طموحنا عنان السماء    فراق زارعة الفرح    هنأت رئيس الكاميرون باليوم الوطني.. القيادة تعزي في وفاة الرئيس الإيراني ومرافقيه    أمير القصيم يكرم «براعم» القرآن الكريم    أمير الرياض يرعى حفل تخرج طلبة الجامعة السعودية الإلكترونية    "مطارات القابضة" وشركاتها التابعة تطلق برنامج المحتوى المحلي "جسور" في مطارات المملكة    الذكاء الاصطناعي ومستقبل الوظائف    رحلة نحو الريادة في السياحة العلاجية    الراجحي يصدر قراراً بتعديل تنظيم العمل المرن    وزير الإسكان يفتتح منتدى سلاسل الإمداد العقاري    حلول السلامة الذكية وطائرة «بارق».. «الإلكترونيات المتقدمة» تستعرض قدراتها التصنيعية    القوات المسلحة تواصل تدريبات" الأسد المتأهب"    مكعّب روبيك.. الطفل العبقري    بعد وفاة رئيسي.. لا تغيير في السياسة الإيرانية    "مسام" ينتزع 2.010 ألغام في اليمن خلال أسبوع    8 طرق لشحن الهاتف بسرعة فائقة    أنديتنا وبرنامج الاستقطاب    في الرياضة.. انتظار الحقائق والتطوير    اجتماع اللجنة الأمنية والعسكرية المنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي - القطري    تعزيز العلاقات مع "تحالف الحضارات"    رسمياً .. الاتحاد يعلن رحيل "جروهي" و "رومارينيو" عن صفوفه    إحباط تهريب 200 كلغ من القات المخدر    خادم الحرمين الشريفين يخضع لبرنامج علاجي    "تعليم جدة" يصدر نتائج حركة النقل الداخلي لشاغلي وشاغلات الوظائف التعليمية    أمير الرياض يستقبل منتسبي جمعية المتقاعدين    إجازة لمكافحة التعاسة    ابحث عن قيمتك الحقيقية    لجين تتألق شعراً    مواجهة الظلام    مبادرة الأديب العطوي    أبطال آيسف يحققون 27 جائزة للوطن    زلة الحبيب    وقتك من ذهب    لا عذر لخائن    تسهيل وصول أمتعة الحجاج لمقار سكنهم    العجب    علاقة معقدة بين ارتفاع ضغط الدم والصحة النفسية    الحامل و الركود الصفراوي    أخصائية تغذية: وصايا لتجنب التسمم الغذائي في الحج    طريقة عمل الجمبري بالهريسة الحارة الليبية    أمير الرياض يرعى حفل تخرج طلبة الجامعة السعودية الإلكترونية    اللهيبي ل «عكاظ»: إنجازات طلابنا وطالباتنا تعكس اهتمام ودعم قيادتنا للتعليم    4 محفزات تدفع الدون لكسر هيمنة الزعيم    «الطيران المدني» تعلن الفائزين بجائزة المطارات السعودية في نسختها الرابعة    مفتي الهند يدعوا الله بأن يشفي خادم الحرمين    وزير الخارجية يعزي نظيره الإيراني بوفاة رئيس إيران ومرافقيه    مصادر «عكاظ»: لؤي ناظر يترشح لرئاسة العميد «يونيو القادم»    محمد بن عبدالعزيز يكرم المتفوقين    "العامري" بين استعراض المنجزات، لثانويات مكتب تعليم حلي    الجنائية تتحرك لاعتقال قادة من حماس وإسرائيل    الأمير سعود بن نهار يستقبل مدير مطار الطائف الدولي    د. العيسى يتسلَّم مفتاح محافظة الإسكندرية أعلى وسام في المدينة    قدوم 267657 حاجا عبر المنافذ الدولية حتى نهاية أمس    القيادة تعزّي دولة رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة السيد محمد مخبر في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له في حادث تحطم طائرة مروحية    «التعليم» تحدد أنصبة التشكيلات المدرسية في مدارس التعليم العام    جائزة الرعاية القائمة على القيمة ل«فيصل التخصصي»    أمير القصيم يرعى حفل تكريم الفائزين بمسابقة براعم القرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحمَ الله عبد الله.. وحفظَ سلمان
نشر في الجزيرة يوم 29 - 01 - 2015

فقدت الأمة الإسلامية والعربية، قائداً من قادتها، جعل نصب عينيه الأمن والاستقرار، وفقدَ الشعب السعودي ملكاً تحققت على يديه وفي فترة حكمه الكثير من المنجزات، ولعل أهمها توسعة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، إضافة إلى الكثير في ميدان الاقتصاد والعلم، والبنية التحتية.
لقد عمل - رحمه الله - على توسعة الجامعات وزيادة عددها، وكذلك إحداث بعض التغييرات في مناهجها، كما عمل على إتاحة الفرصة لعدد غير قليل من شباب الوطن للدراسة في جامعات العالم المختلفة للتخصص في حقول كثيرة، ومختلفة، ولا شك أن من عاد منهم إلى الوطن قد أضاف إليه جزءاً حتى وإن كان يسيراً مما تعلمه، وما حمل معه من ثقافة مفيدة.
