تربع الهلال على صدراة مجموعته الآسيوية وحيداً بست نقاط بعد فوزه الصريح مساء أمس على مس كرمان الإيراني بثلاثة أهداف مقابل هدف.. في اللقاء الذي شهد تفوقاً هلالياً خالصاً بعد أن حسمه الهلاليون بعد 13دقيقة من البداية بهدفين لويلهامسون (د3) وأسامة هوساوي (د13) لتتحول المباراة بعد ذلك لمهرجان من الفرص المهدرة من الهلال وجملة من الأخطاء الإيرانية الاحترافية تجاه لاعبي الفريق الهلالي وخصوصاً نيفيز في الشوط الأول وهو ساوي في الشوط الثاني. الهلال قدّم مباراة جميلة وتفوق على الفريق الإيراني ميدانياً وتهديفياً ولم يترك للإيرانيين سوى العشر دقائق الأخيرة من الشوط الأول ومثلها في بداية الشوط الثاني.. لكن النتيجة العامة لا تعكس التفوق الأزرق بعد أن أضاف ياسر القحطاني الهدف الثالث في الدقيقة 81 من المباراة واضعاً حداً لسوء الحظ الذي لازمه في الكرات الرأسية تحديداً بعد أن قدّم مباراة كبيرة تحرك خلالها وهدد المرمى الإيراني وخلخل الدفاع بالتناوب مع نيفيز وويلهامسون، غير أن إهدار الفرص وعدم الاستغلال الأمثل لضعف الفريق الإيراني سمح بهدف الشرف للاعبي مس كرمان في الثواني الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع.. ولو وفق الهلاليون في تسجيل ما أتيح لهم من فرص لكانت النتيجة عريضة جداً لكن الثلاثية منحت الهلال صدارة المجموعة وأسعدت الجماهير الزرقاء بالتفوق الكبير للزعيم رغم بعض الأخطاء من هنا وهناك والتي كادت أن تقلل الفارق في النتيجة رغم الفارق الكبير في مستوى الفريقين. الشوط الأول بدأ الهلال اللقاء مهاجماً وباحثاً عن المرمى بكل عناصره.. فالتشكيل الأزرق طرأ عليه تغيير وحيد بدخول الفريدي في الوسط مع عزيز ورادوي ونيفيز وأمامهم ويلي وياسر مع رباعي خط الدفاع الثابت لي يونج، المرشدي، هوساوي، الزوري وخلف الجميع محمد الدعيع. ودخل الهلاليون في صلب الموضوع مبكراً حين بادروا الفريق الإيراني بالهدف الأول في اللقاء قبل أن تكتمل الدقيقة الثالثة. د3 هدف هلالي أول من استحواذ هلالي على الكرة وسط الميدان يمرر نيفيز كرة بينية رائعة لويلي في العمق الإيراني يواجه بها الحارس ويلعبها في المرة الأولى نجح الحارس في التصدي لها لتعود بينه وبين ياسر الذي كان راقياً جداً بتركه الكرة لصاحب الهجمة ويلهامسون الذي أكملها داخل الشباك هدفاً هلالياً مبكراً.. ويستحوذ الهلال على اللعب وسط تراجع الفريق الإيراني بكامل عناصره لمنتصف ملعبه محاولاً التصدي للهجمات الهلالية لكن سرعة اللعب ودقة التمرير والانتشار الجيد مقابل ثقل الحركة وضعف الإمكانيات البدنية والفنية للاعبي كرمان جعلت الهلال يبدو وحيداً وسط الميدان.. ليعاود ياسر التهديد من جديد بتسديدة خاطفة من على حافة منطقة الجزاء اصطدمت بالدفاع لتخرج ركنية بعد 13 دقيقة لعب لتحمل معها الهدف الهلالي الثاني بضربة رأس رائعة للعملاق أسامة هوساوي مجدداً علاقته بالشباك الإيرانية بعد أن سجل أيضاً في شباك سباباتري الإيراني في أولى مواجهات الهلال في البطولة الآسيوية على استاد الملك فهد الدولي بالرياض. د 14 هدف هلالي ثان تصدى رادوي للركنية ونفذها جميلة على القائم الأول لولهامسون الذي أعادها برأسه للخلف لتجد المتمركز هوساوي الذي أكملها برأسه داخل الشباك هدفاً هلالياً ثانياً جميلاً أوحى للهلاليين بسهولة المباراة.. ليشهد اللعب هبوطاً في الأداء حتى الدقيقة 28 التي شهدت تهديداً جديداً للمرمى الإيراني عبر كرة (هات وخذ) بين ياسر وويلي ينفرد بها ياسر ويواجه الحارس لكنه لعب كرته في أحضانه.. ليعلن الإيرانيون عن تواجدهم في المباراة عبر تسديدة بعيدة المدى من لاعب الوسط فرزا خاني الذي أطلق صاروخاً مر إلى جوار القائم الأيمن للدعيع. بعد ذلك تحرك لاعبو مس كرمان وتحرروا للأمام وضربة رأس من المدافع بيروز إثر ركنية شكلت خطراً ثم تسرب المهاجم ميلاد خلف الدفاع ليتجاوز الدعيع ويلعب كرته في المرمى لكن الهوساوي أبعدها.. ليرد ويلهامسون من نفس الكرة بهجمة قادها من الطرف الأيمن وواجه الحارس لكنه لم يستفد منها.. وبعد 