جربوا.. لنجعلها سياحة داخلية..

عبدالرحمن السماري

** يقول المسافرون في عيدي الأضحى والفطر إن مدناً كالقاهرة وبيروت ودبي.. شهدت جيوشاً زاحفة من أبناء هذا الوطن.. استعاضوا عن أوروبا وأمريكا والغرب والشرق بهذه المدن الثلاث.. حتى أضحى الحجز إليها أو فيها.. ضرباً من المعجزات وعلى أي خطوط كانت.. وفي أي فندق كان.. بل وصلت الأمور إلى واسطات وشفاعات من أجل أن يظفر أحدهم بمقعد أو غرفة في فندق.. وكأن الإجازة أو العيد لا يصلح أبداً.. إلا بالسفر للخارج.
** بعضهم.. كان حاجزا ظهر يوم الاربعاء بعد الخروج من المدرسة أو المكتب بساعة فقط.. وحجز العودة فجر يوم السبت أول يوم من الدراسة.. ومن المطار إلى المدرسة أو العمل.. والفرق بين سكنه في الفندق وبين العمل مجرد ساعات فقط.. فقد ذهب هناك لإثبات الحضور.. وطلب العذر والسموحة من المدير أو المديرة.. ثم الانصراف لتسديد فواتير النوم كما يقول هؤلاء.
** الإجازة عند هؤلاء مع الأسف لا تصلح إلا في الخارج.. والمشكلة أن بعضهم مثقف أو كاتب.. وكان يزعج قراءه بالدعوة إلى سياحة داخلية.. ومع ذلك.. فقد ضُبط بعضهم.. أنه لم يجلس في إجازة عيد الأضحى أو الفطر.. حتى ولو ساعة واحدة في بلده.
** حتى الذين لديهم أسر وأطفال «سحبوهم» في رحلة إلى هذه المدن الثلاث..
** لا ندري.. ماذا سنقول في الصيف القادم.. هل نقول.. احجزوا من الآن.. لأنها لن تتسع لكم.. أم نقول.. كان الله في عون هذه المدن.. أم نقول.. أعان الله جيوبكم على الصرف والبذخ؟.
** أم نقول.. شفاكم الله مما أنتم عليه من هدر وإسراف وجنون وسوء تخطيط وسوء تفكير؟
** تخيّلوا مطارات الرياض وجدة والظهران ليلة السبت الماضي.. كيف كانت.
** اسألوا رجال الجوازات والخطوط والجمارك.
** نحن مقبلون على صيف وإجازة صيف.. والكثير الكثير.. ينوي هذه المدن الثلاث لأن البدائل من وجهة نظره شبه مفقودة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. رغم سوء ما واجهه البعض في السفر.. من مشاكل ومنغصات..
** مشكلة البعض.. أنه لا بد أن يسافر مهما كانت النتائج.
** وإلا.. ما المشكلة فيما لو قرر جميع السياح صرف النظر هذا العام عن السياحة في الخارج بسبب المستجدات والأحداث.. وجعلوها سياحة داخلية.
** نعم.. نحن نعلم.. أنه لا يوجد لدينا فنادق ولا شقق.. ولا مطاعم.. ولا أماكن تتسع لكم كلكم.. فيما لو قررتم.. لكن نقول.. لعل بعضهم يصرف النظر عن السياحة نهائياً «مهوب ظني»؟!! ويعتبرها مشروعاً مؤجلاً.. حتى لا يواجه مشاكل هو في غنى عنها فيما لو سافر إلى الخارج.. وبالذات.. الغرب.
** جربوا.. اجعلوها سياحة داخلية.. أو اجعلوا هذا المشروع.. مؤجلاً هذا العام.. و«اربحوا العافية».. والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.