الغزل وجبة خاصة على طاولة العرضة

فواصل جنوبية

نشأت العرضة الجنوبية من استعراض رجال القبيلة وفرسانها للاستعداد لخوض المعارك أو للتعبير عن فرحة النصر ونشوته، ومن الطبيعي أن تنشد وتغنى في مثل هذه المواقف أبيات تتعرض لمفاخر القبيلة وقوتها وجلد رجالها وقوة بأسها ضد الأعداء، حيث يقول الشاعر محمد القرادي المالكي عندما يفتخر بقبيلته بين الصفوف في إحدى قصائده:
أي عزايه بني مالك تقل العدا بالمرت قل
كم من القرن الانصب من وراهم تقل المرت قلبه
ولعل طفرة التطور التي مرت بها الجزيرة العربية بعد حكم آل سعود أوجد نوعا من الأمن والطمأنينة مما جعل ذلك ينعكس على شعر العرضة الجنوبية حيث بدأ الشعراء يدخلون بعض معاني الغزل في أشعارهم في ساحات العرضة في حدود ضيقة، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر محمد بن مصلح الزهراني الذي كان له دور بارز في شعر الغزل مع زميليه الشاعر عبدالله البيضاني والشاعر محمد الغويد والشاعرين محمد بن حوقان المالكي وعبدالواحد الزهراني ومن ذلك قول الشاعر محمد الغويد الغامدي:
البدع/ الغويد:
هنالك ياغرس لوزا بينه الموزياتي
له مطلع في غصونه بدو غامد وزهران
ياناس همه طوى حالي وشب اكبدايه
هيهات ياجي يعود اللوز ولبابة له
الرد/ الغويد:
أوزيتني ياحبيب الروح بالموزياتي
ما شاقني غيركم في بدو غامد وزهران
ماريته إلا مع الطاقه وشبك بدايه
ولاحظه من ورى الشباك والباب تله
ومن ذلك قول الشاعر محمد بن مصلح الزهراني في البدع:
يقول أبو نايف آنا ذقت برد وشمسي
والقلب معلول بين أهل القلوب المعاليل
ماكني إلا قتيل وطايح وسط دفني
يامسرعك يا لساني كنت حالي ومريت
والناس مايقبلون الشايب أحنى ظهيره
الرد/ عبدالله البيضاني:
يازين قلبي وشى اليومه وقلبي وشى امسي
يابو جبينا مثيل البدر لشرف مع ليل
هذا المقادير لفت بيننا واصطدفنا
لو كان ما جيت من قدام عيني ومريت
بغى يظلم علي الوقت واحنا ظهيره