جائزة العمل تواصل تحفيز القطاع الخاص وتعزيز بيئات العمل    إنجاز عالمي.. "برق" تتوج ب 3 جوائز من Visa خلال مؤتمر Money20/20    مجلس الوزراء يؤكد دعم المملكة لقطر ويدين اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي    الإعلام في مهرجانات الإبل من صوت التراث إلى صناعة المستقبل    القيادة تهنئ رئيسة الولايات المتحدة المكسيكية بذكرى استقلال بلادها    سلمان بن سلطان يفتتح منتدى المدينة للتعليم    الوقوف في الأماكن غير المخصصة مخالفة مرورية تعطل انسيابية السير    وزارة الداخلية تطلق ختمًا خاصًا بمؤتمر "Money 20/20 الشرق الأوسط"    "طوّر مسيرتك المهنية" لمساعدي الأطباء وأخصائيي صحة الأسنان    مستشفى قوى الأمن بالدمام يحصل على المركز الأول في جائزة أداء الصحة بمسار الأمومة والطفولة    مرايا غامضة تظهر في مختلف المدن السعودية... ما الذي تعكسه؟    زين السعودية تستثمر في قطاع التأمين الرقمي مع شركةPrevensure العالمية    10% من وفيات المستشفيات مرتبطة بأخطاء تشخيصية    بيئة الرياض تتلف 3 أطنان من اللحوم غير الصالحة وتضبط 93 مخالفة في سوق البطحاء    "موسم الرياض" يشهد أضخم حدث لكرة القدم الأميركية بنظام العلم    تحرك معنا": تعزيز الرياضة ونمط الحياة الصحي في الحدود الشمالية    النقل تفرض غرامات وحجز المركبات غير النظامية    محافظ الأحساء يكرّم مواطنًا تبرع بكليته لأخيه    اعترضنا سفنا فلبينية بمنطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي    الراجحي الخيرية تدعم مصابي التصلب المتعدد ب50 جهازاً طبياً    إطلاق مبادرة تصحيح أوضاع الصقور بالسعودية    أعلنوا رفضهم للاعتداء على قطر.. قادة الدول العربية والإسلامية: ردع إسرائيل لحماية أمن واستقرار المنطقة    «قمة الدوحة» ترفض محاولات تبرير العدوان الإسرائيلي تحت أي ذريعة.. تضامن عربي – إسلامي مطلق مع قطر    الحوثي يستهدف مطار رامون والنقب ب 4 مسيرات    سوريا.. ضبط شحنة أسلحة معدة للتهريب للخارج    السلوك العام.. صورة المجتمع    الأرصاد: حالة مطرية بمحافظات مكة حتى الجمعة    أمير القصيم يزور محافظة البدائع ويلتقي المواطنين ويطلع على مشاريع تنموية تفوق 100 مليون ريال    هل أدى فرض الرسوم على الأراضي إلى حل مشكلة السكن؟    2.3 % معدل التضخم    يستعيد محفظته المفقودة بعد 51 سنة    «قدم مكسورة» تدخل تامر حسني المستشفى    ظل الماضي    الإسراف وإنفاق ما لا نملك    متقن    الوحدة يصعق الاتحاد في الوقت القاتل    ولي العهد في برقية لأمير قطر: الجميع يقف مع الدوحة لمواجهة الاعتداء الغاشم    في مستهل مشواره بدوري أبطال آسيا للنخبة.. الهلال يستضيف الدحيل القطري    الخرف الرقمي وأطفالنا    رابطةُ العالم الإسلامي ترحب بمخرجات القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر    الفيصل رئيساً للاتحاد العربي    لبنان يوقف عملاء لإسرائيل ويفكك شبكة تهريب مخدرات    إنزاغي: سنواجه خصماً قوياً ومنظماً    الخرطوم تنتقد العقوبات الأميركية على مواطنين وكيانات سودانية    التحالف الإسلامي يطلق في العاصمة القُمريّة دورة تدريبية في محاربة غسل الأموال وتمويل الإرهاب    جامعة الملك سعود تُنظّم الندوة العالمية لدراسات تاريخ الجزيرة العربية    دراسة أسترالية: النظام الغذائي يحد من اضطرابات النوم والأمراض