"زين السعودية" تسجل إيرادات بقيمة 2.5 مليار ريال للربع الأول من العام 2024    نائب أمير تبوك يتوج الفائزين بجائزة "رالي تبوك تويوتا 2024"    "التخصصات الصحية" تطرح مشروع تحديث التقويم التكويني المستمر    "أمانة عسير" تطرح 10 فرص استثمارية    مختص مناخ ل "الرياض": المملكة بعيدة عن تأثيرات الانفجارات الشمسية    القوات المسلحة تشارك في تمرين "الأسد المتأهب"    الأدوية وأفلام الرعب تسببان الكوابيس أثناء النوم    الأرصاد: استمرار التوقعات بهطول الأمطار على عدد من المناطق    استقبال طلائع الحجاج بالهدايا وحزمة البرامج الإثرائية    مخاوف من انتشارها.. سلالة جديدة من كورونا يصعب إيقافها !    «عدّادات الأجرة» تخضع لأحكام نظام القياس والمعايرة    اجتياح الاحتلال لرفح يوقف معظم المستشفيات    طبيبة سعودية تنقذ راكبة تعرضت للصرع على متن رحلة جوية    الذكاء الاصطناعي.. الآتي أعظم    انتكاس تجربة «إيلون ماسك» لزرع الشريحة    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الطبية والغذائية    السعودية وتايلند.. تعزيز التجارة واستثمارات واعدة    كنو: موسم تاريخي    صحف عالمية:"الزعيم لا يمكن إيقافه"    براعم النصر .. أبطالاً للدوري الممتاز    أخضر الناشئين لكرة الطائرة إلى نهائيات كأس آسيا    ختام ناجح لأسبوع الرياض الصناعي    100 مليون ريال في المرحلة الأولى.. "جونسون كنترولز "تصدر" تشيلرات يورك" سعودية الصنع إلى أمريكا    جمعية مرفأ تنفذ دورة "التخطيط الأسري" في جازان    محافظ الزلفي يزور فعاليه هيئة التراث درب البعارين    القبض على مقيمين لنشرهما إعلانات حملات حج وهمية    اكتشاف قدرات الأيتام    مؤسس فرقة «بيتش بويز» تحت الوصاية القضائية    النزل التراثية بالباحة .. عبق الماضي والطبيعة    "هورايزون" و"بخروش" يفوزان بجائزتي النخلة الذهبية    أكبر منافسة علمية عالمية في مجال البحث العلمي والابتكار.. «عباقرة سعوديون» يشاركون في آيسف 2024    المنامة تستعد للقمة العربية.. وغزة تتصدر أعمالها    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من إندونيسيا    الماء    مصادر «عكاظ»: لا وجود ل «المسيار» أمام المحاكم.. تراخيص المكاتب «هرطقة»    المملكة تدين الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة (الأونروا) في القدس المحتلة    توقيع اتفاقية تعاون وتقديم خدمات بين منصة وتطبيق متر ووكالة سمة للتصنيف    خبراء صينيون يحذرون من تحديات صحية ناجمة عن السمنة    حذروا من تجاهل التشخيص والتحاليل اللازمة .. مختصون: استشارة الإنترنت علاج مجهول    حملة للتوعية بمشكلات ضعف السمع    الشمري يرفض 30 مليون ريال.. ويتنازل عن قاتل ابنه بشفاعة أمير منطقة حائل    جودة النقد بين نور والهريفي    أول دوري للبادل في العالم.. وقفات ومقترحات    الإسقاطات على الكيانات !؟    مساحات ثمينة    وما زال التدهور يخيّم في الأفق..!    الطلبة الجامعيون وأهمية الاندماج في جميع المناطق    القيادة تعزي ملك مملكة البحرين    أمير الرياض يتفقد المجمعة ويدشّن مشروعات تنموية    وصول المنتخب السعودي للعلوم إلى الولايات المتحدة للمشاركة في آيسف 2024    المدينة أول صديقة للتوحد بالشرق الأوسط    رابطة العالم الإسلامي تدشّن «مجلس علماء آسْيان»    الجوف: القبض على شخص لترويجه أقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي    تعليم عسير يُعرّف ب«نافس» تعليمياً ومحلياً.. و8 ميداليات ومركزان في الأولمبياد الوطني للتاريخ    وزارة الحج تدعو لاستكمال التطعيمات المخصصة لحجاج الداخل    مقرن بن عبدالعزيز يرعى حفل تخريج الدفعة السادسة لطلاب جامعة الأمير مقرن    جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز تحتفل بتخريج الدفعة السادسة    تدشين مشروعات تنموية بالمجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى رضوان الله
أ.د. أحمد بن يوسف الدريويش (*)
نشر في الجزيرة يوم 30 - 06 - 2012

أمير السنّة ورجل الأمن الأول ولي العهد نايف بن عبد العزيز في ذمة الله
قال تعالى: مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً الأحزاب:23
إنه - والله - مصاب جلل وخطب عظيم وحدث محزن أليم أدمى القلوب وأبكى العيون لفقْد البلاد والعباد ابناً من أعظم أبنائها وقائداً من أعظم قادتها الذين أسهموا في بناء نهضتها الشاملة ورقيها وتقدمها ورفعتها وأمنها إنه رجل الأمن الأول وأمير السنّة الابن البار للإمام الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة - إنه نايف بن عبد العزيز القائد والإنسان.
