رياح نشطة وأمطار رعدية على عدة مناطق في المملكة اليوم    إنفاذًا لتوجيهات القيادة.. بدء عملية فصل التوأم الطفيلي المصري محمد عبدالرحمن جمعة    تراجع الذهب إلى 3383 دولارًا للأوقية    وزير الشؤون الإسلامية يصل المغرب ومندوب الشؤون الإسلامية المغربي في استقباله    استشهاد 11 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي شمال وجنوب قطاع غزة    عمدة كييف: مقتل شخصين على الأقل إثر سقوط حطام طائرات مسيرة في المدينة    68.41% من الموظفات الجامعيات حصلن على تدريب عملي    "زين السعودية" تحقق نمو في صافي أرباحها بنسبة 39.5% للربع الأول من العام 2025م    وزير الصناعة والثروة المعدنية يبحث الفرص المشتركة في صناعتي الطيران والأقمار الصناعية مع قادة شركة "إيرباص"    مؤتمر للأبحاث الصيدلانية والابتكار    رفع الوعي المجتمعي حول الصدفية والتهاب الجلد التأتبي    ميليشيا الحوثي تدفع البلاد نحو مزيد من التصعيد .. ضربات إسرائيلية متتالية تعطّل مطار صنعاء    قصف عنيف بين الهند وباكستان عند خط المواجهة في كشمير    خالد بن سلمان يبحث مع بن بريك مستجدات الأوضاع في اليمن    في ختام الجولة ال 30 من دوري روشن.. كلاسيكو يجمع النصر والاتحاد.. ومهمة قصيمية للهلال والأهلي    في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. سان جيرمان يأمل بضم آرسنال لضحاياه الإنجليز    في ختام الجولة 32 من دوري" يلو".. النجمة للاقتراب من روشن.. والحزم يطارده    كبير آسيا    8.4 مليار تمويل سكني    ولي العهد موجهًا "الجهات المعنية" خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء: العمل بأعلى درجات الكفاءة والتميز لخدمة ضيوف الرحمن    التعليم عن بعد في متناول الجميع    تسري أحكام اللائحة على جميع الموظفين والعاملين.. إجازة "فحص المخدرات" بما يتناسب مع طبيعة العمل    أمانة جدة تضبط 9.6 أطنان من الغذاء الفاسد    المرور: الالتزام بقواعد السير لحياة أكثر أمانًا للجميع    موقع حائل الاستراتيجي ميزة نسبية يجذب الاستثمار    هل الموسيقى رؤية بالقلب وسماع بالعين ؟    أزمة منتصف العمر    اغتيال المعلّم بدم بارد    الرياض تستضيف النسخة الأولى من منتدى حوار المدن العربية الأوروبية    المرأة السعودية تشارك في خدمة المستفيدين من مبادرة طريق مكة    "صحي مكة" يقيم معرضاً توعويًا لخدمة الحجاج والمعتمرين    «طريق مكة» تجمع رفيقي الدرب بمطار «شاه» الدولي    دشن مرحلة التشغيل الفعلي لمشروع النقل العام.. أمير تبوك: القيادة الرشيدة حريصة على تعزيز جودة الحياة واحتياجات المجتمع    مسيرات "الدعم السريع" تصل بورتسودان وكسلا.. حرب السودان.. تطورات متلاحقة وتصعيد مقلق    إصابات الظهر والرقبة تتزايد.. والتحذير من الجلوس الطويل    ..و مشاركتها في معرض تونس للكتاب    «سفراء» ترمب في هوليوود    "البحوث والتواصل" يشارك في المنتدى الصيني - العربي    «فيفا» يصدر الحزمة الأولى من باقات المونديال    «أخضر الصالات» يعسكر في الدمام    القادسية بطل المملكة للمصارعة الرومانية    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    فيصل بن مشعل: منجزات جامعة القصيم مصدر فخر واعتزاز    أمير الرياض يستقبل سفير إسبانيا    أمير الجوف يزور مركزي هديب والرفيعة    اتفاقيات بالعلا لتدعيم السياحة    الحوثي يجر اليمن إلى صراع إقليمي مفتوح    القيادة.. رمانة الميزان لكلِّ خلل    بيت المال في العهد النبوي والخلافة الإسلامية    ولي العهد.. عطاء يسابق المجد    بحضور وزير الرياضة .. جدة تحتفي بالأهلي بطل كأس النخبة الآسيوية 2025    منح البلديات صلاحية بيع الوحدات السكنية لغير