المزمنة    "سلطان الخيرية" تدعم "العربية" في قيرغيزستان    تضامن عربي إسلامي مع قطر.. دول الخليج تعزز آليات الدفاع والردع    التضخم الأمريكي أعلى من مستهدفات الفيدرالي    تكريس الجذور واستشراف للمستقبل    عزنا بطبعنا    أمير القصيم يطّلع على التقرير السنوي لأعمال فرع هيئة الأمر بالمعروف    «الشؤون الإسلامية» توقّع عقودًا لصيانة وتشغيل 1,392 مسجدًا وجامعًا خلال الربع الثالث لعام 2025م    رئيس الوزراء السوداني يغادر المدينة المنورة    نائب أمير تبوك يستقبل مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة    سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة تزور الملحقية العسكرية السعودية في واشنطن    المفتي يستعرض جهود وأعمال الدفاع المدني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثلوثية المشوح تكرِّم الأديب الفيصل وروادها يجمعون على إخلاصه لتخصصه ويصفونه بأديب الهدوء والخلق
مشيدين بمشروعه في جمع وتحقيق شعر القبائل العربية
نشر في الجزيرة يوم 04 - 11 - 2010

وصف روَّاد منتدى ثلوثية المشوح الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الفيصل بأديب الهدوء والخلق والرزانة والاتزان.. مجمعين على علو كعبه في مجالات أدبية مختلفة، أبرزها تاريخ الأدب وتحديد الأماكن المتعلقة بالأدباء الجاهليين وجمع وتحقيق التراث الشعري والأدبي.
وبيّن الدكتور الفيصل، الذي كرمته ثلوثية الدكتور محمد المشوح مساء الثلاثاء المنصرم، وسط حضور ثقافي وأدبي وإعلامي مميز، حيثيات غيابه عن ملتقيات الأندية الأدبية معللاً ذلك بأنه يستجيب لأي دعوة توجَّه إليه، إلا أنه أقر باعتزاله الكثير من المناسبات الاجتماعية وانقطاعه لمتابعة أعماله البحثية والتأليفية، وهو ما أكده عدد من زملائه ومحبيه وتلاميذه، مضيفين أنهم يغبطونه على هذه العزلة الإيجابية التي تثمر أدباً وكتباً ونتاجاً تقرؤه الأجيال وتحفظه الذاكرة.
وفي بداية الحفل قدَّم الدكتور محمد المشوح الضيف بنبذة تعريفية اشتملت على مسيرة الضيف، وأشار في معرض حديثه إلى أن بُعد ضيفه عن الأضواء أفقد محبيه الكثير. مشيداً بمشاريعه البحثية والعلمية الكبيرة في خدمة اللغة والأدب ابتداءً بمشروع جمع وتحقيق شعر القبائل العربية وشرح المعلقات العشر وإسهاماته في خدمة الثقافة. بعد ذلك قدم الدكتور الفيصل خلال أمسية تكريمه التي حضرها نخبة ثقافية مميزة ورقة اشتملت على عدد من المسارات، كان من أبرزها: التفاعل بين المحاضر والطالب في الدرس الجامعي، مبيناً ذلك بقوله: نحن في كلية اللغة العربية نحاضر في إطار الثقافة العربية بنحوها وبلاغتها وأدبها، ولدينا مواد هي جزء من الثقافة العربية، مثل: تاريخ الأدب، والنصوص الأدبية، وقراءة في كتب التراث، والتحرير الأدبي، إضافة إلى بحوث تقرر على الطلاب؛ فالمحاضرات مجال لتسليط الضوء على أدبنا القديم والحديث، وفي تساؤل الطلاب وتعليقاتهم ما يمتد إلى المواد الأدبية المطروحة في الصحف والنوادي الأدبية والصالونات الأدبية، ونحن على اطلاع بما يدور في الساحة الأدبية، ومع المستجدات التي تنشر في الشبكة العنكبوتية.
هذا التفاعل يكوّن توجهات لدى الطلاب، وهو مسار من مسارات الثقافة لا يُستهان به؛ لأن حماس النشء يصنع الإبداع والجِدَّة، والأساتذة - وأنا واحد منهم - خلف هذا التفاعل؛ فهم يدفعونه إلى الأمام كل يوم.