ولم تلك المحبة العظيمة وهذا الحزن الكبير إلا لما عُرف عنه - رحمه الله - من خصال عظيمة جليلة جعلت منه قائداً فذاً عظيماً معظماً يحمل همّ الوطن وأمنه ومستقبله ونموه وتطوره.
لقد شارك الفقيد في جميع مراحل بناء الدولة السعودية، منذ مرحلة التأسيس، مروراً بمرحلة التوحيد وانتهاءً بمرحلة البناء والتطوير والتحديث والرقي حتى غدت المملكة العربية السعودية في مقدمة دول العالم تقدُّماً وعزة ورفعة وتطوراً وازدهاراً وتأثيراً وواحة للأمن والأمان وذلك على مدى أكثر من نصف قرن من حياته العملية حيث كان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - رحمه الله رحمة واسعة -، من أبرز قادة المملكة الذين ساهموا في الكثير من المسؤوليات والفعاليات المحلية والدولية على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والثقافية والدينية، حيث يحفل سجل سموه بالعديد من الإنجازات الداخلية والخارجية على كافة الأصعدة.
والفقيد هو: الأمير نايف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود آل سعود هو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ثاني رجل في الدولة بعد الملك, ولد سموه عام 1352ه - 1933م في الطائف، وهو الابن الثالث والعشرون من أبناء المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -.
درس الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود في مدرسة الأمراء، وتلقى التعليم على يد والده الملك وعلى أيادي كبار العلماء والمشايخ.
وبدأ حياته السياسية وكيلاً لإمارة منطقة الرياض في عهد المؤسس الملك عبد العزيز ومن بعدها أميراً لمنطقة الرياض في عهد المؤسس الملك عبد العزيز وعهد الملك سعود بن عبد العزيز ونائباً لوزير الداخلية في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز ونائباً لوزير الداخلية بمرتبة وزير في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز ووزيراً للدولة للشؤون الداخلية في عهد الملك خالد بن عبد العزيز ووزيراً للداخلية منذ بداية عهد الملك خالد بن عبد العزيز وعهد الملك فهد بن عبد العزيز وعهد الملك عبد الله بن عبد العزيز ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة لوزير الداخلية ثم ولياً للعهد ونائباً أول لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة لوزير الداخلية في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ومنذ أكثر من 35 عاماً، والفقيد الراحل يذود ببسالة المقاتل الشجاع وقوة الأسد الهصور، عن أمن بلاده، ويقف بوجه كل من يحاول المساس باستقرارها.
ولعل الأحداث الإرهابية التي ضربت المملكة في عام 2003، كانت أحد أبرز الأحداث الحاضرة في الذهن والتي تصدى لها سموه، كما عُرف عنه من رباطة جأش وحزم في التعامل مع كل من يحاول أن يمس أمن البلاد واستقرارها.
وبات تعامل الأمن السعودي مع الإرهاب ودحره مضرباً للمثال من قِبل الغرب والعرب، وهو ما حدا بقيادات، وساسة، وأمنيين غربيين إلى الدعوة مراراً إلى الاستفادة من تجربة الأمن السعودي بقيادة سمو الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود في التعامل مع الإرهاب.