42 دقيقة يسدد البرازيلي روبيرتو صاروخاً أبعده الدعيع على دفعتين كآخر فرص الشوط الأول الذي شهد أيضاً العديد من التسديدات من نيفيز وياسر لكن النتيجة ظلت على حالها لينتهي الشوط الأول بتقدم الهلال 2-صفر. الشوط الثاني مع انطلاق هذا الشوط تحول الفريق الإيراني للهجوم واللعب في ملعب الهلال استمراراً للدقائق الأخيرة من الشوط الأول.. وأشرك مدربه مهاجمه على سامراء لتدعيم فريقه، وكان الهلال محظوظاً بضياع أكثر من كرة إيرانية قبالة مرمى الدعيع الذي تصدى بمعاونة هوساوي لأكثر من هدف ليعاود الهلال السيطرة على الكرة والملعب وينظم الهجمات مجدداً.. وجاء تحرك ياسر على الأطراف وخصوصاً الأيسر مع تحول تياجو لليمين ودخول ولهامسون للعمق ليسبب شرخاً في الدفاع الإيراني الذي لجأ لاعبوه للعنف أمام التحركات الزرقاء.. وبعد60 دقيقة لعب نجح ياسر في تخطي الدفاع والحارس ليحصل على ضربة جزاء.. دقيقة 60 ضربة جزاء مهدرة ضمن هجمة هلالية قادها الفريدي مرر الكرة لياسر على الطرف الأيسر ليتلاعب بالمدافعين ويتجاوز الحارس الذي أسقطه وضربة جزاء تقدم لها نيفيز ووضعها أرضية على يسار الحارس الذي نجح في توقع الزاوية وأبعد الكرة ركنية منقذاً مرماه من هدف ثالث.. هذه الضربة المهدرة حركت الهلاليين فتحسن أداء الفريق بعدها نتيجة الجدية التي ظهر بها اللاعبون ليشرك جيرتس الشاب نواف العابد مكان الفريدي الذي قدم مجهوداً كبيراً وتتوالى الهجمات والعرضيات أمام المرمى الإيراني لكن التوفيق غاب عن أكثر من كرة في اللمسة الأخيرة، ومنها كرتان لياسر لعبهما برأسه من فوق العارضة رغم سهولتهما ووقوفه على خط الستة.. فالهلال أخطر وأسرع والإيرانيون يركزون على الجهة الهلالية اليسرى بتواجد حميد رضا تارة وأبو القاسم تارة أخرى لكن الهوساوي والدعيع نجحا في التصدي لمعظم هذه الكرات. ونتيجة للاندفاع الإيراني ظهرت المساحات أمام الهلاليين ما سمح بإضافة الهدف الثالث. د 81 هدف هلالي ثالث حيث قاد نيفيز هجمة من المنتصف ومررها للعابد الذي لعبها لياسر على الطرف الأيسر لمنطقة الجزاء ليتلاعب بالدفاع ثم يسدد لكن كرته تعود له مرة أخرى ليعالجها بيسراه قوية في الزاوية البعيدة للحارس محرزاً الهدف الثالث الذي أراح الهلاليين وفتح ممرات في الدفاع الإيراني طوال الفترة المتبقية. وبعد الهدف بدقيقة منعت العارضة هدفاً رابعاً بتسديدة رائعة من نواف عادت لنيفيز الذي أكملها برأسه في الزاوية البعيدة لكن الحارس تألق في إبعادها ليغادر نيفيز الملعب تاركاً مكانه للمحياني ثم خرج ويلي ولعب الشلهوب ويحاول الهلال إضافة المزيد من الأهداف دون جدوى فيما لجأ الإيرانيون للكرات الطويلة التي لم تثمر سوى في الثواني الأخيرة لينجح مس كرمان في إحراز هدفه الوحيد. د 93 هدف إيراني فمن كرة طويلة حاول أسامة هوساوي استلامها لكنها تهيأت للمهاجم سامراء الذي واجه الدعيع ووضعها على يمينه هدفاً إيرانياً أنهى بعده حكم المباراة اللقاء بفوز الهلال وتصدره مجموعته. من المباراة قاد اللقاء الحكم الصيني تاي هاي وساعده مواطناه فو وينج وسو جي كي.. ومنح الحكم 4 بطاقات صفراء للاعبي مس كرمان أبو القاسم والذي استحق الطرد بأكثر من خطأ ومهدي رجب وعلي سامراء وحسن يوسفي. حضور جماهيري جيد ساند الهلال في المباراة وكان يستحق أكثر من الأهداف الثلاثة في ظل أداء الفريقين على أرض الميدان. الهلال قدم مباراة جيدة وتعامل مع المباراة في بعض فتراتها بتهاون أو تراخ سمح للإيرانيين بمجاراة الهلال على فترات. هوساوي رغم الهدف كان أحد نجوم المباراة وكذلك ويلي وياسر ورادوي وعزيز ولي.. كما كان الفريدي جيداً جداً بالمجهود الكبير الذي بذله بينما أضاف العابد كثيراً بدخوله ونشاطه الهجومي الكبير. الإيرانيون لعبوا بخشونة متعمدة في بعض الألعاب ضد لاعبين معينين في الهلال كما اعتمدوا علىالإندفاع البدني لتعويض الفارق الفني مع لاعبي الهلال. إضاعة الفرص شيء طبيعي في عالم الكرة والأهم قدرة الفريق على صناعتها وكذلك تعويضها وتحقيق الفوز وهو ما فعله الهلاليون بالأمس.