مستفيدي الدعم السكني    الداخلية: غرامة 100 ألف ريال لنقل حاملي تأشيرة الزيارة إلى مكة ومصادرة وسيلة النقل المستخدمة    رشيد حميد راعي هلا وألفين تحية    الصحة النفسية في العمل    حكاية أطفال الأنابيب «3»    وزير الدفاع يلتقي رئيس مجلس الوزراء اليمني    أمير منطقة تبوك يرعى حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة فهد بن سلطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحكم على المقبوض عليهم في تفجير الخبر.. والرؤوس المطلوبة مازالوا هاربين
الأمير أحمد واضعاً النقاط على حروف قضايا مهمة.. في حديث ل « الجزيرة »:
نشر في الجزيرة يوم 01 - 06 - 2002

بعمق نظره وبعده.. وبشفافية بالغة عهدناها من قادة هذه البلاد.. يقف صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية أمام قضايا لها نصيبها الكبير في الأهمية.. ليسدل الستار على فصل من فصول الإيماءات والتلميحات التي تصف المملكة بإخفاقها في جوانب عدة..
ويفند سموه اخفاق الجهات الرسمية في معالجة مشاكل المجتمع مثريا حديثه ل «الجزيرة» بتأكيده على إدراك القائمين على الدولة بهموم المجتمع ومشاكله.. وجدية السعي في حلها ومعالجتها..
قضايا داخلية عدة.. يفتح سمو نائب وزير الداخلية ملفاتها ويضع النقاط على حروفها.. ليؤكد سموه ان قيادة الدولة ليست بغافلة عن هموم ومشاكل الشعب.. وأنها على علم تام بأدق تفاصيل حياتهم..
فإلى تفاصيل حديث الأمير أحمد بن عبدالعزيز ل «الجزيرة»
* سمو سيدي بداية لعلي أستأذن سموكم بالسؤال عن مستجدات ما يتعلق بتفجير الخبر الأم.. الذي وقع في 29 يونيو 1996 بمجمع سكني لمجندين أمريكان وعائلاتهم ماهي آخر تفاصيله؟
- معروف انه تم القبض على بعض الأطراف عدا شخصين أو ثلاثة هاربين وهم الرؤوس المطلوبة، ولم يتم العثور عليهم حتى الآن أما الباقون فحكم عليهم أحكام شرعية لابد ان يعلن عنها في الوقت المناسب.. وكما هو معلوم الأحكام الشرعية تتم في المحكمة تنتقل بعدها إلى محكمة التمييز ثم مجلس القضاء الأعلى.. ومن ثم رفعها للمقام السامي للمصادقة على الأحكام..
هذا موقفنا من المفكرين ..
* سمو سيدي.. ظهرت مؤخرا لدينا شريحة تطلق على نفسها اسم المفكرين السعوديين.. يعطون لأنفسهم أحقية مواجهة وسائل الإعلام العربية أو الغربية.. والتحدث والتنظير عن المملكة إلى ما شابه.. أين أنتم من هذه الفئة؟
- أولا المفكرون السعوديون موجودون من زمن بعيد ونأمل ان يستمروا في التزايد.. ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا... والرأي مطلوب.. وليس كل من ادعى بأنه مفكر أو كتب مقالا أصبح في ميزان المفكرين.. فالمفكر هو من يتناول أموراً تهم المجتمع والإنسانية وينتج عما يتناوله إيجابيات للمصلحة العامة.. والعبرة بالنتائج.. وليس كل من يوصف بالمفكر يكون كذلك.. أما من يخرجون في القنوات الفضائية والإعلامية فهؤلاء يعلنون آراءهم وفكرهم أمام الناس.. والناس يقيمون آراءهم .. فيتبين من كلامه مجرد هراء وأفكار ضحلة ويتوهم أموراً في غير محلها.. ويتبين في المقابل من تكون أفكاره قيمة وتفيد الناس، والمتلقي هو صاحب الفصل في هذا الأمر اذ يشتري ممن يعرض بضاعة طيبة.. ومن يعرض بضاعة سيئة ليس له إلا الفشل.. أما موقفنا من هذا فالدولة تشجع الفكر وان يكون لدى المجتمع فكر وحسن تعبير ومشاركة فعالة فيما يهمهم ككل أو يهم أمتهم العربية والإسلامية والعالم أجمع.. ويهمنا ألا ينسب لسعوديين شيء من الشذوذ الفكري الذي يدمر ولايعمر، كما نسب لبعض السعوديين ممن فعلوا أفعالا لا تخفى في أنحاء العالم.. والله أعلم في صحة مثل هذه الأمور.. ولكن لانرغب بأن ينسب للسعوديين إلا الشيء الصالح الذي يأمر به دينهم وعروبتهم ووطنيتهم..