ولما كان الأمير نايف رجلاً محباً وحريصاً على العلم والتعليم، فقد سعى طوال فترة توليه لوزارة الداخلية بتسليح أعضائها بالعلم والمعرفة من خلال برامج مكثفة ارتقت بأفراد الوزارة، وجعلت منها أحد الأجهزة التي يفخر بها السعوديون.
وهو محب كذلك للعمل الخيري، فقد أهّله هذا الأمر لتولي العديد من الملفات الخاصة بهذا المجال، وقد لعب دوراً بارزاً في الإشراف على عمليات إغاثة الشعوب المنكوبة وتعكس المواقف الإنسانية للأمير نايف بن عبد العزيز، دعمه الكبير للقضية الفلسطينية، كونها قضية العرب الأولى، وتجلى ذلك خلال ترؤسه للجنة السعودية لدعم انتفاضة الأقصى، التي أُنشئت عام 2000 م بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله -.
وسمو الأمير نايف رجل صريح ومباشر في تعامله مع وسائل الإعلام، يجيب عن الأسئلة، ويحرص على شرح الخلفيات حتى لو لم تكن للنشر، حيث يقول: «أريدك أن تسمعها مني أفضل من أن تسمع الشائعات».
ودائماً ما يستحضر عبارة (الرأي العام)، وهو ما يعكس حرص سموه على إطلاع الجميع على كافة المستجدات في كل القضايا، وهو ما جعل علاقته بالإعلام تتكلل بترؤسه سابقاً للمجلس الأعلى للإعلام، وتوليه الرئاسة الفخرية للجمعية السعودية للإعلام والاتصال.
كما يُعتبر الأمير نايف - رحمه الله - عمود خيمة الحج، برئاسته للجنة الحج العليا، وهي اللجنة التي تبدأ اجتماعاتها التحضيرية لأي موسم حج، مباشرة بعد انتهاء الموسم السابق، ولا يكتفي سموه بالتقارير الدورية التي ترفع له عن سير التحضيرات لموسم الحج، إذ يحرص وبشكل سنوي للوقوف بنفسه ميدانياً على تلك الاستعدادات.
كما يحرص سموه على الاطلاع على التفاصيل الميدانية، حيث يقوم بجولة مطولة على كافة أصعدة المشاعر المقدسة، والاستماع للمختصين، ورغم كل ما يبذله من جهود لا يمكن أن تجد له تصريحاً يقول «فعلنا كذا وفعلنا ذاك»، بل يفضل أن تتحدث الإنجازات عن نفسها.
كما ساهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز بجهود كبيرة في وضع تنظيمات هامة على صعيد قطاع العمل، وسعودة هذا القطاع بما يتفق مع توجهات الدولة الرامية إلى توفير فرص عمل للشباب السعودي الذين تتزايد أعدادهم يوماً بعد آخر.
إن من يتناول سيرة الفقيد ويغوص في أعماق هذا الأمير المحنك سيقف مذهولاً حائراً في شخصية عرَاب الأمن الفكري فبالرغم من كونه أحد أبناء المؤسس، وأحد أفراد العائلة المالكة السعودية المهمين.. وبالرغم من توليه عدداً من المناصب الهامة وتوليه رئاسة عدد من اللجان وتقليده العديد من الأوسمة عالية المستوى من عدة دول إلا أن نايف بن عبد العزيز هو نايف الذي لا يهدأ ويحرص على مباشرة الكثير من الأمور بنفسه, تلك المناصب والمشاغل والوضع الذي سموه عليه لم يجعله يهتم بنفسه أكثر مما يهتم بغيره فلقد نسي نفسه وكرّس جهده ووقته وصحته لخدمة هذا الوطن وأبنائه واستبسل في الدفاع عن الأمن الداخلي للمملكة العربية السعودية وجعل الوطن والمواطن ينعمون بالأمن من نظرات سموه التي تبعث الطمأنينة والراحة في قلوب الجميع، ونظراً لما قدّمه سموه الكريم من جهود وإنجازات خالدة فلقد كافأه أبناء الوطن بعدة ألقاب كان من أبرزها:
- أمير السنّة.
- نايف الأمن والأمان.
- رجل الأمن الأول.
-عرَاب الأمن الفكري
- قاهر الإرهاب
- العين الساهرة.
- أمير الحكمة.
- نايف الخير.
- نايف السياسة والحكمة.