أمَّا المسار الثاني من مسارات الثقافة والأدب الذي أشار إليه د. الفيصل بأنه أسهم فيه فهو: الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه ومناقشة الرسائل، وتوجيه الطلاب إلى موضوعات جديدة في الأدب تستدعي قراءات ومتابعات لكل ما يجد في عالم الأدب، كما تستدعي أيضاً الاطلاع على تراثنا العربي والإسلامي المخطوط لتوجيه الطلاب إلى ما يستحق التحقيق، ثم إن متابعة طالب الماجستير والدكتوراه في مخططه أولاً الذي يرسم له عملاً سيعمل على ضوئه سنوات عدة تستدعي الدقة والإقناع، مع استيعاب ما يراه الطالب للوصول إلى نتيجة مُرْضية، ثم إن القراءات المتتابعة لفصول الرسالة وتقويم العمل بميزان الجودة يحتاجان إلى قراءات؛ فالطالب وإن كان مبتدئاً إلا أن لديه من الوقت ما يتيح له المكوث في المكتبة ساعات عدة، ومن خلالها يطلع على دقائق في بحثه قد تكون غائبة عن المشرف؛ فيضطر المشرف الجاد إلى المتابعة والارتباط بالمكتبات، وإن كانت مكتبته الخاصة تحوي كثيراً من الكتب؛ فالمكتبة الخاصة جزء من البيت، وقد تضيق بالكتب، وأنا واحد من الذين يعانون ضيق المكتبة، وقد اضطررت إلى الاستعانة بملحقين أُعِدَّا لغير الكتب فغلبت عليهما الكتب.
ومناقشة الرسائل فَنّ من الفنون، وإن كان موضوعها التقويم؛ فالمناقش أمامه علماء وطلبة علم فيطلب منه الإقناع واحترام الحضور، وعدم الصلف والتعالي على الطالب، بل مناقشته بهدوء، وأن يظهر نفسه في ثوب العالم المحترم للعلم أولاً وأخيراً. وأقول إنني واحد من الذين يسيرون في هذا المسار منذ ثلاثين عاماً.
أما المسار الثالث من مسارات الثقافة والأدب الذي أسهم فيه د. الفيصل فهو فحص بحوث الترقية وتقويمها سواء كانت في جامعة الإمام أو في غيرها، وفحص الكتب والبحوث المعدة للطبع، وفي هذا الشأن أبان عن أمور عدة بقوله:
مما يشغل الأستاذ الجامعي بحوث الترقية وغيرها مما يطلب منه تقويمه؛ فهذا العمل في عمق الجودة في المادة الأدبية وفي عمق تطوير الأدب وصناعة البحث النموذج والكتاب الذي تنطبق عليه أفضل الصفات، ومن هذه القاعدة التطويرية ونشدان الكمال يكون الأستاذ الجامعي (أقصد من هو في درجة أستاذ) في مسار الجودة والتطوير في فَنِّهِ، وأستاذ الكرسي هو من تقدم بفنه أكثر من غيره، ولا عبرة بكثرة الكراسي في الجامعات إذا لم يشرف عليها أساتذة قد أبدعوا في فنهم أكثر من غيرهم؛ فتوافر المادة مطلب لكل عمل، ولكن المادة وحدها لا تقود البحث العلمي.
لقد أسهمت في فحص الكتب واستفدت وأفدت؛ فالذين أسهمت في ترقيتهم إلى درجة أستاذ أكثر من عشرة والذين أسهمت في ترقيتهم إلى أستاذ مشارك أكثر، والكتب التي أجزتها للطباعة تعد بالعشرات والبحوث المحكمة للمجلات كثيرة، فأنا في الوسط التفاعلي الذي لا يرضى بواقعه وإنما يطلب ما هو أفضل منه، وهذا ما يميز البحوث المحكمة عن غيرها، هذا المسار الثقافي يتطلب من صاحبه اليقظة والدقة والاطلاع على الجديد، والعامل فيه جندي مجهول لا يُرى عمله فهو سر من الأسرار لا يجوز البوح به، مع أنه العامل المهم في دفع الفن إلى الأمام، أما الكتابات الأخرى التي تملأ الساحة الأدبية فهي تدور في حلقة مفرغة، أي إن ما يُنشر هذا العام هو ما نشر في العام الماضي؛ فالمادة المقدمة لمجلة أو صحيفة ينظر فيها المحرر على عجل فما راقه نشره وما لم يرق له رفضه أو أجّله.