الفكر الضال
* سمو سيدي.. ضمن هذا الإطار.. كيف يتم التعامل مع الشرائح الشاذة من المفكرين السعوديين الموجودين في المملكة.. بمعنى هل لدينا معتقلون سياسيون نظير أفكارهم؟
- لا.. لايحضرني أحد على الإطلاق.. في الوقت الحاضر.. لكن هذا لايمنع من وجودهم في أي مجتمع.. إذا كان هذا الفكر ضالاً أو مناهضاً لما نحكم به.. فنحن نحكم بشريعة الله ما أجازته أجزناه وما عارضته عارضناه.. وما مهمتنا إلا تطبيق شرع الله في أرض الله.. ونرجو أن نوفق في هذا بإذن الله.
مشاكل الناس ليست محجوبة
* سمو سيدي بتناول منحى آخر من هذا الحديث أستأذن سموكم بطرح عدد من القضايا الداخلية، يؤخذ على معظم جهاتنا الرسمية عدم الالتفات إلى مشاكل المجتمع إلا بعد وقوع كارثة حقيقية، أو كما يقال بعد وقوع الفأس في الرأس هذا الإخفاق الواضح في معالجة الأمور إلى ماذا ترجعونه سموكم الكريم؟
- لا أعتقد ان ذلك صحيح في الأصل، لكن الحوادث تقع في أوقات كثيرة ويتفاعل معها الناس.. فعلى سبيل المثال حوادث المرور نلاحظ التفات المجتمع إلى حادث مروري راح ضحيته أسرة واحدة بكامل أفرادها ولايلتفت للحوادث الفردية التي يروح ضحيتها أعداد كبيرة من الضحايا مابين وفيات وإصابات.. كما ان هناك من الأمور مايعلن عن نفسه في وقت وقوعه.. فكما نعلم بان هناك أعداداً كبيرة من المباني الآيلة للسقوط في كثير من المدن لكن لا يعني انهيار أحدها أننا ليس لنا علم بها.. إذا حدث لاقدر الله ما شابه فحدوث أمر كهذا يعطي للناس ردة فعل تجعلهم يظنون ان مشاكلهم محجوبة عن المسؤولين...
ولو حدث - لا قدر الله - زلزال في مكان ما في المملكة تهدمت المباني على اثره لترتب على ذلك ضجة كبيرة تتساءل عن عدم إيجاد اجراءات احترازية.. مع العلم ان حدوث زلزال في المملكة مستبعد علميا عن أراضي المملكة.. فليس لدينا أبحاث جيولوجية تثبت ان موقعنا الجغرافي على خط زلزالي.. وبطبيعة الحال الأولى ان تكون المباني مؤسسة على مقاومة الزلازل لكن لايعد ذلك شرطا أساسيا يتم فرضه.. كون يحدث زلزال في مائة عام، ونحن في التاريخ المعاصر لم نلاحظ حدوث زلزال كبير في المملكة... ولايعقل في حال وقوع حدث كهذا ان نلوم المسؤولين أو القائمين على الدولة.. كما حدث في وباء حمى الوادي المتصدع الذي ظهر في جازان.. فقيل عنه الكثير من الأمور العارية من الصحة.. فقد كان وباء انتقل كما ينتقل غيره.. وتم تلافي الكثير من الأضرار.. و شيء كهذا لم يكن موجوداً وظهر فجأة نجد المجتمع يبرر لك بمبررات عارية من الصحة.. وكلنا نعلم ان مثل هذه الأمور وارد حدوثها في أي مكان في العالم.. نحن نستقبل كل عام اعداداً كبيرة من الحجاج.. يحملون معهم أمراضا عديدة وجديدة.. فهل يعني ذلك منعهم من أداء مناسكهم إلا أمام إخضاعهم جميعهم للتطعيم!! هذا أمر صعب.. فهناك أمراض تنتقل مع الحجاج والمعتمرين..