- قائد الأمن الفكري.
- سيد صقارين الجزيرة.
إن الوطن أحب الأمير كحب الأمير له أو أشد كيف لا وهو الأمين على أمنه، وهو الإنسان، صفته الهدوء والشهامة والكرم وهو السياسي المحنك وهو القوة والحزم الذي يظهر عند الشدائد والملمات والأزمات, وهو العلم ورجل الدولة.
استطاع بحنكته وبفضل من الله وبقوة وعزم لا يلين أن يتصدى للعابثين بأمن البلاد من الذين قاموا بتنفيذ بعض الأعمال الإجرامية والتخريبية, إضافة إلى تجفيف منابع الإرهاب، والمحافظة على اللحمة الوطنية، ولتأكيد سيادة شرع الله على الجميع، وبث الروح الإسلامية السمحة بين أبناء الوطن، وبذل الجهد من خلال التوعية الفكرية يوازيها العمل الأمني مع رجالات الوطن المخلصين، وتعامل مع الإنسان السعودي بكل شفافية وصدق ووضوح, وهو العين الساهرة التي لا تكل ولا تهدأ ولا تعرف الراحة في سبيل أمن الوطن, رجل سخّر جل وقته وراحته من أجل أن ينعم المواطن والمقيم أينما كان على خريطة البلاد المترامية الأطراف بأمن وطمأنينة, فهو رجل دولة وسياسي محنك ومتمرس، ملم بالقضايا الداخلية والخارجية، إعلامي الطرح، متزن ومتحدث ولبق، يحترم الرأي الآخر، ينصت إليه الجميع, تصريحاته محاطة بسياج إيماني ينبع من قوة العقيدة الإسلامية، صقلته الحياة, محافظ بعيد عن التهور أو زلة اللسان, علّمته الصعاب كيفية التعامل مع الغير في أحلك الظروف والعواصف، ولا غرو في ذلك فهو سليل مؤسس هذا الكيان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - إنه مدرسة متميزة متفوقة خرّجت رجالاً متمرسين في التعامل الأمني والإنساني.. وإن مسؤولياته ومهماته الوطنية وتصديه للأحداث والأزمات وقفت حامية ودرعاً للوطن لكل المحاولات اليائسة من المعتدين للنيل من حياد الوطن.
وعلى المستوى الفكري والمناصحة والحوار مع المتشددين والمغالين في توجهاتهم الفكرية ولتطهير عقولهم وتغليب الوسطية والاعتدال مثل ذلك تسامحه وشهامته وإنسانيته للأسر الذين ضل أبناؤهم عن جادة الصواب والطريق المستقيم ويحفزهم ويطمئنهم بأنهم جزء من هذا الوطن، وأن انحراف شخص لا يمثل الآخرين وإنما يمثل نفسه، كان هذا النهج مصدر الاطمئنان لهذه الأسر التي وجدت من سموه كامل العناية والدعم المادي والمعنوي. لقد تهافتت عدة دول على المستوى الإقليمي والدولي لمعرفة الإستراتيجية التي - بحمد الله - طوقت الأحداث الإرهابية للاستفادة منها ووقوف الجبهة الداخلية من المواطنين صفاً واحداً مع رجال الأمن لتبقى البلاد واحة أمن بحيث أصبح المواطن رجل الأمن يبادر بالإبلاغ عن كل المجرمين.
معركة الأمير نايف بن عبد العزيز ضد الإرهاب التي هو فارسها حظيت بكل تقدير من الأسرة الدولية، وطالبت عدة دول بضرورة الاقتداء بها والاستفادة منها، فكانت ضربة ميدانية للعناصر الضالة يضاف إلى النجاح في الاحتواء الفكري لهذه العناصر وكشف زيفهم وأفكارهم الخاطئة حتى لا يتأثر بها المخدوعون. ولقد سجلت هذه التجربة نجاحاً أشادت به كل الدول المتقدمة.
إن موسم الحج من الإنجازات والمهام الصعبة والبطولة لرجال الأمن للقيام على أمر هؤلاء الحجيج لفترة زمنية وبمساحة محدودة أثبتت النجاحات التي تتحقق وبتوجيه من سموه خير مثال على ما تبذله القطاعات الأمنية من جهود وتضحية في كل عام منذ دخول هؤلاء الحجيج المعابر والمنافذ إلى حين مغادرتهم من البلاد، ولهو خير شاهد على الإنجاز الكبير وبما يوفر من خدمات ومستلزمات لضيوف الرحمن من خلال ترؤسه لجنة الحج العليا.
