في صباح كل يوم تطالعنا صحفنا المحلية بأخبار تكاد تكون شبه يومية بقيام رجال الأمن الأبطال بالإطاحة بعصابات اللصوص أفراداً كانوا أو جماعات وهذه الأخبار حقيقة ظاهرها الافتخار بمنجزات رجال الأمن الأشاوس الذين نعتز بالله ثم بهم في المحافظة على الأمن ومحاربة الجريمة بدعم من قيادتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الداخلية بوزيرها المتألق ورجاله المخلصين حيث وفرت لهم كافة الإمكانات الحديثة والمتطورة التي سهلت لهم بتوفيق الله ومكنتهم من الإطاحة بأولئك المخلين بالأمن من السراق، ومحاربة هذه الآفة الخطيرة على المجتمع والأمة. وفي داخل تلك الأخبار ما يؤلم قلوبنا أن تلك العصابات والأفراد سعوديون وأغلبهم مقيمون بعضهم فئات من المتسللين والمخالفين لأنظمة الإقامة والعمل ومن جاء إلى هذا البلد الآمن بنوايا سيئة وقصد الإفساد وجدوا فيه مرتعهم فأغواهم الشيطان وأعمى ضمائرهم بحب الحصول على المال بأي طريقة كانت وجمعه لإنفاقه في ملذاتهم وشهواتهم من مخدرات أو مسكرات والعياذ بالله، أو لدعم جمعيات إرهابية قصدها الإفساد في بلد معطاء بفضل الله فامتهنوا ترويع الآمنين والاعتداء على ممتلكات الناس وسرقة أموالهم سواء من المنازل أو المحال التجارية أو من مكائن الصرافة المنتشرة في شوارعنا الآمنة وأمام البنوك، أو سلب الأموال من العاملين في محطات المحروقات والمارة أو من الصيدليات أو من سائقي سيارات الأجرة حتى وصل تجرؤهم بكل خسة ووقاحة على السرقة في بيت الله الحرام بمكة المكرمة بين الطائفين تحت أستار البيت العتيق الذي من دخله كان آمناً، وكذلك سرقة الركع السجود في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة والمساجد الأخرى المنتشرة في المملكة وسرقة المصلين والمصليات في شهر رمضان المبارك دون احترام لحرمة الزمان والمكان الشريفين، وذلك بسرقة الحقائب النسائية بما فيها. وأيضاً وسط الأسواق والشوارع والهروب بواسطة دراجات نارية أو غيرها، بل وصلت الحال ببعض المجرمين والسراق إلى سرقة محافظ الرجال وجوالاهم عند حمل الجنائز وفي المقابر حيث انشغال المشيعين بموتاهم. والذي يؤلم أكثر وأكثر هو استخدام أولئك المجرمين السلاح بكافة أنواعه في ارتكاب جرائمهم البشعة دون رادع من دين أو خوف من عقاب، وقد استمرأوا تلك الجرائم لأنه لم يطبق بحقهم العقاب القوي والرادع لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن والمقيم على أرضه وفق ما وجه به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إلا ما ندر وتم نشره في تلك الصحف على كثرة من تم القبض عليهم من قبل رجال الأمن الأبطال الذين أطاحوا بالسراق تلك الفئات والعصابات المعتدية على حقوق الناس وأموالهم التي حرمها الشرع المطهر حيث جاء في قول خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة يوم النحر (فإن دماءكم، وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلّغتُ؟)، قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد) كما حرم دم المسلم وماله وعرضه فجعل لها من الحكم ما يكفل بحول الله من القضاء عليها أو على أقل تقدير الإقلال منها قال الله عز وجل {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (38 سورة المائدة) قال المفسرون في هذه الآية (والسارق والسارقة فاقطعوا -يا ولاة الأمر- أيديهما بمقتضى الشرع مجازاة لهما على أخذهما أموال الناس بغير حق وعقوبة يمنع الله بهما غيرهما أن يصنع مثل صنيعهما والله عزيز في ملكه حكيم في أمره ونهيه) التفسير الميسر لنخبة من العلماء ص114 ورسول الله عليه الصلاة والسلام قال: في حق المخزومية التي سرقت (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) فلم يسجن تلك المخزومية ولم يجلدها رضي الله عنها، كما أن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله قطع يد السارق في عهده. وأمام كثرة ما نسمع ونقرأ عن جهود رجال أمننا البواسل حراس الأمن والفضيلة وجهودهم المبذولة بتوفيق الله في محاربة هذه الجرائم والآفات ومخاطرتهم بأرواحهم الطاهرة وأنفسهم الزكية في مواجهة أولئك المعتدين لم يصدر ما ينصف من اعتدي عليه وأسرته وسرقوا ماله وخربوا أملاكه من كسر أبواب منزله أو سيارته أو متجره أو ضرب العامل لديه من حارس أو بائع أو سائق أو صيدلي أو غيرهم إن أولئك اللصوص هددوا بإشهار السلاح في وجه الأبرياء!! لم نقرأ أو نسمع بقطع يد السراق إلا ما ندر جداً بل سجن وجلد فقط. وسؤالي والقضاة وفقهم الله لكل خير وسدادهم اعلم مني بحكم الله في المجرمين فماذا بعد الإطاحة بأولئك السراق وقد اعترف كثير منهم بارتكاب جرائمهم واعتدائهم على أموال الناس وأخذها عنوة وبغير حق؟؟ لا أدري ألم يكن المنزل المقفل له حرمته وحرزه؟ وكذلك الإنسان الآمن ويأتي من يسلبه ماله تحت تهديد السلاح سواء بالرشاش أو السكين أليس له من يحميه بعد الله بقوة السلطان التي يزع الله بها ما لا يزع بالقرآن؟؟ فإلى متى يكتفي بالحكم بالسجن والجلد وهو أمر لا يكفي لأن يكون رادعاً لأولئك المجرمين السارقين وأمثالهم ولكل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن الذي تحرص على استتبابه حكومتنا الرشيدة أعزها الله بطاعته؛ لأن السجين ما يلبث أن يطلق سراحه وينسى عقابه!! ويبقى ترويع المؤمن المعتدى عليه فيعيش هو وأسرته في رعب دائم وخوف وقلق مستمرين خاصة النساء والأطفال، بل قد يكرهون المكان الذي سرقوا فيه لأنهم لن يشعروا بالأمن والطمأنينة بعد تلك الجريمة وسيشعرون بالوحشة خاصة إذا كان يصاحبها تهديد بالسلاح وإطلاق نار!! لأن أحداث الجريمة ستظل عالقة في أذهانهم سنوات طويلة قد يحتاجون فيها إلى علاجات نفسية، بل ستترك جرائم السرقات وغيرها إذا لم يقام فيها حدود الله الرادعة ستترك سمعة غير طيبة عن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين التي قال الله في حرمها {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} وأنها غير آمنة لا قدر الله فبتطبيق شرع الله وإقامة حدوده يستتب الأمن وبالأمن يسعد الناس. إن ما أتطلع إليه ويتطلع إليه كل مواطن غيور على دينه محب لبلاده وينشد الأمن في هذا البلد الآمن ونرجوه أن تنفذ أحكام شرعية قوية توازي ما يحدث من جرائم السرقة التي استشرى شرها مؤخراً في كل مدينة ومحافظة في بلادنا الآمنة المطمئنة، وليس بعقوبة السجن والجلد وحدهما فإنها ليست رادعة ما لم ينفذ أشد العقوبات التي أقرها الشرع المطهر وهو دستور هذه البلاد الطاهرة وتعمل به حكومته الرشيدة بحمد الله. قال رسول الهدى والرحمة (لحد يقام على وجه الأرض خير من أن يمطروا أربعين يوماً) فطبقوه في حق السراق الذين زينت لهم أنفسهم والشيطان سوء أعمالهم فتمادوا في أفعالهم المشينة وسببوا الفوضى وزعزعوا الأمن وتجرأ كثير من المفسدين في ارتكابها فروعوا الآمنين المطمئنين في بيوتهم ومحالهم وشوارعهم فاعتدوا على الممتلكات الخاصة والعامة طمعاً في المال الحرام مستعينين به في شراء المخدرات والمسكرات وعمل المنكرات أو لدعم الإرهاب والإرهابيين مستخدمين في تنفيذ جرائمهم أبشع الأسلحة وأكثرها فتكا فلوا أن كل سارق لقي حكما شرعيا رادعا له ولغيره يقضي بعقوبته على فعلته بقطع يده لما وصل إلى تفكير غيره على مجاراته ولعم الأمن وحد من انتشار جرائم السرقات وغيرها فإن من مارس السرقة أول مرة ولم يلق الجزاء الرادع والقوي فإنه بكل تأكيد سوف يمارس هذه المهنة الخبيثة عدة مرات، إلا ما شاء الله حتى يقع في يد العدالة المنصفة بتطبيق شرع الله المطهر وهو حكم الله وهو الخبير بما يصلح البلاد والعباد، فلا زالت جرائم السرقة قائمة وستستمر إلى قيام الساعة والله أعلم فهي قضية أزلية في كل العالم فلا يعنينا ما يطبقه العالم بأسره فإن ما يطبقه من قوانين هي وضعية من وضع البشر وما يسمى بحقوق الإنسان التي تراعي الجاني ولا تراعي المجني عليه وبين أيدينا كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فبتنفيذ حكم الله وهو أحكم الحاكمين وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الرحيم بأمته خير لنا وسعادة وسيكفلان بحول الله وقوته من الحد من تلك الجرائم إلى درجة كبيرة قال الله عز وجل إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ وقال عز من قائل عليما وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَِّ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (النور 2) فلا تأخذنا الرأفة بالمجرمين على ترك العقوبة عليهم أو تخفيفها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لحد يقام على وجه الارض خير من أن يمطروا أربعين) فحكم الله واضح وهو الحكيم الخبير فحكم على السارق بقطع يده والسارق بعمله إفساد في الأرض فأمر بقطع يده دون القتل والله رؤوف رحيم.. وإن من يستهين بحقوق الناس ويتجرأ عليهم بكل عنجهية وبحمل السلاح وتهديد الآمنين وسرقة أموالهم لأكبر جرم يوازي الاعتداء على النفس!! فالمال عديل الروح كما يقال، فمتى يشتفي الفؤاد من أولئك المفسدين بتطبيق شرع الله في كل مجرم ومفسد بقطع يد السارق وقتل المفسد؟؟ وعسى أن يكون ذلك قريباً أسأل العظيم رب العرش الكريم أن يديم علينا أمننا ويكفينا شر الأشرار ويحفظ لنا ولاة أمرنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ورجال الأمن المخلصين الذين لا يألون جهداً في تحقيق الأمن والطمأنينة وأن يعينهم على إقامة حدود الله وتنفيذ أحكام شرعه الحنيف على كل مفسد في بلادنا الطاهرة إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.