لدينا تقصير ..
وبالنظر إلى أي مدينة في المملكة فمن المؤكد ان نجد فيها الكثير من التقصير في جوانب ما.. وذلك لكون الإمكانات المتاحة للخدمات لا تستوعب الأعداد الكبيرة من الناس.. فكما نعلم انه يفد للمملكة ما يقارب مليوني حاج سنويا جميعهم يخلفون وراءهم مخلفات كبيرة جدا.. وفي المقابل نحتاج إلى ما يقارب 200 ألف عامل ليقوموا بعمليات التنظيف.. وربما لايكفي هذا العدد من عمال النظافة، فما الذي يمكن ان يفعله 200 ألف عامل أمام مليوني حاج.. ولله الحمد مايقال عن الجهات الرسمية بأنها لا تلتفت إلى مشاكل المجتمع إلا بعد وقوع كوارث حقيقية عارٍ من الصحة.. ولو افترضنا ان هنالك دورة رياضية في مدينة ما كما هو الحاصل في اليابان وكوريا نجد استنفارا في الاستعدادات لتقديم الخدمات، بل تستجد أمور لم تكن موجودة في السابق.. فهل عدم وجود هذه الاحتياطات يكون قصورا منهم في الأصل!! بالتأكيد لا.. بل كانت وليدة الأحداث.. كذلك لو احترقت محطة وقود في الصحراء خارج النطاق العمراني لم يهتم أحد.. لكن لو حدث ذلك لمحطة مماثلة داخل المدينة لضج الناس احتجاجا لوجودها داخل النطاق العمراني.. ولو لم تكن موجودة لتذمر الناس من ذلك بحجة بعدها عن المدينة.
الأحياء المنسية ..
* ولكن سمو سيدي هناك أحياء برمتها في المدن الرئيسية للمملكة يطلق عليها ان صح التعبير الأحياء المنسية.. تحتضن فئة معينة من المقيمين من افريقيا وغيرها وتفتقر لأبسط الخدمات العامة.. ألا تعتقدون سموكم ان عدم الالتفات الجاد لما تعانيه تلك الفئة يمكن ان يجعلها تشكل على المدى البعيد قنبلة موقوتة تهدد أمن المملكة؟
- هذا صحيح.. يوجد أحياء بهذا الشكل في بعض المدن وليس جميعها.. وان كانت محدودة وصغيرة.. وسبق ان اتخذت اجراءات عملية تجاهها.. وأزيلت بعض الأحياء وتم تنظيفها.. ومن وجد مخالفا لأنظمة الإقامة من الأجانب استبعد إلى بلاده.. أيضا تم اتخاذ الاجراءات اللازمة للسعوديين القاطنين بها.. وتتم بين الحين والآخر حملات من هذا النوع.. ولسنا غافلين عن هذا الأمر بل سيكون هناك حملات متتالية.. ولعلي هنا استشهد بأكثر الاجراءات جدية تجاه هذه القضية.. وهو ايجاد هيئة تطوير مكة المكرمة التي أعلن عن تأسيسها بقرار سامٍ ويرأسها سمو أمير مكة.. نجد ان تأسيسها إدراكا للحجم الحقيقي للمشكلة لكون مكة تحتوي على بؤر بها تجمعات سكانية غير صحية وأماكن عشوائية.. فلهذا وجدت هذه الهيئة لدراسة الأوضاع في المنطقة، ومن ثم اتخاذ الاجراءات اللازمة حيالها..
ظواهر سيئة ..
