أسئلة سطحية وعنوان سبق تقديمه

في مثل هذا النوع من البرامج الحوارية الفنية المتعلقة بالفن وأهله، يفترض أن يتم تقديمها من قبل من لهم خلفية ثقافية في هذا الجانب وعندما نقول هنا خلفية ثقافية، نعني بذلك قاعدة معلوماتية لا بأس بها وخبرة كافية، تخوّل المذيع أن يطرح ما لديه بطريقة يستنطق بها الضيف، ومن متابعة لهذا البرنامج وهذه الحلقة بالتحديد نجد أن المذيعة لم تتقن لغة الحوار بشكل جيد من الناحية المهنية ودعوني استعرض ذلك بالتفصيل وبالأدلة من نص الحوار.
ذكرت المذيعة أن لبدر بورسلي دور في نقل محمد عبده وانتشاره على مستوى الخليج والعالم العربي، وهذه المعلومة خاطئة وغير صحيحة، وهذا مؤشر على ضعف الإعداد للبرنامج أي أن الأسئلة لم (تطبخ) بطريقة حرفية، بل طبع عليها الاجتهاد غير المبني على القاعدة المعلوماتية التي يحتاجها أي إعلامي قبل الظهور مع الضيف، ولعل الشاعر بدر بورسلي بانت عليه ملامح الدهشة من هذا السؤال «الساذج»، فلم يكن يتوقعه على الإطلاق، ولكنه سرعان ما تدارك ذلك بإجابة تحمل التاريخ، وعندما نقول تحمل التاريخ لأننا هنا نتحدث عن قامة فنية لها حضورها الطاغي في عالم الأغنية العربية من محيطها إلى خليجها، ولكن الكارثة أن المذيعة لم تعِ ذلك بعد.
كما أن المذيعة استخدمت عبارة (كتير ناس يقولو) في أكثر من سؤال وهذه تُسجل ضدها فمن هم الناس الذين يقولون؟ كيف استندت على هؤلاء؟ هل هم مجموعة من النقاد الفنيين؟ أم إعلاميون؟، أم هناك دراسة بحثية أكدت أن هناك شريحة أو فئة معينة من المجتمع يملكون هذا الرأي الذي تستند عليه المذيعة في أسئلتها؟. كما أنها استخدمت كثيراً اللهجة المحلية الحجازية وكان حرياً بها أن تستخدم اللغة العربية البسيطة لأنها تقدم برنامجاً في «قناة العربية» التي لها انتشارها على مستوى الوطن العربية.
المذيعة لم تستغل بعض الإجابات لتخلق منها أسئلة حوارية متميزة لأن بعض الإجابات من الضيف كانت مادة دسمة لذلك وخصوصاً فيما يتعلق في الفنانتين نوال وأحلام.
لا تندهش عزيزي القارئ عندما تعرف أن المذيعة التي وقعت في الأخطاء المذكورة في سطوري السابقة تحمل الماجستير في الإعلام وسبق أن قدمت مجموعة من البرامج التي لا علاقة لها بالفن وأهله مثل (دليل العافية)، (صباح العربية)، (مسابقة الجماهير)، وبالتالي نحن نتساءل: ما الأسس والمعايير المهنية التي تم على أساسها اختيار هذه المذيعة دون غيرها لتقديم برنامج ظهرت فيه بشكل ضعيف جداً من الناحية المهنية؟.
كما لا ننسى أن مسمى البرنامج «كلام الفن» سبق أن تم تقديمه قبل سنوات على إذاعة روتانا السعودية.