إن التنوع والمكونات في شخصية الأمير نايف بن عبد العزيز وشموليتها على المستويين المحلي والدولي وأبعادها الدينية والإنسانية، حيث أسس الجائزة العالمية باسم سموه لخدمة السنّة والدراسات الإسلامية المعاصرة، وكذلك رعايته للجان الإغاثة لعدد من شعوب دول العالم التي في مقدمتها فلسطين ولبنان وباكستان، يُضاف إلى ذلك الملف الإنساني الناصع لمواقفه الإنسانية في تكفله بعلاج كثير من الحالات المرضية لمواطنين ومقيمين، وتبرعه بعدد من كراسي البحث العلمي المهمة منها كرسي بحث في السنّة النبوية والأمن الفكري والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتبرعه المستمر المتواصل من حسابه الشخصي لعدد من المؤسسات والجمعيات والجهات الدعوية والخيرية، ورعايته وترؤسه لكثير من لجان حملات الإغاثة.
لقد تحمَّل سموه - حفظه الله - بسعة صدره ونبل مشاعره وكريم أخلاقه الكثير لتحقيق طموحات حكومتنا الرشيدة وتأمين الأمن والأمان لإسعاد ورفاهية شعب المملكة العربية السعودية، ونجح بعون الله وبجهود المخلصين من حوله ببناء مؤسسات أمنية على أساس عصري وأكاديمي متميز، فشهدَ له القاصي والداني التي رسمها وخطط لها المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز حيث كان تحقيق الأمن من أولويات واهتمامات الملك المؤسس - رحمه الله -.. ومن المهام التي تولاها:
- الإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالمملكة العربية السعودية.
- الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.
- الرئيس الفخري لجمعية العلوم والاتصال في جامعة الملك سعود في الرياض.
- الرئيس الفخري للجمعية الوطنية للمتقاعدين.
- الرئيس الفخري للجمعية السعودية للإعلام والاتصال.
- رئيس لجنة الحج العليا.
- رئيس اللجنة العليا للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث سيول جدة.
- رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
- رئيس المجلس الأعلى للإعلام.
- رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي.
- رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني.
- رئيس مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
- رئيس مجلس القوى العاملة.
- رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية البشرية.
- رئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.
- رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة.
- نائب رئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها.
- عضو في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
- عضو في هيئة البيعة.
- عُين ولياً للعهد بعد أن اجتمعت هيئة البيعة السعودية وهو سابع ولي عهد للمملكة وأول ولي عهد تختاره الهيئة 2011.
أنشأ عددٌ من الجامعات في السعودية وخارجها أقساماً وكراسي ومراكز تحمل اسمه:
- معهد الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للبحوث والخدمات الاستشارية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.
- قسم الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو في جمهورية روسيا الاتحادية.
- كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود في الرياض.
- كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود في دراسات السنّة النبوية في جامعة الملك سعود في الرياض.
- كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لدراسات الوحدة الوطنية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.
- كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للوقاية من المخدرات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.
- كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لدراسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
- كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لتنمية الشباب في جامعة الأمير محمد بن فهد في المنطقة الشرقية.
- مركز الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمي للثقافة والعلوم في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية.
- مركز الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لأبحاث العلوم الصحية في جامعة الملك سعود في الرياض.
وقد حصل على عدد من الأوسمة والنياشين كان من أبرزها:
- وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى والذي يُعتبر أعلى وسام في المملكة العربية السعودية.
- وشاح من درجة السحاب من جمهورية الصين عام 1397 ه / 1977.
- الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة شنغ تشن في جمهورية الصين الشعبية في 17 شعبان 1399ه.
- الدكتوراه الفخرية في القانون من كوريا الجنوبية.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى في السياسة الشرعية.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة الرباط في جمهورية السودان.
- الدكتوراه الفخرية من الجامعة اللبنانية.
- وسام جوقة الشرف من فرنسا عام 1397 ه - 1977.
- وسام الكوكب من المملكة الأردنية الهاشمية 1397 ه - 1977.
- وسام المحرر الأكبر من فنزويلا عام 1397 ه - 1977.
