على الرغم مما تحمله عدةوقائع من مؤشرات على امكانية إطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين خصوصا بعد تصريحات الرئيس الامريكي جورج بوش الايجابية عن الاصلاح الفلسطيني إلى جانب اجتماع وزير المالية الفلسطيني مع وزير الخارجية الاسرائيلي الا ان الوقائع على الأراضي لا تفيد بثمة تراجع اسرائيلي عن نهج القمع والعدوان. فقد استشهد أمس مواطن فلسطيني جراء إطلاق قوات الاحتلال الاسرائيلي النار عليه بالقرب من بلدة «اليامون» غربي جنين. وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن معمر قاسم دراغمة «22 عاما» أصيب بعيار ناري في الرجل أطلقه عليه جنود الاحتلال وهو بداخل سيارته وبقي ينزف حتى استشهد. وأضافت تقول إنها تلقت اتصالات هاتفية من مواطنين من بلدة «اليامون» تفيد بأن شابا قد أصيب بعيار ناري وعندما وصلت إلى المكان كان «دراغمة» ملقى بجانب السيارة وقد لفظ أنفاسه الأخيرة حيث تم نقل جثمانه إلى مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين. إصابة فلسطينيين وهدم منازل ذكرت مصادر فلسطينية أمس ان فلسطينيين أصيبا برصاص الجيش الاسرائيلي خلال عملية توغل وتجريف في منطقة بلوك «ج» برفح جنوب قطاع غزة. وقال مصدر طبي ان اثنين من المواطنين أصيبا بعد منتصف الليل برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي احدهم في السادسة والأربعين من عمره أصيب برصاصة في الوجه وحالته خطرة ونقلا إلى المستشفى للعلاج. وقد فتحت قوات الاحتلال النار وأطلقت قذائف من دباباتها تجاه منازل المواطنين في منطقة بلوك «ج» برفح. وأكد شاهد عيان ان ثماني دبابات اسرائيلية برفقة جرافة عسكرية على الأقل توغلت لأكثر من مائة متر في أراضي المواطنين في المنطقة وشرعت بعملية تجريف وسط اطلاق النار والقذائف. وقال انه تم هدم أربعة منازل على الأقل في مخيم رفح جنوب قطاع غزة خلال عملية توغل له الليلة قبل الماضية في الأراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية. وقالت المصادر الأمنية لوكالة فرانس برس «إن الجيش الاسرائيلي الذي توغل ليل الاثنين الثلاثاء حوالى مائتي متر في مخيم رفح جنوب قطاع غزة وقام بعملية تجريف وهدم ما لا يقل عن أربعة منازل كليا إضافة إلى إصابة ثلاثة منازل بضرر». وأشارت المصادر إلى «أن الجيش الاسرائيلي قام بعمليات مداهمة لمنازل وعملية تفتيش اعتقل على أثرها مواطنا قبل ان ينسحب من المنطقة فجر أمس». المزيد من الاعتقالات وتواصلت في غضون ذلك الاعتقالات التي تقوم بها القوات الاسرائيلية حيث اعتقلت الليلة قبل الماضية سبعة فلسطينيين في الضفة الغربية بدعوى انهم مطلوبون. وذكر راديو اسرائيل انه تم اعتقال شخصين في بيت لحم وشخص واحد في كل من مخيم طور شمس بطولكرم وقريتى بيت عوا وتفوح غربي الخليل وقرية صوفين شرقي قلقيلية وكذلك في قرية التل قرب نابلس. إغلاق مكاتب جامعة القدس وأمس أيضا أغلقت قوات الاحتلال المكاتب الإدارية لجامعة القدس الفلسطينية في القدسالشرقيةالمحتلة. وأوضح مسؤول فلسطيني ان هذه المكاتب أغلقت بأمر من وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي عوزي لاندو لكنه لم يوضح الدوافع الكامنة وراء هذا القرار. ويدير هذه الجامعة سري نسيبة مسؤول منظمة التحرير الفلسطينية المكلف ملف القدس. خطة لإعادة أموال السلطة إلى ذلك ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية أن وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز بدأ العمل على تقديم خطة لتحويل مئات الملايين من الشواكل للسلطة الفلسطينية. ويذكر أن اسرائيل تحتجز مبلغ 205 مليارات شيكل من حصيلة الضرائب التي تجبيها اسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية وذلك حسب اتفاقية أوسلو واتفاق باريس. وقد جمدت اسرائيل تحويل الأموال للسلطة الفلسطينية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الا أنها تفرج بين الحين والآخر عن عدة ملايين من الشواكل يتم تحويلها لحساب الشركات الحكومية الاسرائيلية التي لا تستطيع جباية مستحقاتها من السلطة الفلسطينية. وأشارت «يديعوت احرونوت» إلى أن خطة بيريز تتضمن تحويل الأموال بصورة تدريجية إلى حساب الفلسطينيين وذلك من أجل تسريع الاصلاحات الفلسطينية. اللجنة الرباعية وعلى الصعيد السياسي أعلنت وزارة الخارجية الامريكية أنه من المرجح أن يعقد الاثنين القادم في نيويورك اجتماع رفيع المستوى لبحث قضية الشرق الأوسط. وسيضم هذا الاجتماع رباعية مدريد التي تتكون من كولن باول وزير الخارجية الامريكي وكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة وايغور ايفانوف وزير الخارجية الروسي ومبعوث الاتحاد الاوربي. ويأتي هذا الاعلان بعد قبول الرئيس الامريكي جورج بوش بأن بعض التقدم يتم إحرازه بخصوص الإصلاحات التي كان قد طلب إجراءها للسلطة الفلسطينية. وتشير التوقعات إلى انه اذا ما تم عقد هذا الاجتماع فان كولن باول سيسعى إلى الحصول على تأييد للسياسة الامريكية الجديدة الرامية إلى زيادة الضغط على ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية. وجاء الاعلان الامريكي في أعقاب اجتماع وزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز بوزير المالية الفلسطيني سلام فياض الذي يعد أول لقاء اسرائيلي فلسطيني رفيع المستوى من عدة شهور. وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد أقر الاثنين بحدوث بعض التقدم في إصلاح السلطة الفلسطينية وهو الأمر الذي يطالب به كشرط مسبق قبل قيام الدولة الفلسطينية.