسماع كلمة حانية.. وبالطبع الحوار مرفوض وقد أخذت القسوة والغلظة مكانهما فأشبه البيت بكتيبة عسكرية. أيها المربي: يجب أن نواجه هذه المشكلة ونعي خطرها فوجود التفكك الأسري خطر، وعدم الوعي بوجوده خطر أكبر ومصيبة أعظم.. أنسيت أنك راع «وكلكم مسؤول عن رعيته» أنسيت أنك أب وكما قيل: «أبو الأبناء لا يبقى ولا يبقى بنوه». فتوق دهرك ما استطعت ولا تغررك فضته ولا ذهبه إيها المربي: أنها دمعة حارة في خد المستقبل الإسلامي وقد نادى بالعناية ببناء المفاهيم الشرعية لدى النشء لأنهم قادة المستقبل وشبابه.. أصغ إليهم عندما يتحدثون إليك، احترم رأيهم، ناقشهم، شجعهم على التميز ازرع فيهم حب الإنجاز والإبداع، فجر طاقاتهم الكامنة، تعاون معهم، شاطرهم مشاعرهم، كن عادلاً بينهم، وعليك التحلي بسعة الأفق، ورحابة الصدر، وروح الدعابة. حلم الفتى مما يزينه وتمام حلية فضله أدبه رسالة فخر: لقد هزتني الفرحة والشعور بما يقدمه المركز من خدمات تجاه مرضى التوحد، لذا كان لزاماً أن أرسل شكراً وتقديراً أجزيهما إلى العاملين في مركز والدة الأمير فيصل للتوحد وعلى رأسهم رئيسة المركز الأميرة الجوهرة بنت فيصل لما يقدمونه من العطف والحب لهذه الفئة التي ابتلاها الله بهذا المرض، تدفعهم مشاعرهم الإنسانية الصادقة وتستمطر أكفهم الخير والحنان حتى أصبح أهالي المرضى والمجتمع عامة يحملون شكراً ثقيلاً لا يطيقون به حراكاً.