خيب منتخبنا آمال محبيه ومتابعيه حين خسر من المانيا بنتيجة (تاريخية) وصلت لثمانية اهداف كان لها أن تزيد لولا بسالة العملاق الرائع محمد الدعيع الذي حاول جاهداً حماية شباكه بكل ما أوتي من قوة.. فمنتخبنا الذي واجه الالمان أمس في اولى مبارياته في المونديال انتهج طريقة غريبة وكأنه ند لالمانيا حين اعتمد الجوهر على طريقة 4- 4-2 التي كان يواجه بها تايلاند والبحرين وايران في التصفيات مع تباعد بين خطوط الفريق حيث نجح الالمان في فصل هذه الخطوط دون أي تدخل من مدربنا الوطني ناصر الجوهر الذي وقف موقف المتفرج على ما يحدث للاخضر من تدهور لم يكن متوقعاً. الاهداف الالمانية الثمانية جاءت مناصفة على شوطي المباراة بواقع 4 لكل شوط وسجلت عن طريق ميروسلاف كلوسه 3 اهداف ولينيكي وبالاك ويانيكر وشنايدر وبيرهوف. عموماً التأهل للمرحلة الثانية بات امراً صعباً بل وصعباً جداً إذا لم يتغير الاداء نحو الافضل حيث كان الاداء السعودي بالامس متواضعاً ولا يرتقي لآمالنا وطموحاتنا وتطلعاتنا ولا يعكس المراحل الاعدادية الطويلة التي استمرت لبضعة اشهر. المباراة .. بدأها مدربنا الوطني ناصر الجوهر بتشكيل مكون من: محمد الدعيع «حارساً للمرمى» وأمامه رباعي الدفاع: أحمد الدوخي وعبدالله سليمان ورضا تكر وحسين عبدالغني وأمامهم رباعي نواف التمياط وعبدالله الواكد وخميس العويران ومحمد نور، وفي المقدمة الثنائي الحسن اليامي وسامي الجابر. ولعب الجوهر بطريقته المعتادة 4/4/2 وحاول بناء الهجمات عن طريق الأطراف وخصوصاً الطرف الأيمن الذي تواجد فيه أحمد الدوخي مع مساندة من الجابر.. لكن صلابة وقوة المنتخب الألماني كانت سبباً في إفشال هذه المحاولة. في حين بدأ الألماني رودي فولر مدرب منتخب بلاده بتشكيل مكون من: أوليفر كان «حارساً للمرمى» وراميلوف وكرستيان يانيكر وبرنقلز وتوماس لينيكي وكريستيان تزيقا وميسيليدا وميكايل بالاك وبراند شنايدر وديتمار هامان وميروسلاف كلوزه. واعتمد فولر على طريقة 3/5/2 مع تنويع الهجمات يمنة ويسرة خصوصاً من الجهة اليسرى للمنتخب السعودي في النصف الأول من وقت الحصة الأولى قبل أن يتحول الهجوم في النصف الثاني إلى الجهة اليمنى.. ونجح الألمان في تطبيق طريقة مدربهم بامتياز وسيطروا تماماً على مجريات الحصة الأولى التي شهدت 4 أهداف نظيفة كانت قابلة للزيادة، والحق يقال إن منتخبنا ظهر بشكل مخيب للآمال بسبب الطريقة «العقيمة» التي انتهجها الجوهر الذي اعتمد على الطريقة التقليدية 4/4/2 في وقت كان يفترض أن يركز على تأمين الدفاع للسيطرة على الاندفاع الألماني المركز.. فناصر واصل طريقته السابقة التي لعب بها في التصفيات أمام تايلاند والبحرين وإيران.. وربما لم يفطن أن ألمانيا بتاريخها ونجومها وإنجازاتها تختلف كلية عن هذه الفرق!!. * بدأت المباراة قوية وخصوصاً من جانب المنتخب الألماني حيث بكَّر «يانيكر» بتهديد مرمى الدعيع في الدقيقة الأولى غير أن كرته مرت بجوار القائم.. وكان واضحاً منذ البداية التفوق الألماني المصحوب بالعزيمة والإصرار على تحقيق النتيجة بعكس لاعبي منتخبنا الذين كانوا تائهين وكأنهم يلعبون الكرة لأول مرة، فالدفاع كان مفككاً، والوسط لم يقدم ما يذكر في حين كان خط الهجوم معزولاً تماماً «!!». وأمام الإصرار الألماني على تسجيل الهدف تمكن يانيكر «المزعج» من هز شباك الدعيع «ق 7» بعد ان ارتكب خطأ ضد عبدالله سليمان الذي لم يتفاهم مع الدعيع في هذه الكرة.. لكن الحكم لم يحتسب هذا الهدف الذي كان بمثابة الانذار الحقيقي لأفراد منتخبنا. وسيطر الألمان تماماً على مجريات الشوط وشنوا العديد من الهجمات، وكان خط الوسط لديهم بارعاً تماماً في تنويع الهجمات ومد المهاجمين بالكرات.. وبعد عدة محاولات هز الألمان شباك الدعيع 4 مرات متتالية. هدف ألماني أول ق19: ديتمار هامان ينطلق بكرة من جهة الجناح الأيسر ويحولها بروعة داخل منطقة الجزاء لم يجد زميله ميروسلاف كلوسه أي صعوبة تذكر في تحويلها برأسه داخل