نصف رغيف ..!

تخيل أن تقف أمام الخباز وتطلب منه أن يخبز لك نصف رغيف ماذا تتوقع أن تكون ردة فعله؟!
إن كان صاحب قلب حنون سيقدم لك رغيفا مجانيا باعتبار أنك لا تستطيع دفع مبلغ رغيف كامل وإن كان ممن سيطرت على قلوبهم الدنيا فهو سيقوم بطردك لأنه يرى نفسه محتاجا أكثر منك وأيضاً لأنك سخرت من عمله الذي لا يكتمل إلا برغيف دائري.!
فلسفة الرغيف الذي لا يكتمل إلا عندما يتشكل كدائرة قادني للتفكير بالحياة وكيف أننا لا نريدها ناقصة أبداً بل نسعى إلى أن تكون مكتملة دافئة لذيذة وتقدم لنا بكل كرامة.
لا أحد يريد نصف حياة والدليل أن السعي لكمالها والتنافس على المراتب الأولى هو الذي من أجله وبسببه قتل قابيل هابيل ليتضح لنا أن أقصر طرق التنفيس عن مرارة الخسارة تكون بالشر الذي يلحقه الندم .!
الحياة جميلة بالرغم من كل مافيها من تعب والمرارات التي نتجرعها كل حين هي لنقدر قيمة حلاوتها عندما تصفو.
الهلال لا يكتمل إلا بدائرة البدر وأيامنا التي تسير عجلتها بشكل دائري هي التي تقودنا لطرقات أقدارنا لذلك و من وجهة نظري الدائرة شكل من أشكال الحياة وليست مجرد رسم نستخدمه للتشكيل والتعريف.
لماذا لم تكن الكرة الأرضية بشكل آخر غير الدائرة؟!
سؤال عجزت عنه إجابته الزوايا القائمة .!