أما المسار الرابع من مسارات الثقافة والأدب التي أسهم فيها د. الفيصل فهي الإسهام في مواد الإذاعة والتلفزيون، وفيها قال: الإذاعة وسيلة لنشر الوعي بين المواطنين؛ فخدمة المجتمع عن طريق هذه الوسيلة ناجحة ومؤثرة، وقد كنت واحداً من الذين أسهموا في نشر الوعي والمعرفة على امتداد ثلاثين سنة أو أكثر، فقد كتبت للإذاعة وجهة نظر، وأُخذ ببعض ما كتبت، وأسهمت بكتابة وقراءة ما يزيد على خمسمائة حديث إذاعي أُعيد إذاعة بعضها مرات عدة، وهذه الأحاديث في موضوعات مختلفة، وقد أفردت لمكة - شرفها الله - أحاديث عدة منذ سنوات قليلة، وهناك لقاءات إذاعية ضمنتها آراء في الثقافة والمعرفة وشؤون المجتمع.
وإسهامي في التلفزيون أقل من إسهامي في الإذاعة، فهو يأتي على فترات متباعدة، وأذكر منها إسهامي في برنامج الدكتور بدوي طبانة، هذا البرنامج أدبي ويمتد للثقافة، وقد اقترنت شهرته بشهرة مقدمه غفر الله له.
هذا المسار مرتبط بالمجتمع السعودي والمجتمع العربي والإسلامي، فالإذاعة تسمع في الأقطار العربية والإسلامية. وبعد إنشاء القناة الثقافية في التلفزيون السعودي أسهمت فيها بجهد المقل، كما أسهمت في نشر المعرفة والتعريف ببلادي في بعض القنوات الثقافية.
المسار الخامس من مسارات الثقافة والأدب التي أسهم فيها د. عبدالعزيز الفيصل الإسهام في الكتابة في الصحف والمجلات, وفيه قال: أول ما كتبت في الصحف كان في صحيفة اليمامة عندما كنت طالباً في السنة الأولى في كلية اللغة العربية، وكتبت في صحيفة الجزيرة وأنا طالب في الكلية، وكتبت في مجلة الفيصل بمكافأة، وكتبت في المجلة العربية، وكتبت في صحيفة الجزيرة مقالاً أسبوعياً بأجر بعنوان: (رؤى وآفاق)، وقد استمر هذا العمود على امتداد عشرين عاماً، وقد جمعت جُلّ مقالات هذا العمود ووضعتها في كتاب بالعنوان نفسه (رؤى وآفاق)، وقد جاء الكتاب في ثلاثة أجزاء، في ألفين وخمسمائة صفحة، وكتبت في صحيفة المسائية مقالها الرئيس (مسائيات) لمدة سنة. وكتابتي في الصحف والمجلات يغلب عليها الطابع الأدبي، وإن كانت تحوي مقالات اجتماعية وتاريخية وجغرافية وآثارية ووصفية. وكتابتي الآن في الصحف قليلة، ولكنها لم تنقطع؛ فأنا أكتب إذا رأيت حاجة ملحة للكتابة، فالكاتب يحمل رسالة لا بد من تأديتها في وقت الحاجة.
وكتابتي في الصحف الخارجية قليلة فقد كتبت في صحيفة أخبار العرب الإماراتية بأجر لمدة سنة ثم توقفت. هذا المسار من أهم المسارات المؤثرة في المجتمع السعودي؛ لأن الصحيفة مع القارئ في كل يوم، والمجلة متاحة ليد القارئ في أماكن مختلفة.
