«نبتت في خاصرة التاريخ جراحكَ ياوطن الأصفادْ لا تطْرقْ باب الحريات ولا تستشعِرْ خفق الأفقِ ولا تحلُم ياوطَنَ الذُّل بريشة عزٍّ تخْتَرِق الأبعادْ نايُكَ مخنوقٌ وثغور الأرض قد انطفأَتْ منها أطيارُ ينابيع الإنشاد لا تكسِرْ قارورةَ وجْدِك في وجه الجلادْ غِمداً كفيك تراقِبُنِي لكن لاشيءَ سوى الأَغمادْ قال الأفَّاك المحتل حكايَتَه الخرساء وعادْ وفَرَشْتَ همومك ياوطني في الدَّرْب المملوءِ دماءً ورمادْ من أوَّل لَثْغ الضَّاد إلى آخِر قراء الضَّادْ من قِمَّةَ حُزْن الشعْبِ المظلُومِ إلى آخر قاعٍ في الحُزن السَّاكنِ في الأجسادْ وَوَقَفْت لتقْطِفَ من بستان الَوَرْد الطَّافِحِ بالأورَادْ نسرينة وجدٍ أو سَوْسَنَةً أسْكَرَهَا الدَّلُّ فمالَتْ بالأَرَجِ الميَّاد ونسيت القِبْلَةَ ياوطني القِبْلةَ حيث شقائقك المسجورة إكباراً وعِنَادْ فالمطْلَقُ.. حين حَرثْتَ عُرُوقَكَ في جسد البستان المفْعَمِ من تاريخ الجرح سَمَادْ المُطلَقُ.. زَرْعَ في أعَماقِكَ أزْهَارَ الحُبِّ الْوَرْدِيَّ وأزْهاَرِ الغَضَبِ الوقَّادْ فَلمَاذا يَاوَطَنَ الأجدَادْ ياَوَطَنَ الأحْفَادْ لماذا آثَرْتَ حَمَائِمَ وَرْدَك كي تَدْفَعَ عنك جَرَادَ الجَوْر وتَهْدمَ مقْصَلَةَ الأوغاَدْ مازال نزيفُك ياوطني مازال الجُرْحُ الأعظَمُ يهزمُ كل ضِمَادْ ما زال صليل الوهَجِ القابِعِ في كفَّيْكَ بلا ميعَادْ يا وَطَني تُبْ تُبْ واكشِفْ عن شوكِكَ لا يَغْسِلُ عَارَ الذِّلة عن كتفَيْكَ سوى الفارسة الأْزهَاِر إذا كان الحقُّ جَوَادْ تُبْ واكَشفْ عن شَوْكِكَ لن يَبْلغَ عطْركَ أنْفَ الخُلْدِ الأْقدَسِ من غيرِ جِهَادْ من غَيْرِ جهَادْ