- وسام الأمن القومي من كوريا الجنوبية عام 1400 ه - 1980.
- وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية.
- جائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام 2009 من الكونجرس الطبي الدولي في بودابست وذلك تقديراً للدور الإنساني الذي يقوم به بالإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالمملكة العربية السعودية من خلال اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية في الدول المتضررة.
- جائزة المانح المتميز للأنوروا من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
- أنوروا كأول شخصية عالمية تحصل على هذه الجائزة وذلك تقديراً منها لجهوده وإسهاماته الكبيرة في العمل الإنساني من خلال ما تقدمه اللجان والحملات الإغاثية السعودية بإشرافه.
والمتأمل في شخصية الفقيد يدرك يقيناً ما عُرف عنه من حلم وحزم وكرم وحكمة، إضافة إلى قربه من الشعب واستماعه لهم بكل هدوء وتقبله الأمور بكل رحابة صدر والتماسه لحاجة المواطن.
ويُعرف الأمير نايف بحلمه اللا محدود وحزمه في نفس الوقت وكرمه وسخائه ومساعدة المحتاج وحبه لفعل الخير في شتى المجالات وبخاصة علاج المرضى في الخارج والداخل على نفقته الخاصة وحرصه على دعم العلم وأهل العلم من الطلاب للدراسة وطلب العلم في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات في داخل المملكة وخارجها على نفقة سموه, وعُرف عن سمو ولي العهد قربه من الشعب واستماعه لهم بكل هدوء وتقبله الأمور بكل رحابة صدر وحكمة والتماسه لحاجة المواطن بشكل مستمر وفي كل وقت.
فالأمير نايف شخصية قيادية فذة متعددة الجوانب، أمضى سنوات طويلة وما زال يخدم الوطن والمواطن، وسموه مشهور ببعد النظر والحكمة، والحنكة السياسية والأمنية والإدارية والتواضع، فهو واسع الاطلاع، والأمير نايف يتمتع بشخصية قوية ونفوذ على المستوى الداخلي والخارجي ويحظى سموه بحب واحترام الجميع على مستوى العائلة الكريمة وعلى مستوى الشعب السعودي والعالم العربي والإسلامي والعالم أجمع.
أكثر من نصف قرن كسر خلالها الفقيد شوكة «القاعدة».. ولاحقَ الفساد.. وأمن الحج.. وحارب الإرهاب.. ولم يكن ملف «القاعدة»، الملف الوحيد الذي عانت منه السعودية أمنياً، حيث إن قدر السعودية أن تواجه التحديات في محيطها، وما الحالة اليمنية والعراقية بعيدة عن المشهد، ولكن الأمير نايف استطاع أن يصنع ويحافظ على استقرار بلده في محيطها المضطرب.
وبات تعامل الأمن السعودي مع الإرهاب ودحره مضرباً للمثال من قبل الغرب والعرب، وهو ما حدا بقيادات، وساسة، وأمنيين غربيين إلى الدعوة مراراً إلى الاستفادة من تجربة الأمن السعودي في التعامل مع الإرهاب.
قام الأمير نايف بن عبد العزيز، بعمل برنامج لتأهيل الموقوفين بقضايا إرهابية ينقسم إلى فرعين، الأول مناصحة للموقوفين تحت التحقيق قبل أن يُحاكموا، والثاني يُعنى برعاية الموقوفين بعد قضاء المحكومية في مساكن خاصة، إذ تتاح فرص الزيارة وقضاء يوم كامل مع الموقوف، ويشمل البرنامج التأهيل النفسي والعملي لإعادة دمج الموقوفين في المجتمع.
وقد أشاد بهذا البرنامج مجلس الأمن الدولي في عام 2007، حيث ثمّن الجهود السعودية في تأهيل ومناصحة الموقوفين ودعا إلى تعميمها عالمياً والاستفادة منها.
وقد أشادت كثير من المنظمات بهذه الجهود والتي نجحت في إعادة الكثير من المغرر بهم إلى دائرة الصواب.
