حضر المنتخب السعودي الى اليابان، وعاد الى دياره من دون ان يسجل هدفاً واحداً، او يحصد نقطة واحدة بعد ان خسر مباراته الثالثة امام جمهورية ارلندا في ختام منافسات المجموعة الخامسة في الدور الأول لنهائيات كأس العالم السابعة عشرة لكرة القدم المقامة حالياً في كوريا الجنوبيةواليابان معاً. واختفت الجماهير السعودية من الملعب باستثناء عدد بسيط جداً ظل يهلل ويطبل في بداية المباراة ثم سكت بفعل الأهداف الإيرلندية الثلاثة، في حين امتلأت المدرجات بالإرلنديين، وارتفعت اعلامهم الخضر في كل ارجاء الملعب... وظهرت المقاعد الشاغرة مجدداً بعد ان اختفت هذه الظاهرة تماماً في مباراة اليابان مع روسيا. واللافت ان "الأخضر" لعب بالأبيض، وترك القمصان الخضر للإرلنديين. ولأن الفوز في هذه المباراة كان يهم المنتخب الأوروبي جداً للإبقاء على آماله في التأهل للدور الثاني، كثف ضغطه على المرمى السعودي منذ البداية، ولم تمر فترة طويلة حتى افتتح روبي كين التسجيل حين حوّل كرة عرضية شاردة الى مرمى محمد الدعيع وسط غفلة دفاعية سعودية غير مقبولة في الدقيقة السادسة. ونظم السعوديون صفوفهم بعد الهدف، وشنوا هجمات متتالية على المرمى الإرلندي واقترب حسن اليامي ونواف التمياط وابراهيم السويد من إدراك التعادل... وهطلت الأمطار من دون ان تهل الأهداف السعودية المرتقبة، وعلت الصيحات الجماهيرية الإرلندية تطالب لاعبيها بالعودة سريعاً الى اجواء المباراة وتعزيز الهدف لكن من دون جدوى اذ انتهى الشوط الأول بتقدم الأوروبيين بهدف وحيد. ويبدو ان المدرب الإرلندي ميك ماكارتي لقن لاعبيه درساً بين الشوطين في غرف تغيير الملابس، لأنهم فرضوا سيطرتهم على المباراة تماماً مع بداية الشوط الثاني. ومارسوا الضغط المباشر والسريع على السعوديين في منطقة منتصف الملعب، وبدأوا في بناء الهجمات المنظمة منها. وانحصر اللعب في منتصف الملعب السعودي، وأنقذ الدعيع مرماه من كرتين خطيرتين في الدقائق العشرة الأولى. ونال التمياط إنذاراً، وبعده مباشرة اضاف غاري برين الهدف الإرلندي الثاني 61... فسكتت القلة من السعوديين وهاص الإيرلنديون. وخرج عبدالعزيز الخثران ولعب محمد الشلهوب من دون ان يتغير في الأمر شيء، لأن هجمات اصحاب الزي الأخضر توالت... الى ان انتابت المنتخب السعودي حال من النشاط المفاجئ ووصل الى مرمى منافسه غير مرة ما بين الدقيقتين 73 و80. وأخرج ناصر الجوهر المدافع محمد شلية وأدخل احمد الدوخي، ورد عليه مكارتي بسحب غاري كيلي وإشراك جايسون ماكتير 81. واسترد الإيرلنديون زمام المبادرة، وتلاعبوا بالدفاع السعودي كيفما شاؤوا وأخطأ الدعيع تقدير الكرة التي سددها مات هولاند فأفلتت من بين يديه ودخلت الى شباكه 89 منهيةً مشاركته في هذا المونديال بخطأ لا يغتفر... وتأهلت ارلندا. وصعدت ألمانيا بفوزها على الكاميرون 2-صفر بعد مباراة وحشية اتسمت بالخشونة من الطرفين، وأخرج الحكم بطاقته الصفراء 13 مرة والحمراء مرتين! وسجل هدفي الألمان، الذين كانوا الأفضل على الصعيد الفني، المخضرم ماركو بوده 50 وميروسلاف كلوزه الذي رفع رصيده في صدارة الهدافين الى خمسة اهداف. واللافت ان المدرب الالماني رودي فولر صرّح عقب المباراة بأن اداء فريقه تغير نحو الافضل بعد طرد راميلوف.