شباك الدعيع وسط غفلة من المدافعين. وهدف ثانٍ بعدها ب4 دقائق وبنفس الطريقة تماماً عاد اللاعب ميروسلاف كلوسه لهز شباك منتخبنا بعد أن تلقى «نسخة كاربونية» للكرة التي نفذها زميله هامان. بعد الهدف الثاني تحرر لاعبو منتخبنا قليلاً وحاولوا بناء الهجمات وكأنهم استسلموا للخسارة وحاول الدوخي وسامي في كرتين لكن الأفضلية استمرت للألمان الذين واصلوا بحثهم عن مزيد من الأهداف فكان لهم ما أرادوا. هدف ألماني ثالث ق40: وبطريقة مشابهة للهدفين الأول والثاني تلقى ميكايل بالاك كرة من زميله شنايدر لم يتوان في تحويلها برأسه داخل الشباك مسجلاً الهدف الثالث وسط فرجة من المدافعين السعوديين!!. وهدف رابع وقبل أن يطلق الباراغوائي اوفالدو صافرة نهاية الحصة الأولى سجل يانيكر «المزعج» الهدف الرابع لفريقه مستغلاً «تجلية» رضا تكر حيث حولها يانيكر بقدمه هذه المرة داخل المرمى هدفاً رابعاً أنهى به أحداث الحصة الأولى. الشوط الثاني مع بدايته احدث ناصر الجوهر تبديلين دفعة واحدة بإشراك لاعبي «الوسط» عبدالعزيز الخثران وابراهيم سويد بديلين للاعبي «الوسط» نواف التمياط وخميس العويران في محاولة منه للنهوض بأداء منتخبنا رغم أن «العلة» لم تكن في خط الوسط فقط بل كان اداء اغلب اللاعبين ان لم يكن جميعهم مخيباً للآمال والتطلعات.. ولو أن أحد هذين التبديلين كان هجومياً والاخر دفاعياً لربما كان الوضع افضل رغم أن الخسارة بهدف لا تفرق أبداً عن الخسارة بهدفين بل وحتى ثمانية!! عموماً الحصة الثانية لم تختلف عن سابقتها بشيء يذكر فالسيطرة والروح والعطاء كانت للالمان والانهزامية والاستسلام والاداء الضعيف كانت من نصيب منتخبنا.. ولان الالمان دخلوا الحصة الثانية وبحوزتهم 4 اهداف فقد كان اداؤهم في بدايتها هادئاً رغم التصميم على زيادة الغلة حيث تنويع الهجمات وتعدد الفرص.. فكان لهم ما ارادوا حيث سجلوا مثلها في ظرف 20 دقيقة تقريباً (!!). هدف ألماني خامس ق 24 هداف المباريات بل والنهائيات (حتى الآن) ميروسلاف كلوسه عاد برأسه الذهبية ليهز شباك الدعيع مرة اخرى وبنفس طريقة هدفيه السابقين حينما تلقى عكسية زميله ميسيلدا التي حولها هذه المرة من الجهة الدفاعية اليسرى لمنتخبنا. وبعدها بدقيقتين سجل لينيكي الهدف السادس وبرأسية أخرى. وهدف سادس ق 26 ضربة ركنية للالمان نفذت بإتقان على رأس لينيكي الغير المراقب لم يتوان في ابداعها بسهولة داخل شباك السعودية برأسه ايضاً. بعد هذا الهدف عمد رودي فولر الى اراحة هدافه كلوسة للمحافظة عليه في قادم المباريات فيما قام الجوهر بإشراك الجمعان بديلاً للحسن اليامي وهو تبديل متأخر جداً جداً كان من المفترض ان يجريه الجوهر في وقت مبكر من زمن الحصة الاولى. وواصل الالمان سيطرتهم واضافوا هدفين اخرين مؤكدين عزمهم القوي على فعل شيء في هذه النهائيات. هدف ألماني سابع ق 40 بيرهوف وبطريقة احترافية رائعة يسجل هدف بلاده السابع حينما تلقى تمريرة من زميله ميسيلدا خلف المدافعين ومن منتصف الملعب ارسل كرة ارضية زاحفة مستغلاً تقدم الدعيع قليلاً وهدف رائع لالمانيا. صافرة النهاية ب(هدف ثامن) ورفض شنايدر إلا أن يضيف اسمه لقائمة الهدافين حينما سجل الهدف الثامن مع صافرة النهاية اثر خطأ من خارج المنطقة ارتكبه محمد نور وسدده شنايدر في زاوية 90 كواحد من اجمل اهداف المباراة ليعلن بعدها اوفالدو النهاية ب8 اهداف المانية. من المباراة مستوى متواضع وغريب وانهزامي قدمه (نجوم) الاخضر. العملاق الدعيع لا يتحمل مسؤولية أي من الاهداف الثمانية التي يتحملها جميعها لاعبو الدفاع. 40 الف مشجع تابعوا المباراة وخرجوا وهم يستغربون المستوى المتواضع لابطال آسيا. ثلاث بطاقات صفراء اشهرها اوفالدو لكرستيان زيقا وهامان (المانيا) ومحمد نور (من منتخبنا). على ناصر الجوهر اعادة النظر في تشكيل البداية الذي سيخوض به مباراتيه القادمتين. ميروسلاف كلوسة انفرد بصدارة الهدافين من مباراة واحدة ب(الهاتريك) الذي هز به شباك الدعيع أمس.