ظلموك يا أسطورة آسيا

حينما تتحدث عن شخصية مؤثرة «فعلاً وليس قولاً»، خطفت قلوب عشاق كرة القدم محليًّا وعربيًّا وآسيويًّا، فلن تتسع القمة سوى للاعب؛ فلم ولن تنجب الكرة السعودية بحجم إمكانيات وإنجازات (يوسف الثنيان) الأسطورة الكروية التي - للأسف - واجهت صدودًا إعلاميًّا؛ فلم تتمتع مثل غيرها بتسليط الضوء على مشوارها الكروي المؤثر في الملاعب السعودية والعربية والآسيوية، سواء مع ناديه الهلال أو مع منتخب وطنه، كمعادلة كروية استثنائية نادرًا أن تجدها في لاعب يتساوى تأثيره وقيمته الفنية في تحقيق المنجزات مع ناديه ومنتخب بلاده (ميسي لم يستطع فعلها)!
يقول الفنان عبدالله الرويشد في أغنية له، سجلها في نهاية الثمانينيات الميلادية «شوف.. شوف.. شوف اسمه رباعي الحروف.. اللاعب الفنان معروف، والله معروف». لكن - للأسف - يا عبدالله الرويشد كان اسم اللاعب معروفًا أكثر في جيل الثمانينيات والتسعينيات ومطلع الألفية الثانية، لكن في وقتنا الحالي بدأ اسم اللاعب وتاريخه يندثر لدى جيلنا اليوم بسبب تقصير الإعلام الرياضي السعودي نحو تناول ما قدمه (الثنيان) من تضحيات على صعيد ناديه والمنتخبات للوصول والصعود إلى المنصات في زمن إعلام اهتم أكثر بالمقارنات على وزن «مهاجمنا أحسن من مهاجمكم».
حتى وإن دخل الأسطورة الكروية السعودية (يوسف الثنيان) في مقارناتهم فحتمًا سيكتسح الجميع بأرقام إنجازاته الأفضل، ليس على المستوى المحلي فقط، بل أيضًا على المستوى القاري وصولاً للمستوى العالمي. وهنا أسرد لك سيدي القارئ بعضًا من الأرقام؛ لتعيش في رحلة رقمية مع «السحر الثنياني» كواجب مني في هذا العصر لحفظ حقوق أبي يعقوب، ونقل قصصه الأسطورية في الملاعب المحلية والخارجية:
* الأول عالميًّا كقائد للفريق تمكن من حصد 17 بطولة.
* الثامن على مستوى العالم من حيث عدد البطولات التي حققها، بواقع 28 بطولة، 25 منها مع فريقه، و3 مع المنتخب «اثنتان منها حسمها قائدًا للأخضر».
* حقق جميع الألقاب المحلية مع ناديه الهلال بجميع مسمياتها، بما فيها (كأس المؤسس).
* حقق جميع الألقاب الآسيوية مع ناديه الهلال بجميع مسمياتها في ذلك الحين.
* حقق مع منتخبه الوطني أهم البطولات في تاريخ المنتخب، وهي: كأس الأمم الآسيوية عام 1988 بتأثير مباشر، وكأس الأمم الآسيوية عام 1996 حاملاً شارة الكابتنية، إضافة إلى كأس العرب عام 1999 حاملاً شارة الكابتنية أيضًا.
* ثاني أكثر لاعب سعودي تحقيقًا لبطولة الدوري السعودي؛ إذ حقق هذا اللاعب الأسطوري اللقب (7 مرات).
* تأهل مع المنتخب السعودي إلى كأس العالم عام 1998 في فرنسا، وسجّل هدفًا ضد جنوب إفريقيا.
قبل الختام
ذات يوم قال المعلق الكويتي المعروف خالد الحربان: «خرج في البرازيل بيليه، وخرج في الأرجنتين مارادونا، وفي قارة آسيا خرج لنا يوسف الثنيان».