كما كانت الحدود السعودية مصدراً للقلق، يبلغ مجموع طول الحدود البرية والبحرية للمملكة 6760 كيلو متراً. السيطرة على هذه الحدود هو بحد ذاته عملية معقدة للغاية، تمنح الفرص الوظيفية والقدرة الاقتصادية للمملكة سبباً مهماً للمتسللين. أعدادهم في تزايد مستمر وهم يشكلون عناصر أزمة بسبب حاجتهم المادية التي يمكن أن تحولهم إلى عناصر تنقل الخطر بمختلف أشكاله للمملكة. تعمل وزارة الداخلية على مشروع نظام مراقبة دقيق لحدودها يعتمد على الحواجز والكاميرات والطائرات والدوريات المجهزة بأحدث وسائل المراقبة على الحدود بدءاً من المناطق الأكثر خطورة. تستهدف عصابات تهريب الأسلحة والمخدرات والممنوعات إلى المملكة. تعمل الجهات الأمنية بالتعاون مع مختلف الفعاليات الحكومية والأهلية على منع التهريب وتوعية المواطن. تُعتبر نسب القبض في المملكة من أعلى النسب العالمية. يأخذ الأمير نايف هذا الأمر على محمل الجد ويعتبر حماية الناس مهمة شخصية لا يمكن أن تفشل، وهو يقدم كل أنواع الدعم والمؤازرة البشرية والمادية لعمليات الكشف والتصدي لهذه المشكلة.
التقنية والتخطيط الإستراتيجي والاعتماد على أحدث الوسائل المتوفرة بل والمساهمة في بحوث تطوير العمل الأمني مهمة تولاها الأمير شخصياً. وزارة الداخلية كانت السباقة في مجال إدخال التقنية لأعمالها بافتتاح المركز الوطني للمعلومات قبل أكثر من ثلاثين عاماً. وزارة الداخلية سباقة في إدخال خدمات جديدة في مجال الحاسب الآلي لتسهيل حياة المواطن، هذا التطور هو نتيجة النجاحات الفريدة التي تحققت باستخدام التقنية في كل أعمال الوزارة الأخرى. كما يأتي التعليم والتدريب في أعلى اهتمامات سموه، فبالإضافة للكليات والمعاهد الأمنية يرأس سموه مجلس جامعة نايف للعلوم الأمنية، ويخطط لإنشاء جامعة نايف للأمن الوطني.
التعاون مع الجهات القضائية والعدلية ومنظمات حقوق الإنسان من أولويات سموه. ففي عهده أُنشئت هيئة التحقيق والادعاء العام لتولي مهام تمثيل الحق العام بشكل أكثر احترافية وكفاءة ومراعاة لقواعد الاتهام والتقاضي من قبل جهة غير جهة القبض. يُضاف إلى ذلك الاهتمام المتزايد بالتنسيق مع الجهات العدلية لحل مشاكل اكتظاظ السجون، وربط عقوبات المدانين بالأعمال الاجتماعية التي تنفع الوطن وتحقق العدالة بما يضمن عدم العودة للجريمة. مساهمات وزارة الداخلية لا تنتهي عند حد، تقوم الجهات الأمنية بمراقبة القادمين والمغادرين الذين تتجاوز أعدادهم الثلاثين مليوناً كل عام عبر مختلف المنافذ، والتأكد من إجراءاتهم. إضافة لإصدار وثائق جوازات السفر وبطاقات الهوية المدنية من خلال استخدام أحدث التقنيات. يُضاف لذلك حماية حجاج بيت الله الحرام، والأعمال الشرطية والمرورية في مختلف مدن المملكة التي تتجاوز مساحتها مليوني كيلو متر مربع ، وأعمال الدفاع المدني سواء كانت أعمال الحماية أو التعامل المباشر مع الحوادث أو تنفيذ التوعية والمراقبة على المساكن والمناطق الصناعية والتجارية.
كما تأتي جائزة نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة ومسابقة الأمير نايف لحفظ الحديث الشريف تأتي تعزيزاً لرعاية المملكة وعنايتها بالسنة النبوية، والناشئة من الشباب والفتيات وتغذيتهم بمنهج قويم وعقيدة سليمة، وأنها تمثل امتداداً للدور الريادي الذي تقوم به المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وقد وصف الأمير نايف بن عبد العزيز إزاء هذه الجهود التي يبذلها في السنّة النبوية وخدمتها ب «أمير السنّة».
رحمَ الله تعالى عبده الأمير نايف بن عبد العزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .. والحمد لله على كل حال.
(*) وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية والأستاذ بالمعهد العالي للقضاء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.