الملك عبد الله - رحمه الله -، حرص على الرفع من مستوى الخدمات الطبية، وسعى إلى توفيرها للمواطن في مدينته وقريته، وحرص على أن تكون خدمات مناسبة وكافية، وجعل توظيف المواطن السعودي نصب عينيه، ولهذا فقد أمر بالكثير من الأنظمة والقوانين التي تساعد في توفيرها لها، وكذلك وضع حداً أدنى للأجور، ورفع مكافأة لأولئك الذين لم تتيسر لهم الوظيفة المناسبة، وذلك من خلال برنامج حافز.
الملك عبد الله غفر الله له، كان واضحاً في مواقفه في ميدان العلاقات الدولية، وكان حريصاً أن تكون المملكة فاعلاً رئيسياً فيما يمر به العالم من أحداث سواء على المستوى الدولي أو الإسلامي أو العربي.. ولقد وضع في أولوياته محاربة الأفكار المنحرفة والخارجة عن النهج القويم الذي جاء به رسول الهدى صلى الله عليه وسلم.
لقد أيقن أن الإرهاب داء اُبتلي به العالم أجمع، وقد عانت المملكة منه مثلها مثل غيرها من الدول، وقد سعت وساعدت العالم في محاربته، وكان للملك عبد الله دورٌ كبيرٌ في ذلك.
لقد عمل الملك عبد الله - رحمه الله - على اتفاق الأمة في ظل المحن المتتابعة التي مرت بها، فقد شهد بأم عينه ما يُسمى بالربيع العربي وهو ليس بربيع، وإنما هو خريف تساقطت أثناءه الكثير من الأوراق الخضراء المزهرة.
واجتهد ما وسِعه لرأب الصدع بين الدول، وبين ما في داخل الدول من مكونات، وحقق الكثير من ذلك، ولعل سرعة قراره فيما يخص أحداث البحرين شاهد على ذلك.
وحرص على جمع كلمة دول الخليج، وأبلى بلاءً حسناً في ذلك.. وكان آخرها ما تم في الرياض من تقوية تماسك المنظومة الخليجية، وتقوية الروابط بينها، والدفع بها إلى مزيد من التماسك والتوافق.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز غني عن التعريف، وإنجازاته الكثيرة سبقت توليه قيادة الوطن، فهو سلمان الإنسان قبل أن يكون الأمير، ومن ثم الملك، عرفه الناس قبل أن يتولى منصبه الأول أميراً للرياض، وهو لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وعرفه الناس بعد أن تولى منصبه الأول، وعرفه الناس في الفترة التي ترك فيها منصبه لمدة ثلاث سنوات، وعرفه الناس بعد أن عاد، وعرفه الناس بعد توليه مناصبه الأخيرة، نائباً ثانياً ووزيراً للدفاع، ومن ثم ولياً للعهد، وها هم الآن يعرفونه ملكاً.
خادم الحرمين الشريفين يعرفه الخاص والعام، وهو يعرف الخاص والعام، يعرف الكثير من الناس، ويعرف أنسابهم، وتاريخ أسرهم، ومساهمتهم في بناء هذا الوطن، وهو عالم بالتاريخ، متوسع في تاريخ الجزيرة العربية، حافظاً للكثير من الأحداث والوقائع والقصص التي حدثت فيها، وهو يدرك ماذا يعني التاريخ، وماذا سيبقى منه للإنسان من العبر.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يتصف بصفات خاصة به، نقلها من مدرسة والده، ومن الحياة، ومن ممارسته لمهامه، فهو قارئ نهم، وأيضاً هو في المعاملات التي تُقدم إليه سريع القراءة، حتى إن هناك قراءة أطلقها عليه المغفور له - بإذن الله - غازي القصيبي، سمّاها القراءة السلمانية، كما أنني أعلم أن عينه في الغالب تقع على الغاية من الخطاب إن كان طويلاً، ومع قراءته السريعة تقع عينه في الغالب على الأخطاء، حتى الإملائية سواء في المعاملات أو الكتب، وحدث هذا معي في معاملات وفي كتب أيضاً، ويضع تحتها خطاً ليناقش في الخطأ بعد أن يثني طرف الورقة التي بها الخطأ، له رؤيته الخاصة في الداخل والخارج، وقد لا أذيع سراً إن قلت إنه يردد دائماً أن هذه البلاد قامت على التمسك بالإسلام الحق، وهي لن تحيد عن وضعه نصب عينها، والذود عنه، فهو الأساس الذي قامت عليه ولأجله، وستظل كذلك لأن هذه البلاد تحمل رسالة وتوظف كل إمكاناتها في التمسك ونشر هذه الرسالة، رسالة الإسلام البعيد عن الشوائب، فهو دين السلام والخير والمحبة والوسطية.
خادم الحرمين الشريفين يتحلى بصفات كثيرة أعرفها جيداً، وربما يكون هناك فيما بعد فرصٌ للتنويه بها، سواء في شخصه أو تعامله، أو نظرته السالفة أو الآنية، أو اللاحقة للأمور، رحم الله الملك عبد الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ووفقه لما فيه خير البلاد والعباد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.