* سمو سيدي في الآونة الأخيرة نلاحظ تفشي ظواهر سيئة بين الشباب من الفئتين الذكور والإناث.. ووقوع أحداث لاتقال حقيقة.. وإنما انتشرت وبشكل ملحوظ للغاية.. كيف ترون سموكم الكريم هذا الأمر.. لدينا شريحة كبيرة من البطالة.. لدينا كم هائل من الممارسات الخاطئة.. لدينا شريحة كبيرة جدا من الإناث الناقصات فكريا.. ما الذي نحتاجه لتفادي مثل هذه الأمور هل نحتاج إلى إعادة النظر في المناهج التعليمية أو غير ذلك.. ما الذي نحتاجه إجمالاً؟
- بالنظر للتاريخ.. منذ فترة بعيدة.. منذ عهد النبوة على سبيل المثال نجد ان في المجتمع ماهو من الأمور التي أوجبت أحكاما شرعية ونفذت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم... فما بالك الآن.. فبتكاثر المجتمع تكثر مشاكله.. وتتعدد الأمور وتتطور بشكل أكبر مما كان عليه في السابق.. ولكل زمان دولة ورجال وأحداث.. فلا يستغرب وجود مشاكل وأحداث معينة في أي مجتمع.. فهذا موجود بطبيعة الحال.. وستتزايد وفقا لنمو المجتمع وتزايده.. فإذا قل الناس قلت مشاكلهم.. وإن تزايدوا زادت مشاكلهم.. إنما الذي نرجوه ونعمل من أجله كمسؤولين ومواطنين ورجال تربية وفكر وأهل الحسبة والدين والدعاة.. أن يتوجهوا دائما للدعوة إلى الخير ونبذ الشر بكافة أوجهه وتأصيل الخير في نفوس الشباب بالدرجة الأولى حتى تكون لديهم حصانة ذاتية تبعدهم عن الأمور التي بها إفساد لأنفسهم ولمجتمعهم.. والشاذ لاحكم له.. المهم الأكثرية.. ولله الحمد نجد الأكثرية الساحقة الآن لأهل الخير.. والأقلية للسيئين ... ونأمل ان يكون مجتمعنا كالثوب الأبيض يبين أقل مايدنسه... ولا نستمرئ بكثرة الأخطاء.. ولعلها نادرة بإذن الله..
أما فيما يتعلق بالبطالة.. فهذا الأمر يعاني منه الكثير من المجتمعات.. ولو جرى بحث جاد لدينا.. لوجدنا الخلل في طالبي العمل أنفسهم.. وليس بالفرص المتاحة في سوق العمل.. حيث إن الجميع يطلب العمل المريح له.. سواء في مكانه أو في طبيعة عمله .. ولايتجه للعمل في المناطق النائية أو للعمل الذي به مشقة له.. ولو ذهب أيٌّ منهم على سبيل المثال للمنطقة الصناعية في أي مدينة سيجد ان فرص العمل متاحة ومتنوعة.. وجميع من يعملون بها كانوا في الأصل متدربين.. فلماذا لايتجه شبابنا إلى المهن الحرفية ؟؟ لماذا يطلب أكثرهم عملاً حكومياً أو مكتبياً؟؟ قد لاتتيسر لهم فرص العمل بالشكل المطلوب.. أيضا يجب ان ندرك بأن ليس كل من طلب العمل لديه الكفاءة على القيام به.. لابد من جدارته وكفاءته..
تجاوزات مدمرة ..
* أيضا سمو سيدي.. بالوقوف على بعض الأمور السيئة التي تفشت في مجتمعنا.. هناك شرائح من المقيمين خاصة في المدن الرئيسية للمملكة تزاول ممارسات غير مشروعة من بينها ترويج بطاقات الأطباق الفضائية التي تتيح عرض قنوات إباحية.. أين نحن من هذه التجاوزات المدمرة؟
- مثل هذه الأمور تعد من الممنوعات.. والممنوعات يخضع مروجوها ومستخدموها للعقوبة.. وهناك جهود مبذولة من الجهات الرسمية المعنية في هذه الأمور.. لكن تفشي مثل هذه الأمور يعود لعدم تعاون المواطن مع الجهات المختصة.. فلو التمس شيئا من هذه الأمور.. كترويج المنكرات أياً كانت.. هل قام بتبليغ مركز شرطة أو فرع هيئة أو إمارة!! خاصة المتأكدين من هذه الأمور.. لو أبلغوا الجهات المختصة بهذه الممارسات لأمكن إحباطها.. لكن للأسف تحفظ الناس يجعل الأمور تتفشى بهذا الشكل.. فالجهد مبذول لمكافحة أي من الأمور غير المرغوب بها في الدين أو في العرف الاجتماعي أو في جميع النواحي.
