الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فلقد عمت الفرحة أرجاء منطقتنا الغالية، منطقة حائل بسهولها وجبالها، بوهادها واكامها، حاضرة وبادية ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، عندما نما إلى علم الجميع، ووصل إلى أسماعهم، نبأ إقامة ندوة «تكاليف الزواج مشكلات وحلول»، التي دعا إلى إقامتها، وأشرف على الإعداد والتنسيق لها، صاحب الفكرة المباركة، والمبادرة الحسنة، صاحب الفضيلة الشيخ/ عبدالله بن صالح الحماد المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة حائل وفقه الله، وذلك من منطلق إحساسه بما يعايشه الكثير من الفتيان والفتيات بل وأولياء الأمور تجاه هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة، المتمثلة في غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج. ولقد لقيت هذه الفكرة لإقامة هذه الندوة المباركة بإذن الله الدعم والتأييد من وجه السعد صاحب السمو الملكي الأمير/ سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، حفظهما الله، و سعيا ولا يزالان يسعيان في كل ما من شأنه تقديم الخدمات وتذليل العقبات أمام كل مشكلة من المشاكل التي تواجه أهل هذه المنطقة العزيزة على قلوب الجميع. ولقد كانت هذه الندوة المباركة بإذن الله إحدى الثمرات الطيبة التي بدأ الناس يلمسونها من ثمرات فرع الوزارة بالمنطقة، جاءت لتعالج مشكلة اجتماعية كبيرة وخطيرة مشكلة غلاء المهور التي بدأنا نلمس آثارها وأخطارها على أبناء وبنات المجتمع على حدٍ سواء، ممن لا يستطيعون تحمل تكاليف الزواج. مؤملين في الله عز وعلا خيراً، ومن خلال ما طرحه أهل العلم والإصلاح فيها وعلى رأسهم العلامة صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور/ صالح بن غانم السدلان من بحوث علمية ودراسات ميدانية خلال جلسات الندوة التي استمرت لمدة أربعة أيام أن تساهم هذه الندوة المباركة في تحقيق الأهداف المرسومة التي من أبرزها توعية أفراد المجتمع رجالاً ونساءً بهذه المشكلة الاجتماعية وأبرز سلبياتها وكيفية إيجاد الحلول المناسبة لها على المستويين الرسمي والشعبي. وإنني بهذه المناسبة أحث وأدعو إخواني في الله من العلماء وطلبة العلم والمعلمين وخطباء الجوامع وأئمة المساجد والمصلحين أن يعطوا هذه المشكلة حقها من الاهتمام والمتابعة من خلال دروسهم ومحاضراتهم وكلماتهم وخطبهم ومواعظهم، لعل الله أن ينفع في جهودهم ويبارك فيها. كما انني أوجه جزيل ثنائي وتقديري لرجل الأعمال المبارك الشيخ الفاضل/ علي بن محمد الجميعة وفقه الله على دعمه المتواصل للأعمال الخيرية في هذه المنطقة، وما دعمه لهذه الندوة إلا دليل على ذلك، فبارك الله له فيما أبقى، وأخلف الله له خيراً فيما أنفق. وفي الختام أكرر شكري وثنائي وتقديري لكل من كان وراء إقامة هذه الندوة المباركة بفكرة وقلمه، وبهمه وماله، وبوقته وجهده، سائلاً المولى عز وعلا أن يحفظ لنا في هذه البلاد المباركة الطاهرة أمننا وإيماننا واستقرارنا ورخاءنا، كما أسأله أن يحفظ لنا قادتنا وولاة أمرنا، وأن يمد في أعمارهم على طاعته، وأن يبارك فيهم وفي جهودهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