أما المسار السادس من مسارات الثقافة والأدب في مسيرة د. عبدالعزيز فهو الإسهام في التأليف وتطوير صناعة الكتاب، وقد تحدث عن هذا الجانب بقوله:
أسهمت في التأليف بستة مجلدات في شعر القبائل العربية وثلاثة كتب في تاريخ الأدب، وكتاب في التحقيق، وكتاب في النقد، وكتاب في اللغة، وكتاب في شرح الشعر، وكتاب في القضايا الأدبية، وكتابين في التعريف بجزء من بلادنا، وكتاب في المقالات المجموعة، وكتاب مقرر في التعليم العام منذ ربع قرن إلى الآن، وديوان شعر مخطوط، وهذه أسماء الكتب المشار إليها، المؤلفات:
- شعراء بني قشير في الجاهلية والإسلام حتى آخر العصر الأموي في مجلدين.
- شعر بني عقيل وشعرهم في الجاهلية والإسلام حتى آخر العصر الأموي جمعاً وتحقيقاً ودراسة، في مجلدين.
- شعر بني عبس في الجاهلية والإسلام حتى آخر العصر الأموي جمعاً وتحقيقاً ودراسة، في مجلدين.
- ديوان الصمة بن عبدالله القشيري (جمع وتحقيق) نشر النادي الأدبي بالرياض.
- قضايا ودراسات نقدية.
- من غريب الألفاظ المستعمل في قلب جزيرة العرب.
- مع التجديد والتقليد في الشعر العربي.
- وقفات على الاتجاه الإسلامي في الشعر العربي.
- عودة سدير (ضمن سلسلة هذه بلادنا) نشر الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
- الأدب العربي وتاريخه (مقرر) نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- وطن يعبر القرن.
- المعلقات العشر، شرح الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل في مجلدين.
- شعراء المعلقات العشر.
- معجم عودة سدير.
- رؤى وآفاق، في ثلاثة أجزاء (2500 صفحة).
- ديوان الصمة بن عبدالله القشيري، الطبعة الثانية.
- قضايا أدبية (محاضرات أُلقيت على طلبة الدكتوراه).
- ديوان شعر مخطوط.
المسار السابع هو الإسهام في التحقيق (في كتبي والإشراف على الرسائل)؛ فقد جمعت شعر الصمة بن عبدالله القشيري وحققته، وجمعت شعر بني قشير وحققته، وجمعت شعر بن عقيل وحققته، وجمعت شعر بني عبس وحققته، وأشرفت على رسائل في جمع الشعر وتحقيقه منها:
جمع شعر باهلة لراشد القير، وجمع شعر ذبيان للدكتور علي ناصر جماح، وشعر بن عمر وبن تميم لعبدالعزيز آل عبدالله، وشعر مذحج للدكتور محمد عبدالله منور، وشعر بني سعد بن تميم للدكتور أحمد اليحيى، وشعر بني مالك بن تميم للدكتور عبدالله السعيد، وثلاث رسائل في تحقيق الإسعاف في شرح شواهد القاضي والكشاف لخضر بن عطاء الله الموصلي (ت 1007ه) هي:
- رسالة الدكتور أحمد اليحيى.
- رسالة بليغ المشعان.
- رسالة محمد بن صالح العميري.
وأشرفت على إجازة بعض الرسائل ومناقشتها (أقصد المتعلقة بالتحقيق)، منها:
- شعر ابن يربوع للدكتور عبدالسلام بن عبدالله العبدالسلام.
- شعر كنانة للدكتور فهد بن صالح الجربوع.
أبيات القاضي البيضاوي في تفسيره: (أنوار التنزيل) وأبيات الزمخشري في تفسيره: (الكشاف).
أما المسار الثامن الذي تحدث عنه الفيصل فهو الإسهام في صناعة الأدب في بلادنا، وفيه قال: أسهمت في صناعة الأدب في بلادنا منذ أن كنت طالباً في كلية اللغة العربية في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وألف هجرية، أي ما يقرب من نصف قرن، فالدراسات الأدبية والمقالات من صميم الأدب، وإذا رجعنا إلى الدراسات السردية في زمننا هذا لوجدنا أنها تتناول الأخبار والحكايات الموجودة في كتب التاريخ والموسوعات الفكرية على أنها أدب مثل القصة والرواية والمسرحية، وكتبي فيها أنماط من الأخبار والدراسات الأدبية والنقدية، ولي أشعار قليلة نشر بعضها في الصحف وبعضها لم يُنشر، وعندما راجعت مقالاتي وجدت فيها ما يمثل الأدب، فعلى هذا أزعم أني شاركت زملائي في صناعة الأدب في بلادنا العزيزة.