هيئات الأمر بالمعروف ..
* تطرقتم سمو سيدي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. يلاحظ حقيقة ان نشاط الهيئة يتكاثر في منطقة كالرياض والقصيم ويختفي تماما في المنطقة الشرقية أو جدة.. فإلى ماذا ترجعون سموكم ذلك؟
- هذا الأمر غير صحيح.. في الواقع ان الهيئة لها نشاط في جميع المناطق... لا أستطيع القول: إن أنشطتها تتزايد في منطقة عن أخرى.. ولكن لكل منطقة خاصية معينة... فهناك مناطق تجد بها قبولاً لأمر ما.. وفي المقابل تجد مناطق ليس بها قبول لأمر آخر.. تجد مناطق بها تعاون مع الهيئة.. وبأخرى لاتجد ذلك.. هذا ما يمكن ان يلفت النظر.. إنما نشاط الهيئات موجود في جميع المناطق .. والمطلوب منهم ان يكون نشاطهم قائماً على الطريقة الشرعية الصحيحة بالدعوة للإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. والاحتساب في هذا المجال في نطاق ماهو مقرر.
مواجهات الأعياد ..
* سمو سيدي.. الأعياد أصبحت كسيف «ذو حدين» ان صح التعبير .. وأصبحت تشكل هاجساً مقلقاً على غالب الأسر.. إذ تكثر فيها المواجهات كمضايقات من قبل الشباب للعوائل.. وربما تصل المواجهات إلى حالات إطلاق نار في بعض الأحيان.. ماهو تعليق سموكم الكريم على ذلك؟
- هذا الأمر نادر جدا.. وإذا كان حجمه نادراً فلا مبرر له.. ومعروف ان مايبرز العيد منذ سنين مضت هو اللبس الجديد، وموائد تمد.. إلى ما شابه.. أما الآن ولله الحمد الجديد موجود كل يوم والموائد موجودة أيضا.. ولكن الملاحظ هو تعدد سفر الكثير من الأسر إلى خارج البلاد في مواسم الأعياد.. وهذا الأمر يؤسف له.. والبعض يعتاد على ذلك باستمرار سنويا..
حاجتنا للسلاح ..
* سمو الأمير أعلن سمو سيدي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز قبل عدة أشهر اننا أمام إتاحة الفرص لإنشاء محلات تجارية لبيع الأسلحة مرجعا سموه ذلك لعدة أمور منها ان اقتناء السلاح للدفاع عن النفس.. هل ترون سموكم الكريم إننا بلغنا مرحلة لايمكن فيها للمواطن أو المقيم الدفاع عن نفسه إلا عن طريق السلاح؟
- السلاح معروف اقتناؤه في هذه البلاد.. ومعروف أنهم يعتزون باقتناء السلاح خاصة في مناطق البادية والقرى منذ القدم.. وليس ذلك بالأمر الجديد بالنسبة لمجتمعنا ... إنما الجديد هو التخلي عنه أو الإقلال منه أو عدم الاهتمام به.. وهذه هي الظاهرة السائدة في المدن الرئيسية والمناطق الحضرية.. وهذا يدل والحمد لله على الأمن والاطمئنان.. إنما اقتناء السلاح فأكثرهم يقتنيه لأغراض الصيد أو لاحتياط ما لأي أمر مايحتاجونه.. وإن شاء الله لا يحتاجونه للدفاع عن أنفسهم إطلاقاً... والحياة اليومية تبرهن على هذا بأنه ليس هناك حاجة للسلاح للدفاع عن النفس.. ولكن الذي يريد اقتناء السلاح كهواية هذا بالإمكان في حدود النظام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.