تلاها ذلك مداخلات عديدة توجتها مداخلة للدكتور محمد الربيع وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود ورئيس النادي الأدبي بالرياض سابقاً الذي كشف عن صداقته بالدكتور الفيصل لأكثر من خمسين عاماً لم يتخللها اختلاف أو افتراق، مبيناً إسهامات الدكتور الفيصل على الصعيدين العلمي والشخصي، ذاكراً مجالات التميز التي يحفل بها سجله العلمي والأكاديمي، ومن أبرزها جهوده في مجال جمع وتحقيق شعر القبائل العربية وعنايته بتحديد الأماكن المتصلة بالمعلقات وغيرها، وموضحاً زهده في المناصب والمسؤوليات الإدارية؛ ما أتاح له الوقت للتأليف والإنتاج والبحث. وقد كشف د. الربيع عن هواية رفيق دربه د. الفيصل وهي الخروج إلى الفيافي والصحاري ومعرفته الدقيقة بالأماكن والوديان والشعاب والسهول في مختلف مناطق المملكة، وأن ذلك كان له طابع خاص على مؤلفاته العلمية؛ فهو يحدد الأماكن الواردة في أشعار العرب كما رآها ووقف عليها، ويحدد كذلك مساكن القبائل العربية.
كما تحدَّث الدكتور عبدالله الحيدري عن فضل الدكتور الفيصل في تشكيل وتكوين وعيه الأدبي والمعرفي عندما كان طالباً على يديه في مرحلة الماجستير. مشيراً إلى تواضعه الجم وخلقه الرفيع مع الجميع أساتذة وطلبة ومريدين، وأشار إلى جهوده في تحديد أنساب الشعراء العرب وعلاقاتهم ببعض، وأن ذلك كان السبب الرئيس في تفنيد ادعاءات طه حسين بانتحال الشعر العربي؛ فهو يقول «كيف يأتي شاعر من شرق أو غرب الجزيرة وينشد شعراً بلهجة قريش»؛ فالدكتور الفيصل له فضل كبير في الدفاع عن تراثنا الأدبي. وتساءل الحيدري عن سبب غياب الفيصل في المحافل الأدبية التي تعقد عن الشعراء الجاهليين كمحفل عنترة بن شداد الذي عقده نادي القصيم الأدبي العام الماضي، وتمنى أن يكون حاضراً في الندوة التي سيعقدها نادي القصيم عن امرئ القيس. تلاه كل من الأستاذ سعد العليان والأستاذ محمد العنزي اللذين أكدا تميز الدكتور الفيصل على الصعيدين المعرفي والخلقي.
وفي سؤال للأستاذ عبدالمجيد المعمر عن كتاب «عودة سدير» كشف الدكتور الفيصل عن حيثيات هذه الكتاب قائلاً إنه من أوائل من كتبوا في سلسلة «هذه بلادنا»، وموضحاً أن الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - أصرّ على ظهورها وتابعها، وأكد أنه سيقف خلف مؤلفيها في حال ظهور أي اعتراضات حولها. كما تحدث الفيصل عن «عودة سدير» قائلاً إنها تحوي تاريخاً مهماً وكانت تضم كنيسة إلا أن الطرق قد طمرتها وزالت معالمها.
كما تحدث الدكتور محمد الشويعر عن مسار فتح قنوات التواصل بين الأساتذة والطلبة مشيداً بتوجه الدكتور الفيصل في هذا السياق ومشيراً إلى إعجابه الكبير بجهود الفيصل في مشروع جمع وتحقيق شعر القبائل العربية وشعر المعلقات.. كما تحدث الشاعر معيض البخيتان عن مؤلفات الدكتور الفيصل مبيناً أنها أشبه ما تكون بخرائط دقيقة للأماكن في جزيرة العرب.
يُذكر أن الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الفيصل قدّم نصاً شعرياً وأنموذجاً للمقالة الأدبية نال إعجاب الحضور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.